Uncategorized

هل يستغل بشار الأسد حرب أوكرانيا للعودة من جديد؟

قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية ، إن السوري بشار الأسد، يستغل الحرب الروسية في أوكرانيا لمحاولة استعادة مكانته على الساحة الدولية، في وقت لم تعد تركيا والدول العربية وحتى بعض الدول الأوروبية تنظر إليه كرئيس “منبوذ” دولياً، منذ أن أعاد فرض سيطرته على البلاد، وبرز على أنه المنتصر الفعلي بعد سنوات من الحرب.

وأضافت “ليبراسيون” أن جدول أعمال بشار الأسد لعام 2023 قد يكون قريبا مكتظا باجتماعات دبلوماسية لم يعرفها منذ سنوات؛ وليس فقط بالزيارات المنتظمة إلى دمشق لمسؤولين إيرانيين. فمن المفارقات أن مسألة إعادة تأهيل الأسد عادت إلى الواجهة مرة أخرى بفضل تركيا رجب طيب أردوغان، أحد ألد أعدائه منذ عام 2011، حيث بدأت بالفعل عملية تطبيع بين أنقرة ودمشق برعاية روسيا، جسدها الاجتماع الأول بين وزيري دفاع البلدين في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي  في موسكو. وكان من المقرر أن يعقبه اجتماع ثلاثي بين وزراء الخارجية، أُعلن عنه في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني المنصرم، لكن تم تأجليه في نهاية المطاف لمدة شهر.

وواصلت “ليبراسيون” القول إنه قبل تركيا، لم تستطع دول المنطقة التي أعادت التواصل مع النظام السوري التباهي بنتائج سياستها. فأول دولة عربية تعيد فتح سفارتها في دمشق نهاية عام 2018، الإمارات العربية المتحدة،  وتعمل من أجل عودة سوريا إلى الوطن العربي والساحة الدولية.

وفي مارس/آذار عام 2022، قام بشار الأسد بزيارة رسمية إلى أبو ظبي، في أول رحلة له إلى دولة عربية منذ اندلاع الصراع الذي عصف ببلده عام 2011. 

أما الأردن المجاور -تضيف ليبراسيون- والذي أعاد العلاقات الدبلوماسية رسميا مع دمشق منذ أكثر من عام، فقد وجد نفسه أمام مشكلة غير متوقعة: إعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين فتح ممراً لتهريب المخدرات. وبالفعل، فقد سهّل المعبر الأردني نقل الكبتاغون المصنوع في سوريا إلى أسواق دول الخليج، مما أدى إلى مطاردة يومية لتجاره وإطلاق النار مما أودى بحياة العديد من حراس الحدود الأردنيين.

تردد أوروبي

مضت “ليبراسيون” إلى التوضيح أنه على الرغم من كل شيء، ما يزال إغراء إعادة التواصل مع النظام السوري مستمراً، بما في ذلك لدى بعض الدول الأوروبية، أحيانًا باسم المواطنين السوريين، وأحيانا بهدف وضع أنفسهم في أسواق إعادة إعمار البلاد. ومع ذلك، تظل فرنسا من بين أكثر الدول مقاومة لأي تقارب مع دمشق. كما أن هناك حزماً من جانب واشنطن التي انتقدت أيضا الانفتاح التركي على بشار الأسد. وقال ريتشارد ميلز، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، في اجتماع يوم الأربعاء الماضي لمجلس الأمن بشأن سوريا: “على الدول التي تفكر في التقارب، أن تفكر فيما فعله نظام الأسد حتى يستحق مثل هذه الفرصة. فهذا النظام ما يزال يتصرف كما كان دائما”.

واعتبرت “ليبراسيون” أن كل المبادرات الدبلوماسية تأتي لتأكيد المأزق السوري الذي ما زال يجسده بشار الأسد. لأن الدول التي تضغط من أجل التطبيع مع الديكتاتور السوري وتلك التي ترفض إعادة تأهيله، تفتقر إلى الحجج لتبرير سياستها. ولا تستطيع أي منها بأي حال، إقناع السوريين المحرومين من مصيرهم بأنها تحاول إنقاذهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى