هل تستغل فرنسا محاولة أوكرانيا لحلف الناتو للسيطرة على الاتحاد الأوروبي؟

تطرق مقال نشره موقع “أنهيرد” البريطاني للكاتب رالف سكولهامر وهو خبير في قضايا السياسة والاقتصاد إلى الصراع داخل أقطاب البيت الأوروبي، مشيراً إلى فرضية أن تستغلّ فرنسا عضوية أوكرانيا في “الناتو” للسيطرة على الاتحاد الأوروبي عبر تهميش ألمانيا.
وأكّد الكاتب، أنه “كلما طالت الحرب في أوكرانيا، أصبح من الواضح أن القوى الدولية المعنية تسعى وراء مصالح أخرى غير حماية أوكرانيا”.
وأوضح أنه “في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، من المقرر أن تحول الانتخابات التمهيدية للجمهوريين أوكرانيا إلى جزء من الحروب الثقافية الأميركية”.
وكذلك هناك قوى مماثلة تلعب دورها داخل الاتحاد الأوروبي، يضيف سكولهامر، مبيناً أنه “لم يعد سراً منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين في وقت سابق من هذا العام، أن باريس تريد زيادة نفوذها العالمي، من خلال أن تصبح الدولة المهيمنة داخل الاتحاد الأوروبي”.
وتابع مشيراً إلى أنّ “هذا الدور، الذي لعبته ألمانيا تقليدياً باعتبارها الدولة العضو الأقوى والأكثر اكتظاظاً بالسكان من الناحية الاقتصادية، تعرّض لضغوط كبيرة، ويبدو أن ماكرون مصمّم على الاستفادة من الفراغ”.
وأضاف: “عندما أرادت واشنطن في عام 2008 منح أوكرانيا خطة عمل للعضوية في الناتو، تمّ حظرها من قبل ألمانيا وفرنسا، أما الآن فقد غيرت باريس موقفها، وأعلن ماكرون أنه يجب أن يكون هناك “طريق نحو العضوية”، وهذا الموقف المفاجئ ليس أكثر من حساب سياسي، إذ لا يمكن لفرنسا أن تطيح ألمانيا من دون دعم من أوروبا الشرقية”.
واعتبر التقرير أنّ “ماكرون بذل قصارى جهده للتأكيد أنه يجب وضع حدّ للتقسيم إلى “أوروبا القديمة” و”أوروبا الجديدة”، وهي محاولة واضحة لكسب نقاط مع الأعضاء الموالين بشدة لحلف الناتو، مثل بولندا وسلوفاكيا”.
كما أشار إلى أنّ “النزاع الفرنسي- الألماني يذهب إلى أبعد من الانقسام بشأن مكانة أوكرانيا في المجتمع الدولي، ففي الأشهر الأخيرة، شكّلت باريس تحالفاً من الدول المؤيدة للطاقة النووية، والتي تتحدى برلين بشكل مباشر”.
واستخلص التقرير مؤكداً أنه “من غير المحتمل أن تصبح أوكرانيا عضواً في الناتو أو الاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور، لا سيما بالنظر إلى المقاومة الألمانية المستمرة”، لكنّه لفت إلى أنّ هذا “يجعل من السهل على فرنسا اتخاذ مواقف تمكّنها من الاستيلاء على رأس المال الدبلوماسي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
ختم سكولهامر قائلاً: “كل هذا يوضح أنّ المنافس الرئيسي بالنسبة إلى باريس ليس موسكو أو بكين، ولكن برلين”.