هل الفائدة المرتفعة تضع بنوك العالم في دائرة الخطر

كشف تقرير حديث عن أنه يمكن للبنوك المركزية أن تبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول في سعيها إلى الحد من التضخم الذي لا يزال مرتفعاً بصورة عنيدة في بلدان عدة، وإبطاء اقتصاداتها من خلال القيام بذلك.
لكن مثل هذه البيئة لم تواجه الأسواق المالية العالمية منذ جيل كامل، وهذا يعني أنه يتعين على الجهات الإشرافية المالية أن تعمل على تسخير أدواتها التحليلية واستجاباتها التنظيمية لمعالجة التهديدات الناشئة.
وبناء على ذلك عزز صندوق النقد الدولي أدوات اختبار التحمل للتركيز على الأخطار الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة، ودمج ذلك النوع من ضغوط التمويل التي أطاحت ببعض البنوك الأميركية والأوروبية في مارس (آذار) الماضي.
ويشكل ارتفاع أسعار الفائدة خطراً على البنوك، على رغم أن كثيراً منها يستفيد من جمع أسعار فائدة أعلى من المقترضين مع إبقاء أسعار الفائدة على الودائع منخفضة.
وقد تزيد خسائر القروض أيضاً، إذ يواجه المستهلكون والشركات الآن كلف اقتراض أعلى، خصوصاً إذا فقدوا وظائفهم أو إيرادات أعمالهم، إلى جانب القروض تستثمر البنوك أيضاً في إصدار السندات وأوراق الدين الأخرى، التي تفقد قيمتها عندما ترتفع أسعار الفائدة.
ولكن إذا عانت ركوداً تضخمياً حاداً أي تضخم مرتفع مع انكماش اقتصادي عالمي بنسبة اثنين في المئة، مقترناً بأسعار فائدة أعلى من البنك المركزي، فإن الخسائر ستكون أكبر بكثير.
وتعاني هذه المجموعة من البنوك الضعيفة ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع معدلات التخلف عن سداد القروض، وانخفاض أسعار الأوراق المالية، والأهم من ذلك أن التحليل الإضافي يظهر أن الخسائر الناجمة عن بيع الأوراق المالية في ظل سيناريوهات تشغيل الودائع تكون أقل إيلاماً عندما تتمكن البنوك من الوصول إلى تسهيلات الإقراض من البنك المركزي، مثل نافذة الخصم الخاصة بالاحتياط الفيدرالي.
يظهر الاختبار العكسي لهذه الأداة ارتفاعاً في عدد المؤسسات التي يحتمل أن تكون معرضة للخطر في بداية الوباء، إضافة إلى ارتفاع مستمر في أواخر عام 2022 مع بدء ارتفاع أسعار الفائدة، وشملت هذه المجموعة الأخيرة البنوك الأربعة التي إما أفلست أو استولي عليها في شهر مارس (آذار) الماضي.
وستكون البنوك أكثر مرونة إذا كانت مستعدة بشكل أفضل للوصول إلى تسهيلات الإقراض من البنك المركزي، ويجب على البنوك أن تختبر هذا الوصول بشكل دوري بينما تقوم الجهات الإشرافية بتقييم ما إذا كان المقرضون الأضعف يمكنهم الاستفادة بسهولة من المساعدات الطارئة.