نشأت قبل “حزب الله”.. ماذا تعرف عن “قوات الفجر” التي تقاوم إسرائيل من لبنان؟

إلى جانب مناوشات حزب الله، ظهر طرف سني في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان يتمثل في “قوات الفجر”، الجناح العسكري لـ “الجماعة الإسلامية”.

وخلال معركة “طوفان الأقصى” التي تخوضها المقاومة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت قوات الفجر عدة مرات استهداف مواقع للاحتلال بالصواريخ.

وكان آخرها استهداف مستوطنة كريات شمونة في 28 أكتوبر مما نتج عنه اشتعال حرائق في منازل المستوطنين.

وقال بيان لقوات الفجر وقتها: “طلقاتنا الصاروخية ستستمر وتزداد كلما أمعن العدو الصهيوني وتمادى في عدوانه على أهلنا في جنوب لبنان وقطاع غزة، قادرون على توسيع دائرة ردّنا لثنيه عن عدوانه”.

دور “قوات الفجر”

المفارقة أن هذا الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ليس جديدا، وتاريخه أقدم من إنشاء حزب الله الشيعي اللبناني.

بل إن روايات كثيرة تقول إن الجماعة الإسلامية كانت تدرب بعض مقاتلي حزب الله قبل تشكيله رسميا.

وتروي بعض مراجع الجماعة أن أحد معسكراتها كان مركزا لتدريب شباب من حزب الله، وأن “المقاومة الإسلامية” التي انطلقت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، في يونيو/حزيران 1982، كانت بجناحين.

الأول، لـ “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، والثاني كان لشباب من جنوب لبنان مهدوا لإطلاق حزب الله رسميا عام 1983.

فما قصة قوات الفجر الإسلامية السنية وتاريخها في محاربة الاحتلال والهدف من تنشيط دورها الآن لدعم غزة بمناوشة الاحتلال من جنوب لبنان؟

وما علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، وهل يعني هذا النشاط العسكري عودة نشاطها السياسي بقوة في لبنان وفرض معادلات جديدة؟

منذ اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل، ضربت قوات “الفجر” الإسلامية مستوطنات إسرائيلية عبر الحدود مع لبنان ثلاث مرات أيام 18 و21 و29 أكتوبر 2023، حسب بيانات موقعها.

وأوضح أن قوات الفجر حاربت الاحتلال أيضا وكان لها دور بارز في رد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 .

وأكد أن دور هذا الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، هو العمل من أجل الدفاع عن أهلنا في هذه القرى المتاخمة للحدود من ناحية، والعمل على تحرير الأراضي المحتلة من ناحية أخرى.

جهاز مقاوم

ويقول “بسام حمود” نائب رئيس المكتب السياسي لـ “الجماعة الإسلامية” إن “قوات الفجر”، أطلقت كجهاز مقاوم لمواجهة الاحتلال بعد الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.

أكد لموقع  21 أكتوبر 2023 أن “قوات الفجر” كانت بقيادة “الشهيد القائد جمال حبال”، ونفذت العديد من العمليات العسكرية، في مدينة صيدا أبرزها مواجهة مع “لواء غولاني” الإسرائيلي الذي اعترف حينها بمقتل قائده وعدد من الجنود.

أوضح أنه “بعد انسحاب العدو من منطقة صيدا وإنشائه ما سمي حينها بالحزام الأمني في جنوب لبنان، نفذت قوات الفجر العديد من العمليات ضد مواقعه العسكرية”.

وأشهرها عملية بحرية في منطقة الناقورة على الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تسللت مجموعة من قوات الفجر إلى داخل الأراضي الفلسطينية، واشتبكت مع العدو واستشهد ثلاثة منها.

وأصدرت مجلة «الشهاب» في الأول من يناير/كانون الثاني 1966، وكان لها كتلة من 3 نواب في البرلمان اللبناني، حسبما أكد موقع “الأمان” 25 مايو/أيار 2022.

لكن يمثلها حاليا نائب واحد فقط من أصل 27 نائبًا سنيا في مجلس النواب، هو “عماد الحوت”، وفق مركز “مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط” 15 سبتمبر 2022.

جمهور واسع

ويقول “بسام حمود” نائب رئيس الجماعة إنها حزب لبناني “موجود في كل المحافظات اللبنانية، ويلتزم القوانين والتشريعات الصادرة عن السلطات الرسمية، و”تحرير الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد”.

ويدافع عن موقف الجماعة باللجوء إلى العمل المسلح بالقول “نحن نعيش حالة حرب، وملزمون الآن بالدفاع عن وطننا وأهلنا في وجه آلة القتل”.

وتشير دراسة لمركز “الجزيرة للدراسات” 24 سبتمبر/أيلول 2020 أن أهمية الجماعة الإسلامية ودورها في محيطها المحلي أو في السياق العربي، أنها تكاد تكون الكيان اللبناني الإسلامي الوحيد الذي يمارس دورا سياسيا.

وتمثل الجماعة شريحة واسعة من اللبنانيين السُّنة بعد تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري، وتستدعيها “السُّنِّيَّة السياسية” لتكون إلى جانبها فقط عند تلاقي الديني والسياسي في الصراع الطائفي اللبناني أو في المنطقة.

كما أنها جزء من منظومة حركة الإخوان المسلمين، من حيث المرجعية الفكرية والرؤية، وهي الحركة التي قُرن صعودها السياسي بصعود الربيع العربي عام 2011.

ويقول مركز الجزيرة للدراسات إن الجماعة الإسلامية شهدت ما بين الربيع العربي (2011) والحراك اللبناني (2019) مرحلةَ انتقال طويلة في القيادة، ربما لم تنته بعدُ، من الجيل المؤسس إلى الجيل التالي له، وهو ما أحدث تبايناتٍ وخلافاتٍ تنظيمية لم تكتمها الجماعة. 

ويقول تقرير لموقع “أساس ميديا” اللبناني الممول من السعودية، 5 سبتمبر 2022 إن الجماعة الإسلامية اللبنانية تتألف من ثلاثة مكونات رئيسة هي:

الأول، إمبراطوريات الجمعيات والمؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية، التي تتلقى دعماً مالي وازناً من الخارج، وتبلغ قيمة وارداتها السنوية حوالي 30 مليون دولار، وفق زعمه.

في حين جرى التجديد لمقداد قلاوون المقرب أيضًا من حماس وحزب الله، في منصب مسؤول الجهاز الأمني للجماعة الإسلامية. 

وأشار تقرير “كارنيغي” لما أسماه “خلافات عميقة في أوساط الجماعة الإسلامية”، في صفوف القيادة حول بناء تحالف قوي مع إيران وسوريا. 

إذ يُبدي يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة وأحد مؤسسي الجهاز الأمني لها، تأييده لهذا التحالف، في حين أن الممثلين السياسيين التقليديين للحركة، مثل زعيمها السابق خالد مشعل، يعارضونه. 

مقالات ذات صلة