هل انضمام إيران إلى “بريكس” نهاية عزلتها الاقتصادية وتعزيز نفوذها السياسي؟

“انضمام جمهورية إيران الإسلامية إلى بريكس يشكّل خطوة جديدة نحو إرساء العدالة والأخلاق والسلام الدائم على الساحة الدولية”، واصفاً الكتلة بأنها “رمز للتغيير”.
بالنسبة للرئيس الإيراني الذي سعت إدارته بحزم إلى إبطال تأثير العقوبات الغربية من خلال التحالف مع الدول “المستقلة”، كان المسرح مهيأً تماماً لدفع خطاب التعددية والتوقف عن الاعتماد على الدولار في ظل تبدّل موازين القوى العالمية.
وجاء خطابه بعد فترة وجيزة من إرسال كتلة الاقتصادات الناهضة دعوات إلى إيران وخمس دول أخرى – المملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة – لتصبح أعضاء دائمين جدد، مما أثار استياء المتشددين الغربيين.
كذلك اجتمع مع الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا وأعلن أن سياسة “الضغط الأقصى” التي رسمها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عززت تقدّم إيران.
وناقش رئيسي مسائل العبور مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحثّه على تسريع مشروع الممر بين الشمال والجنوب، وهو ممر نقل متعدد الوسائط سيربط الهند ببحر قزوين وروسيا وشمال أوروبا عبر إيران.
“انتصار استراتيجي لإيران”
أُعلن لأول مرة عن خبر انضمام إيران إلى “بريكس” من قِبل نائب رئيس الأركان للشؤون السياسية والمساعد الأول للرئيس الإيراني، محمد جمشيدي،
غرّد جمشيدي باللغتين الإنجليزية والفارسية قائلاً: “في خطوة تاريخية، جمهورية إيران الإسلامية تصبح عضواً دائماً في بريكس”، واصفاً ذلك بأنه “انتصار استراتيجي لسياسة إيران الخارجية”.
يوم الجمعة، عاد الوفد الإيراني منتصراً إلى طهران، بعد أن حسم عضوية بلاده في “بريكس” بعد أقل من عام من انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي حديثه في مطار طهران للصحافيين وأعضاء مجلس الوزراء، قال رئيسي إن انضمام إيران إلى تحالف “بريكس” سيعزز “القوة السياسية والاقتصادية” للبلاد.
واحتفل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بهذا الإنجاز الدبلوماسي عبر إنستغرام، قائلاً إن توسع “بريكس” وانضمام إيران “سيعزز تعددية الأطراف”
وقال أيضاً إن عضوية إيران في بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون “ستلغي حاجة البلاد إلى الانتظار حتى تثمر محادثات رفع العقوبات”، في إشارة إلى المفاوضات المعلّقة التي تهدف إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، والمعروفة بالاتفاق النووي الإيراني.
لا تزال المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأوروبي والجارية منذ نيسان/أبريل 2021 في فيينا، متوقفة منذ آب/أغسطس الماضي بسبب خلافات رئيسية بين طهران وواشنطن، وأزمة إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتوترات في الخليج الفارسي، واتهام إيران بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي مطلع الشهر الجاري، توصّل البلدان إلى اتفاق لتبادل الأسرى، والذي تضمن أيضاً رفع التجميد عن الأصول الإيرانية العالقة في العراق وكوريا الجنوبية، ولكن فُصل الاتفاق عن المحادثات النووية.
في كلمته أمام القمة الخامسة عشرة لمجموعة “بريكس” في جوهانسبرغ يوم الخميس، تعهّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتقديم الدعم “الحازم” للمسعى القائم من أجل التوقف عن الاعتماد على الدولار، مشدداً على المكاسب “التاريخية” التي ستحققها الجمهورية الإسلامية في الانضمام إلى هذه الكتلة الاقتصادية.
وقال رئيسي إن “انضمام جمهورية إيران الإسلامية إلى بريكس يشكّل خطوة جديدة نحو إرساء العدالة والأخلاق والسلام الدائم على الساحة الدولية”، واصفاً الكتلة بأنها “رمز للتغيير”.
بالنسبة للرئيس الإيراني الذي سعت إدارته بحزم إلى إبطال تأثير العقوبات الغربية من خلال التحالف مع الدول “المستقلة”، كان المسرح مهيأً تماماً لدفع خطاب التعددية والتوقف عن الاعتماد على الدولار في ظل تبدّل موازين القوى العالمية.
وجاء خطابه بعد فترة وجيزة من إرسال كتلة الاقتصادات الناهضة دعوات إلى إيران وخمس دول أخرى – المملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة – لتصبح أعضاء دائمين جدد، مما أثار استياء المتشددين الغربيين.
وعلى هامش القمة التي استمرت ثلاثة أيام، عقد رئيسي أيضاً اجتماعات منفصلة مع نظرائه من الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، حول النظام العالمي الجديد الذي شكّل موضوعاً رئيسياً مشتركاً بينهم.
ونُقل عن رئيسي قوله في اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ إن “توسع بريكس يدلّ على أن النهج الأحادي يتدهور”، متعهداً بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع بكين وتعزيز مبادرات الحزام والطريق الطموحة.
كذلك اجتمع مع الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا وأعلن أن سياسة “الضغط الأقصى” التي رسمها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عززت تقدّم إيران.
وناقش رئيسي مسائل العبور مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحثّه على تسريع مشروع الممر بين الشمال والجنوب، وهو ممر نقل متعدد الوسائط سيربط الهند ببحر قزوين وروسيا وشمال أوروبا عبر إيران.
“انتصار استراتيجي لإيران”
أُعلن لأول مرة عن خبر انضمام إيران إلى “بريكس” من قِبل نائب رئيس الأركان للشؤون السياسية والمساعد الأول للرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، عبر صفحته على تويتر يوم الخميس.
غرّد جمشيدي باللغتين الإنجليزية والفارسية قائلاً: “في خطوة تاريخية، جمهورية إيران الإسلامية تصبح عضواً دائماً في بريكس”، واصفاً ذلك بأنه “انتصار استراتيجي لسياسة إيران الخارجية”.
يوم الجمعة، عاد الوفد الإيراني منتصراً إلى طهران، بعد أن حسم عضوية بلاده في “بريكس” بعد أقل من عام من انضمامها إلى منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي حديثه في مطار طهران للصحافيين وأعضاء مجلس الوزراء، قال رئيسي إن انضمام إيران إلى تحالف “بريكس” سيعزز “القوة السياسية والاقتصادية” للبلاد.
واحتفل وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بهذا الإنجاز الدبلوماسي عبر إنستغرام، قائلاً إن توسع “بريكس” وانضمام إيران “سيعزز تعددية الأطراف” ويساعد حكومة رئيسي على تحقيق أهداف سياستها الخارجية النشطة “المتمحورة حول الشرق”.
ويصف مرتضى حبيب الله، محلل الشؤون الاقتصادية المقيم في طهران، عضوية إيران الكاملة في كل من منظمة شانغهاي للتعاون و”بريكس” في غضون عام واحد، بأنها “ضربة دبلوماسية بارعة”.
وقال إن “منظمة شانغهاي للتعاون تركّز بشكل أساسي على القضايا السياسية والأمنية، في حين أن بريكس هي كتلة من اقتصادات الأسواق الناهضة التي تمثّل حوالي 30 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي”. وأضاف أنه “بالنسبة لإيران، التي أنهكتها العقوبات والعزلة الاقتصادية، فإن الكتلة توفّر فرصاً عظيمة للانفتاح مجدداً”.
تقدمت إيران بطلب للحصول على عضوية كاملة في “بريكس” في حزيران/يونيو من العام الماضي، بعد أيام من إلقاء رئيسي خطاباً افتراضياً في قمة “بريكس +” حيث أعرب عن استعداد إيران لتبادل “قدراتها وإمكاناتها الكبيرة” من أجل مساعدة الكتلة على تحقيق أهدافها، مشيراً أيضاً إلى التحديات المختلفة.
وبعد أسبوع، وافق قادة منظمة شانغهاي للتعاون في إعلان نيودلهي، على عضوية إيران لتصبح الدولة التاسعة كاملة العضوية.
سياسة إيران في “التوجّه شرقاً”
ويردد محسن باكين، وهو دبلوماسي إيراني سابق ومراقب دقيق للشؤون الجيوسياسية، ما قاله وزير الخارجية الإيراني، مضيفاً أن العضوية في “بريكس” هي ثمرة سياسة “التوجّه شرقاً” التي تنتهجها إيران بحزمٍ.
وقال إن إيران يمكن أن “تحقق العديد من المكاسب” من خلال عضويتها في الكتلة التي “تهدف إلى تعزيز نظام عالمي جديد قائم على تعددية الأطراف ويركّز على نظام مالي بديل”.
وقال أيضاً إن عضوية إيران في بريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون “ستلغي حاجة البلاد إلى الانتظار حتى تثمر محادثات رفع العقوبات”، في إشارة إلى المفاوضات المعلّقة التي تهدف إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، والمعروفة بالاتفاق النووي الإيراني.
لا تزال المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأوروبي والجارية منذ نيسان/أبريل 2021 في فيينا، متوقفة منذ آب/أغسطس الماضي بسبب خلافات رئيسية بين طهران وواشنطن، وأزمة إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتوترات في الخليج الفارسي، واتهام إيران بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي مطلع الشهر الجاري، توصّل البلدان إلى اتفاق لتبادل الأسرى، والذي تضمن أيضاً رفع التجميد عن الأصول الإيرانية العالقة في العراق وكوريا الجنوبية، ولكن فُصل الاتفاق عن المحادثات النووية.
وأضاف أن “هذه الإدارة تدرك أن الثقة بالأميركيين لا تنفع أبداً لكن باب الدبلوماسية الهادفة والعملية يبقى مفتوحاً أيضاً”.
التداعيات السياسية
وقال علي أحمدي، وهو باحث تنفيذي في مركز جنيف للسياسة الأمنية، إن انضمام إيران إلى “بريكس” مباشرةً بعد انضمامها إلى منظمة شانغهاي للتعاون يدلّ بالتأكيد على أن جهود أميركا لعزل إيران “محدودة بشكل كبير”.
ومع ذلك، سارع إلى القول بأن العقوبات “لا تزال تضر بالاقتصاد الإيراني” وأن التوقف عن الاعتماد على الدولار هو “مشروع طويل الأجل لن يكسر تأثير العقوبات المالية الأميركية في القريب العاجل”.
وشدّد على أهمية استمرار الدبلوماسية، قائلاً: “بالتأكيد، لا ينبغي اعتبار هذا الأمر (أي عضوية إيران في البريكس +) بديلاً عن الدبلوماسية النووية. لا أعتقد أن المسؤولين في طهران ينظرون إليه بهذه الطريقة. يتعلق الأمر بإدارة موقع إيران في نظام عالمي ناشئ متعدد الأقطاب”.