مقاتلة أمريكية تسقط مسيرة تركية وأنقرة تقصف أهدافا كردية في سوريا

نفذت تركيا  تهديداتها تجاه مناطق شمال شرقي سوريا عبر استهداف المنشآت الحيوية الواقعة داخل المدن والأماكن التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إذ أسفرت تلك الهجمات عن مقتل 11 شخصاً بينهم خمسة مدنيين وإصابة 10 آخرين في حصيلة أعلنتها قوى الأمن الداخلي (الآسايش).

وقصفت تركيا مجدداً مساء الخميس مواقع كردية في شمال سوريا بينها “مستودعات أسلحة وذخيرة”، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

وتنفذ أنقرة منذ مساء الأحد حملة قصف باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا، رداً على هجوم أدى إلى إصابة شرطيين اثنين الأحد في أنقرة. وكان حزب العمال الكردستاني أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري في العاصمة التركية.

وتجدد القصف عقب ساعات من توعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان باستهداف البنى التحتية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وطالب فيدان القوى الدولية الموجودة في تلك المناطق التي وصفها بـ”أطراف ثالثة” بالابتعاد عن المنشآت التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، قاصداً بذلك القوات الأميركية التي تتخذ من المنطقة قواعد عسكرية. 

مقاتلة أميركية تسقط مسيرة تركية

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة أسقطت أمس الخميس طائرة مسيرة تركية مسلحة كانت تحلق قرب قواتها في سوريا، في أول مرة تعلن فيها واشنطن إسقاط طائرة تابعة لتركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الطائرة المسيرة التي جرى إسقاطها لا تخص القوات المسلحة التركية، من دون أن يذكر الجهة التي تتبعها.

وقال البريجادير جنرال بات رايدر المتحدث باسم البنتاغون إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية على الحسكة في سوريا صباح الخميس على بعد نحو كيلومتر من القوات الأميركية.

وبعد ساعات قليلة اقتربت طائرة مسيرة تركية على مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية واعتُبرت تهديداً وأسقطتها طائرة “أف-16”. وقال رايدر لصحافيين “لا مؤشرات لدينا على أن تركيا تستهدف القوات الأميركية عن عمد”.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره التركي بعد الهجوم، وهو اتصال وصفه رايدر بأنه “مثمر”.

وبحسب بيان لقوى الأمن الداخلي فإن نحو 15 طائرة عسكرية تركية مسيرة نفذت الهجمات على المنطقة فيما قالت مصادر عملت على توثيق الهجمات أن أكثر من 40 موقعاً تعرض للقصف التركي في المنطقة الممتدة من ريف حلب الشمالي وصولاً إلى أقصى شمال شرقي سوريا فيما دخلت الطائرات التركية إلى نحو 70 كم في عمق الأراضي السورية.

موقف أميركي

وعلى رغم أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي نفى التهم التركية بتدريب المهاجمين على المركز الأمني في أنقرة، وأنهما جاءا من مناطق شمال شرقي سوريا، فإن القوات التركية شنت منذ الأربعاء هجمات على مناطق شمال شرقي سوريا وكثفت القصف الخميس، فيما أعرب المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ في تصريح مقتضب لـ”اندبندنت عربية” عن قلق بلاده إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا، مشيراً إلى أن من شأن هذه الهجمات أن تؤثر في السكان المدنيين وفعالية عمليات الولايات المتحدة لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم “داعش”.

ونوه صالح بأن الهجمات التركية أدت إلى عمليات نزوح بالفعل، وأن استمرارها على هذا النحو سيُجهد الاستجابة الإنسانية التي بلغت حدود إمكاناتها بفعل الهجمات والعمليات العسكرية التركية السابقة.

وأشار المدير التنفيذي لـ”تآزر” إلى أن القوات التركية لم تراع خلال هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرقي سوريا، مبدأ التناسب بموجب القانون الدولي الإنساني، “إذ يشير تحليل البيانات إلى مقتل وإصابة مدنيين بكثرة في حالات القصف الصاروخي والمدفعي أو القصف بواسطة طائرات مسيرة أو حربية”.

وبحسب توثيقات “رابطة تآزر للضحايا” فإن المعلومات في النصف الأول من عام 2023 تظهر أن الهجمات المدفعية والصاروخية التي شنتها تركيا على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا أدت إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 16 آخرين، مقابل مقتل مقاتلين اثنين وجرح خمسة آخرين من “قسد”.

ينطبق ذلك أيضاً على قتلى القصف التركي بواسطة الطائرات المسيرة، التي يفترض أن تكون دقيقة بحسب “تآزر”، إلا أن تركيا لم تراع مبدأ التناسب خلالها أيضاً، إذ أسفرت الهجمات التركية بواسطة طائرات مسيرة على مناطق شمال وشمال شرقي سوريا، خلال النصف الأول من عام 2023، عن مقتل 16 مدنياً وإصابة تسعة آخرين، مقابل مقتل 23 مقاتلاً وجرح سبعة آخرين من “قسد”.

وفي جانب آخر، بحسب صالح، تستمر الحكومة التركية في قصف المناطق الآهلة بالسكان، ويشكل هذا انتهاكاً لقوانين النزاع المسلح، “إذ تحظر قوانين الحرب بشدة الهجمات التي تستهدف المدنيين أو الأعيان المدنية، وتحظر الهجمات العشوائية التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية”.

مقالات ذات صلة