مناطيد التجسس تشعل الأزمة في أمريكا وكندا

شهدت الساعات القليلة الماضية حالة من التوتر عقب رصد مناطيد تجسس، حيث لم تكد تمر ساعات على رصد الولايات المتحدة الأمريكية لمنطاد قالت إنه “صيني للتجسس” حتى لحقت بها كندا.
وبنفس درجة التأهب الأمريكية، أعلنت السلطات الكندية أنها ترصد ما يبدو أنه منطاد تجسس صيني ثان.
وقالت وزارة الدفاع الكندية، في بيان، إنه “تم الكشف عن منطاد للمراقبة على ارتفاعات عالية، وتقوم قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية بتتبع تحركاته بنشاط”.
وتابعت وزارة الدفاع: “الكنديون في أمان، وتتخذ كندا خطوات لضمان أمن مجالها الجوي، بما في ذلك مراقبة منطاد ثان محتمل”.
ولفتت إلى أن “قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية، والقوات المسلحة الكندية، ووزارة الدفاع، إضافة إلى شركاء آخرين يقومون بتقييم الوضع والعمل بتنسيق وثيق”.
وأشارت إلى أن “وكالات الاستخبارات الكندية تعمل مع الشركاء الأمريكيين، وتواصل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المعلومات الحساسة لكندا من تهديدات الاستخبارات الأجنبية”.
واختتم البيان بالتأكيد على مواصلة الاتصال المتكرر مع الحلفاء الأمريكيين في ظل تطور الوضع.
وكانت واشنطن أعلنت أنها “تتعقب منطاد تجسس صينيا، يحلق عاليا فوق الولايات المتحدة، مؤكدة أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن تم إطلاعه على تحليق المنطاد، ويتابع الموقف”.
وأوضحت على لسان مسؤول بوزارة الدفاع أن “المنطاد دخل المجال الجوي الأمريكي قبل يومين، لكن الاستخبارات الأمريكية كانت تتعقبه قبل ذلك بفترة طويلة، وتتبع مساره حاليا فوق الأراضي الأمريكية”.
وأثارت واشنطن قضية المنطاد مع الصين، مؤكدة أنها “أبلغت بكين بخطورة الواقعة، وأنهم سيفعلون كل ما هو ضروري لحماية الشعب الأمريكي”.
خط سير المنطاد
وكشف المسؤول خط سير المنطاد منذ دخوله الأراضي الأمريكية، موضحا أنه “حلّق فوق شمال غرب البلاد، حيث توجد قواعد جوية حساسة وصواريخ استراتيجية بملاجئ تحت الأرض”.
وأضاف: “يبدو أن هدف هذا المنطاد هو المراقبة، ويقوده مساره الحالي فوق عدد من المواقع الحساسة”.
لكنه أكد أن “البنتاغون لا يعتقد أن المنطاد يشكل تهديدا استخباريا خطيرا”، مشيرا إلى أن : “هذا المنطاد له قيمة مضافة محدودة من منظور جمع المعلومات الاستخبارية”.
وأشار المسؤول إلى أن “المنطاد دخل المجال الجوي الأمريكي قبل يومين، لكن الاستخبارات الأمريكية كانت تتعقبه قبل ذلك بفترة طويلة”.
وحول تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن معه، أوضح المسؤول أن “الرئيس بعد أن سأل عن الخيارات المتاحة للتعامل معه، أجرى وزير الدفاع لويد أوستن الذي كان في الفلبين، مناقشات مع كبار مسؤولي البنتاغون. وتم إرسال طائرات مقاتلة لتفحص المنطاد أثناء وجوده فوق مونتانا “.
ولفت إلى أن “المنطاد كان يحلق على ارتفاع عالٍ بما يكفي لعدم تهديد الطيران التجاري”.
وشدد المسؤول على “اتخاذ الولايات المتحدة خطوات ضد جمع الاستخبارات الأجنبية معلومات حساسة”.
واشنطن تتواصل مع بكين
وأثارت واشنطن قضية المنطاد مع السلطات الصينية، وقال المسؤول الأمريكي” “أبلغناهم بخطورة الواقعة، وأوضحنا لهم أننا بصدد فعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا على أراضينا”.
ومن جانبه، استنكر الجمهوري كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، ما وصفه بـ”العمل المزعزع للاستقرار الذي تقوم به الصين”، مؤكدا أنه “يتجاهل دون خجل سيادة الولايات المتحدة”.
ودعا مكارثي بايدن إلى “عدم التزام الصمت وإبلاغ أعضاء الكونغرس”.
وتأتي تلك الواقعة قبيل يومين من الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين، في الخامس من فبراير/شباط الجاري، الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ عام 2018، والتي تعد بمثابة اختبار للعلاقات بين البلدين.
وتهدف الزيارة إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الصين، ويناقش خلالها الوزير أنتوني بلينكن مع المسؤولين الصينيين العديد من القضايا من بينها الحرب الروسية في أوكرانيا وغيرها، بحسب البيت الأبيض.
وتعد الزيارة متابعة لقمة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي تعهد خلالها بـ”الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة” مع بكين.