مناورات حزب الله.. هل تحمل رسائل حرب مؤجلة مع إسرائيل؟

تدخل المواجهة غير المباشرة إعلامياً وسياسياً بين إسرائيل و”حزب الله” مساحة من المناورة السياسية والاستراتيجية بين الجانبين بخاصة مع ما يجري من توتر على طول منطقة الحدود، من الجانبين، وفي ظل إطلاق تصريحات حول ما يجري، ودخول الوسطاء سواء الفرنسي أو الأميركي على الخط، ومحاولة للتهدئة في ظل مناكفات عامة يطلقها كل طرف.

وأخيراً عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسات عدة ومشاورات أمنية وتقييم للوضع في ما يتعلق بالساحة الشمالية بمشاركة عديد من الشخصيات والقادة في الاستخبارات والجيش الإسرائيليين،

وبينما تمت الدعوة إلى الرد عسكرياً على “حزب الله” بشكل محسوب لعدم انجرار الأمور إلى حرب، فإن أصواتاً دعت لوساطة طرف ثالث من أجل رسم الحدود البرية بين البلدين، بعد أن تم رسم الحدود البحرية العام الماضي بوساطة أميركية.

يكاد يتفق المستويان السياسي والاستراتيجي في إسرائيل على ضرورة تجنب حال المواجهة العسكرية الراهنة مع “حزب الله” والتركيز على ضرورة استمرار عدم المواجهة في ظل حال عدم الاستقرار السياسي، والتخوف من الدخول في مواجهة مفتوحة مع الحزب،

وغياب أية مقاربة للتوافق حيث ما زال “حزب الله” اللاعب المركزي الرئيس في المواجهة الراهنة مع إسرائيل وليس حركتي “الجهاد الإسلامي” أو “حماس”.

يتزامن مع ذلك قيام “حزب الله” بإجراء مناورة تكتيكية في منطقة عرمتى بجنوب لبنان والتي أخذت حيزاً من الاهتمام اللبناني، حيث رأى فيها معارضوها تعدياً على السيادة اللبنانية، مؤكدين أنها ستزيد من حظوظ مرشح “حزب الله” الرئاسي.

يتواكب تحرك قيادة “يونيفيل” مع تحرك للسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا سعياً لنزع فتيل احتمال تفجير الوضع في المنطقة التي تشهد استقراراً منذ التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

في المقابل، تسود على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل حال من الترقب والحذر للأسبوع الثاني على التوالي في ظل الاستنفار المتبادل بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية،

وهذا ما بدا واضحاً أخيراً على طول الخط الحدودي في القطاع الشرقي من جنوب لبنان انطلاقاً من محور تلة العباد مقابل حولا وحتى مثلث “الوزاني، سهل مرجعيون” المحاذي لمستعمرة “المطلة” مروراً بتلال العديسة وبوابة فاطمة.

يري المستوى العسكري في إسرائيل أن من الضروري الانتقال إلى استراتيجية الردع، وهي الأهم في ما يجري، خصوصاً أن إسرائيل ليست لديها الفرص السياسية مثلما كانت في مواجهات سابقة، فالجبهة الداخلية ضعيفة والقادة العسكريون ما زال أغلبهم جدداً في مواقعهم في ظل حال من عدم الاستقرار العام في الدولة وغياب الحل السياسي في التعامل،

مما يؤكد أن الجبهة الداخلية مضطربة وغير مستقرة وتدفع بجملة من الحسابات المعقدة التي يجب أن تنضبط في مسارها الطبيعي بدلاً من خوض مواجهة غير مطلوبة في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة