20 عاما مضت.. هكذا يرى العراقيون حياتهم بعد صدام حسين

20 عامًا مضت على سقوط بغداد، و لا زال الشعب العراقي غارقًا في أزمات عديدة و يحصد ما خلفه الاحتلال الأميركي، وتنوعت نلك المخلفات بين القتل والتشريد والدمار، إضافة إلى الحروب الطائفية وتراجع في المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وعلى الرغم من تحفظ الجهات المعنية العراقية من نشر تقارير في هذا الشأن وغياب القدرة على تقديم أرقام دقيقة حول خسائر ما بعد الاحتلال، إلا أن أرقامًا صادرة عن مؤسسات مستقلة تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف مدني بشكل مباشر بسبب الحرب الأميركية، في حين قدر مسؤولون بوزارة الداخلية عدد القتلى ما بين عام 2005 و2022 بـ150 ألف قتيل.وتتصدر محافظات بغداد ونينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين قائمة الخسائر البشرية.
أرقام صادمة
كما كشف المسؤول أن الفترة الممتدة من عام 2005 لغاية 2022، سجل فيها أكثر من مليون مصاب وجريح في عموم المدن العراقية.
في المقابل، تشير التقديرات إلى وجود نحو 90 ألف مفقود منذ 2003، قسم منهم خلال الحرب الأميركية على العراق، وآخرون خلال موجة العنف والإرهاب التي عصفت بالبلاد خلال العقدين الماضيين.
ولا يزال قرابة مليون عراقي نازحين داخل البلاد، من بينهم 28 ألف أسرة تقيم في مخيمات ومعسكرات الشمال والغرب والوسط في البلاد، بينما تشير التقديرات غير الرسمية إلى وجود ما لا يقل عن 5 ملايين عراقي خارج البلاد منذ عام 2003.
ويحصد ملف الفقر في العراق درجة متقدمة من اهتمامات الشارع، وبينما تشير أرقام وزارة التخطيط الرسمية إلى وجود 11 مليون عراقي تحت خط الفقر، أي ما يعادل 25% من عدد السكان، إلا أن الواقع يشي بأرقام أعلى خصوصًا في المدن والمناطق المدمرة جراء سيطرة تنظيم الدولة عليها، والعمليات العسكرية فيها.
20 عامًا على حرب العراق دولة غنية ومواطن فقير
ورغم احتياطاته النفطية الهائلة لا تزال البنى التحتية في العراق، من طرق وجسور ومنشآت، متهالكة. ويعاني العراقيون من انقطاع يومي في التيار الكهربائي وغياب شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب.
وشهدت العاصمة بغداد ومدن أخرى في أكتوبر عام 2019 احتجاجات غير مسبوقة نددت بالفساد وسوء الإدارة والتدخل الايراني في شؤون البلاد. وتعرضت تلك المظاهرات لقمع شديد. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021 جرت انتخابات تشريعية مبكرة واستغرق الاتفاق على اسم رئيس جديد للوزراء عاما آخر، شهد مواجهات دامية بين فصائل مسلحة شيعية.
حياة أفضل مع صدام
من جهة اخرى قدم استطلاع حديث أجرته شركة غالوب الدولية فكرة عن آراء العراقيين حول حياتهم ووطنهم.
يشير الاستطلاع إلى أن الكثير من العراقيين يرون أن الحياة كانت أفضل تحت حكم صدام حسين مقارنة بما هي عليه الآن.
ويعتقد معظم المستطلعة أن الولايات المتحدة غزت بلدهم لسرقة موارده.
أُجري الاستطلاع وجها لوجه في جميع محافظات العراق الـ18، وتم استطلاع 2,024 بالغًا في شهر فبراير/شباط 2023.
لا يخفي الدكتور منقذ داغر، الباحث في الشؤون العراقية والمشرف على هذا الاستطلاع، أن ثمة تحديات كثيرة لا تزال تواجه من يقوم بعمل مماثل، إذ يخشى بعض الناس التعبير عن آرائهم خاصةً وسط النفوذ المتزايد للميليشيات. وعلى الرغم من هذه العقبات، يُعتقد أن الاستطلاع هذا يوفر نظرة مهمة على ما يدور في أذهان العراقيين.
نظرة إيجابية إلى الماضي
يميل العراقيون، بما في ذلك الجيل الشاب، إلى رؤية الحياة في زمن صدام حسين بصورة أكثر إيجابية مقارنة بالحياة الآن. عند طرح سؤال حول الوضع الحالي للعراق مقارنةً بالفترة التي تسبق غزو الولايات المتحدة عام 2003، أجاب 60٪ من المشاركين بأنه تدهور، بينما قال 40٪ إنه تحسن. ويبدو أن العراقيين السُنة على وجه الخصوص (54٪) يعتقدون أن الحياة كانت أفضل في عهد صدام.