
موقفها من الحرب يميل إلى الفلسطينيين.. هل تصبح الصين وسيطا للإفراج عن أسرى إسرائيل؟
رأت صحيفة عبرية أن موقف الصين من المعركة الجارية بين إسرائيل وقطاع غزة “قد يساعدها في لعب دور الوساطة”، من أجل التهدئة.
وقالت صحيفة “زمان” إن موقف الصين محايد ويميل إلى الفلسطينيين نوعا ما، حيث تجنب إدانة حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وبدأت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بالهجوم على مستوطنات غلاف غزة، موقعة أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة: “بعد أن هاجمت حماس إسرائيل، كان هناك تناقض واضح في ردود أفعال القوتين العظميين في العالم”.
ففي الأيام التالية، أدان الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم ووصفه بأنه عمل إرهابي، بينما ظل الرئيس الصيني شي جين بينغ صامتا.
وفي أول بيان لها عن الحرب، لم تذكر وزارة الخارجية الصينية “حماس”، ودعت بدلا من ذلك “الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين”.
خيبة أمل عميقة
وأوردت الصحيفة انتقاد المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين لرد الفعل الصيني، حيث أعرب نائب مدير منطقة آسيا والمحيط الهادي بالخارجية الإسرائيلية، رافي هارباز، عن “خيبة الأمل العميقة” تجاه بكين لعدم إدانتها هجوم حماس.
وقد ردد الخبراء الإسرائيليون في الشؤون الصينية خيبة الأمل هذه، إذ قال جيداليا أفترمان رئيس برنامج السياسة الآسيوية في معهد الدبلوماسية الدولية بجامعة رايخمان، إن “الصين تقول إنها لاعب إقليمي جديد، لكن استجابتها الأولية لم تكن متوافقة مع هذا الدور الجديد”.
لكن، لدى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، فان هونغدا، وجهة نظر مختلفة؛ إذ قال إن “الخلاف بين إسرائيل والصين يرجع إلى اختلاف في زاوية النظر، فبينما تركز تل أبيب على الصراع الحالي بالتحديد، تركز بكين على المسار الأساسي لحل القضية الفلسطينية”.
وتابع أنه “في أجزاء كثيرة من الجنوب العالمي، تردد صدى موقف الصين فيما يتعلق بمعاملة الفلسطينيين على مدى عقود”.
ونوه إلى أن “هذا الدعم الإقليمي ساعد الصين على صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأقليات المسلمة لديها، خاصة في شينجيانغ (تركستان الشرقية)”.
وأردف أن “الدول ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط التزمت الصمت إلى حد كبير بشأن معاملة الصين لأقلية الإيغور”.
قواسم مشتركة
ومن جانبه، أوضح محمد ذو الفقار رحمت، أستاذ الأبحاث في جامعة بوسان للدراسات الأجنبية، والذي يدرس العلاقات بين بكين والشرق الأوسط، أن “على السطح، يبدو أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الصين وإسرائيل”.
“فكلتاهما حكومتان أمنيتان عاليتا التقنية، تكرسان قدرا كبيرا من الوقت والجهد للتحكم في السكان المسلمين واضطهادهم، حيث ينظرا إليهم على أنهم خطر أمني”، وفق رحمت.
وأشار إلى أنه “ومع ذلك، فإن الجغرافيا السياسية غالبا ما تجمع بين المتضادات”.
وعلى الرغم من اهتمام الصين المتزايد بالشرق الأوسط، أكد الخبراء أن ليس لديها رغبة تذكر في التورط بشكل مباشر في الصراعات.
وقال ميرفي إن “الصين، على الأقل في الوقت الحالي، لا تريد التنافس مع الولايات المتحدة على دور أمني أكبر في المنطقة”.
وتابعت: “وفي الحرب الأخيرة، تبنت الصين حيادا مؤيدا للفلسطينيين، لكن مع ارتفاع عدد القتلى في غزة واستعداد إسرائيل لغزو بري، اتخذت موقفا أقوى”.
وبدوره، أشار رحمت إلى أن “الصين لا ترى فائدة تذكر في الوقوف إلى جانب إسرائيل في النزاع الحالي، بالنظر إلى أن الأخيرة صديق قوي للولايات المتحدة”.
دور الوسيط
وأوضحت الصحيفة أنه: “في حين أن الصين ليست محايدة تماما في الصراع كما تشير بعض تصريحاتها، فإن الخبراء يقولون إن موقفها المنفصل نسبيا قد يسمح لها بأداء دور الوساطة في المستقبل”.
وأردفت: “لقد سعت الصين إلى لعب دور في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لذا فهي تتمتع ببعض الخبرة في هذا الأمر”.
وأجرى المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي جون، مكالمات مع دبلوماسيين إسرائيليين ومصريين وسعوديين وفلسطينيين خلال الأيام الماضية (بعد انطلاق المعركة الأخيرة).
كما أخبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، كبير مستشاري الرئيس البرازيلي أن بكين تدعم “مؤتمر سلام دوليا” للمساعدة في التوسط في حل الدولتين.
غير أن أفترمان يعتقد أن “الصين لا تحب أن يكون لها دور كبير في اللعبة”، كما أنها تفتقر إلى الخبرة حول الإقليم للتوسط بمفردها.
وأضافت الصحيفة العبرية: “ومع ذلك، ربما لا تزال إسرائيل ترى بعض الفوائد في التواصل مع الصين”.
وقال أفترمان: “لا أعتقد أن إسرائيل تثق بالصين، لكنها بحاجة إلى المساعدة، خاصة فيما يتعلق بقضية إطلاق سراح الأسرى”، والذين يبلغ عددهم بين 200-250 وفق ما أعلنت كتائب القسام.