وسط ضغوط اقتصادية حادة.. إلى أين تتجه الفائدة في أوروبا؟

توقعت كريستين لاغارد رئيسة المركزي الأوروبي والمديرة السابقة لصندوق النقد الدولي ألا تشهد أي دولة داخل منطقة اليورو ركوداً اقتصادياً في 2023.

لكن بعد ثلاثة أشهر ونصف، أظهرت البيانات الرسمية أن اقتصاد منطقة اليورو دخل رسمياً فيما يعرف بـ”الركود التقني” خلال الربع الأول من العام الجاري.

على نحو غير منطقي، أنهى الجنيه الاسترليني تداولات الأسبوع متراجعاً أمام الدولار الأميركي بربع نقطة مئوية (نسبة 0.25 في المئة) عند سعر صرف الجنيه مقابل 1.27 دولار، ذلك على رغم رفع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) سعر الفائدة في اجتماعه الخميس الماضي بنصف نقطة مئوية (نسبة 0.5 في المئة) لتصل نسبة الفائدة على الجنيه إلى خمسة في المئة.

وبحسب البيانات المراجعة أو النهائية الصادرة عن Eurostat، انكمش الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنحو 0.1% في أول 3 أشهر من 2023، بعدما كشفت بيانات القراءة الأولى نمو الاقتصاد بنسبة 0.1%.

الطبيعي أنه مع ارتفاع سعر الفائدة يرتفع سعر صرف العملة، لكن الأسواق توقفت عن شراء العملة البريطانية متحسبة لاستمرار تدهور الاقتصاد البريطاني.

تتراجع أيضاً فرص تفادي اقتصاد منطقة اليورو الدخول في ركود، بعد أن أظهر مؤشر جديد  تباطؤاً حاداً في النشاط الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي بخاصة في فرنسا بينما أكبر اقتصاد في أوروبا الاقتصاد الألماني ربما كان في حالة ركود بالفعل، إذ شهد الناتج الاقتصادي في دول اليورو ركوداً واضحاً في يونيو (حزيران) الجاري كما أظهر مؤشر مشتريات المصانع الذي تصدره “أس أند بي غلوبال”.

وكان اقتصاد منطقة اليورو انكمش بنحو 0.1% أيضاً في آخر 3 أشهر من 2022، ومع انكماش الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين فإن الاقتصاد ينزلق إلى ما يعرف بـ”الركود التقني”.

جاءت قراءة المؤشر الصادرة نهاية الأسبوع عند 50.3 نقطة، مقابل 52.8 نقطة في مايو (أيار) الماضي، وذلك هو أكبر تراجع للمؤشر في خمسة أشهر، وأي قراءة فوق 50 نقطة تعكس توسعاً أما القراءة دون 50 نقطة فتعني انكماشاً، وهو ما يخشى أن يكون على الأبواب معززاً فرص الركود بخاصة مع التراجع الواضح في القراءتين الأخيرتين.

المفوضية الأوروبية نفسها توقعت هذا الوضع قبل أشهر، ووفقاً لتقرير صادر عنها في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي، فإنه أشار إلى الضعوطات التي يشكلها ارتفاع أسعار الطاقة، وتآكل القوة الشرائية لدى الأسر، بجانب بيئة خارجية أضعف.

وكان الاقتصاد الأوروبي دخل في ركود تقني (نمو سلبي للناتج المحلي الإجمالي في ربعين متتاليين من العام) بعد أن انكمش بنسبة 0.1- في المئة في الربع الأول من العام الحالي 2023 عقب انكماشه في الربع الأخير من العام الماضي 2022 بنسبة مماثلة تقريباً، وقاد الاقتصاد الألماني الركود في منطقة اليورو بدخوله مرحلة ركود منذ مطلع هذا العام.

أما تقرير البنك الدولي الذي صدر في الأسبوع الماضي لم يكن أكثر تفاؤلاً بالوضع داخل منطقة اليورو، إذ توقع تباطؤ نمو الاقتصاد في منطقة اليورو إلى 0.4% العام الجاري من 3.5% في 2022.

مقالات ذات صلة