هل أصبح كبار السن السلاح السري للاقتصاد الأميركي؟

أثبت الإنفاق الاستهلاكي مرونته الشديدة مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) برفع أسعار الفائدة، بدعم من إنفاق المستهلكين من كبار السن، إذ شكل الأميركيون الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق 22 في المئة من الإنفاق العام الماضي، وهي أعلى حصة منذ بدء السجلات في عام 1972، وارتفاعاً من 15 في المئة في عام 2010، وفقاً لمسح وزارة العمل الأميركية لنفقات المستهلكين الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة التحليل الاقتصادي “أسوشيتس”، سوزان ستيرن، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، “هؤلاء هم المستهلكون الذين ستكون لهم أهمية خلال العام المقبل”.

أضافت “أن حصتنا الكبيرة من المستهلكين الأكبر سناً توفر قاعدة استهلاكية في أوقات مثل اليوم عندما يتباطأ نمو الوظائف، وترتفع أسعار الفائدة، ويبدأ سداد قروض ديون الطلاب مرة أخرى”.

ميول الإنفاق المرتفعة

في حين تعكس ميول الإنفاق المرتفعة لدى كبار السن الصحة والثروة وربما الآثار النفسية المستمرة للوباء.

وقالت مورين غرين، 66 سنة، من كيب كود بولاية ماساتشوستس، للصحيفة، ” طوال حياتي، وأنا أستثني الإنفاق على هذا وذاك، والآن هناك أموال في البنك وأنا أنفق بطرق تجعلني أقرب إلى الأصدقاء والعائلة أكثر مما فعلته من ذي قبل.”

نمو إنفاق كبار السن

ووفقاً لوزارة العمل الأميركية، أنفقت الأسرة المتوسطة التي يقودها شخص يبلغ من العمر 65 سنة أو أكبر بنسبة 2.7 في المئة في العام الماضي أكثر مما كانت عليه في عام 2021، معدلة وفقاً للتضخم، مقارنة بـ0.7 في المئة للأسر التي تقل أعمارهم عن 65 سنة، وارتفع إنفاق الأسر الأكبر سناً بنسبة 34.5 في المئة عن عام 1982، مقارنة بنسبة 16.5 في المئة للأسر الأصغر سناً.

وقالت شركة “أميركان كروز لاينز”، التي توجه رحلاتها البحرية نحو المستهلكين الأكبر سناً، إنها تشهد نمواً في المبيعات برقم مزدوج هذا العام، مدفوعاً إلى حد كبير بجيل الطفرة السكانية. وكانت أضافت شركة “جيلفورد” بولاية كونيتيكت هذا العام ثلاث سفن إلى أسطولها ووسعت موسمها لمدة شهر لبعض الطرق الشهيرة.

وقال رئيس “أميركان كروز لاينز” ومديرها التنفيذي، تشارلز بي روبرتسون، “لقد اجتذبت الرحلات النهرية تقليدياً جمهوراً أكبر سناً، ومع تقاعد مزيد من جيل الطفرة السكانية كل عام، نرى معدلاً سريعاً للنمو والطلب على تجارب أطول”.

الاقتصاد الفضي

وهناك عامل آخر لصالح كبار السن وهو الموارد المالية القوية نسبياً، إذ يمتلك الأميركيون الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة أو أكثر الآن ما يقرب من 26 في المئة من ثروات الأسرة، وهو أعلى مستوى منذ بدء السجلات في عام 1989، وفقاً لـ”الاحتياطي الفيدرالي”، مما يعزز ما يطلق عليه “الاقتصاد الفضي” في البلاد، وهو نظام إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات الذي يهدف إلى استخدام إمكانات الشراء لكبار السن وكبار السن وتلبية حاجاتهم الاستهلاكية والمعيشية والصحية.

لا يزال الاقتصاديون يرون احتمالاً كبيراً نسبياً لحدوث الركود في العام المقبل، لكن الرئيس وكبير استراتيجيي الاستثمار في شركة يارديني للأبحاث، إد يارديني، ليس واحداً منهم، وذلك لسبب مهم وهو أنه وفقاً لتقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد جمع جيل طفرة المواليد وحدهم الآن ثروة قدرها 77.1 تريليون دولار، وقال ياديني “هناك فجوة يبلغ حجمها 77 تريليون دولار في النظرية القائلة إن نفاد مدخرات المستهلكين بسبب الوباء سيغرق الاقتصاد”.

مقالات ذات صلة