هل من علاقة بين حركة القمر والزلازل؟

كأن المغرب على موعد جديد وأليم مع الجغرافيا التي حكمت عليه بأن يتعرض لظاهرة الزلازل، ذلك أن أراضيه، خصوصاً الشمالية، تقع بالقرب من الحد الفاصل بين الصفيحة الأوراسية والأفريقية، حيث يقع صدع جبل طارق.
عرف المغرب نحو 10 زلازل قاتلة خلال القرون الثلاثة الماضية، غير أن أكثرها خطورة، والذي لا يزال يمثل هاجساً وخوفاً عند المغاربة حتى الساعة، هو زلزال مدينة أغادير الذي حدث عام 1960، وراح ضحيته أكثر من 15 ألف شخص،
وبلغت قوته 5.7 درجة على مقياس ريختر، كما ترك نحو 35 ألف شخص من دون مأوى، ومع أنه لم يكن الأقوى في تاريخ المغرب، إلا أنه كان الأكثر تدميراً.
الشاهد أن قصة الزلازل خلال الأعوام الأخيرة باتت مثيرة للانتباه والقلق بشكل واضح، ومرد ذلك أنه لم يكن من الوارد التنبؤ بها من قبل، على خلاف البراكين التي تعطي إنذارات
مما يسمح للبشر بالهرب والفرار، وللسلطات المدنية الوقت الكافي لتقوم بإجلاء مواطنيها، لكن اليوم هناك من يتحدث عن توقعات مسبقة مبنية على علاقة الكرة الأرضية بحركة الكواكب والنجوم، وكيف لها أن تؤثر في مسارات الزلازل ومساقاتها.
هنا ينقسم العلماء والمتابعون بين مؤيد للفكرة وبين معارض لها، وما بين الفريقين تسود نظريات عدة عن الزلازل المصنوعة بشرياً عبر أسلحة المناخ التي يتحدث عنها البعض، لا سيما السلاح الأميركي المعروف باسم “هارب”، وبين من يعتقد بحدوث تفجيرات نووية في باطن الأرض هي سبب الزلازل الحديثة، فأين توجد الحقيقة بين كل تلك الآراء التي تحمل تفاصيل كثيرة ومثيرة؟
نقطة انطلاق الزلازل داخل القشرة الأرضية، وتسمى البؤرة، أما التي تقابل مركز الزلزال على السطح فتسمى المركز السطحي للزلزال، وعادة ما تكون شدة الزلزال عند هذه النقطة أكبر من أية نقطة أخرى، وهناك أجهزة لقياس الذبذبات العالية للموجات الزلزالية. وتحدث الزلازل في كافة بقاع الأرض، وتقوم المراصد الزلزالية بتسجيل ما يقارب مليون هزة سنوياً، إلا أن الهزات العنيفة أقل بكثير.
الحقيقة أن الاختلافات حول الرجل قائمة، فقد صادفت بعض توقعاته تحققاً فعلياً، فيما أخفقت أخرى، وبين هذه وتلك يربط هوغربيتس بين خطوط الصدع التي تتسبب في الزلازل وبين حركة الكواكب والنجوم، وتأثيراتها على الكرة الأرضية.