مع صعوبة تحقيق أهداف عسكرية.. الاحتلال ينتقم من النازحين في مدارس غزة

مع دخول العدوان يومه الـ 44، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر جماعية بحق المدنيين، كان آخرها استهداف مدرستين تابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
وقصف الاحتلال في 18 نوفمبر النازحين في مدرستي “الفاخورة” وتل الزعتر شمالي قطاع غزة موقعا أكثر من 200 شهيد وعشرات الجرحى.
وتداول ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مجزرة_الفاخورة مقاطع فيديو وصور تظهر العشرات من جثامين الشهداء ملقاة على الأرض في الممرات، ولقطات أخرى مروعة لعشرات القتلى والجرحى داخل مدرسة تل الزعتر.
ومن جهة أخرى، أجبر الاحتلال الإسرائيلي جميع المرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين بمجمع الشفاء الطبي، على مغادرة وإخلاء المستشفى، بعد أيام من محاصرته.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، خلال مؤتمر صحفي، إن عدد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بلغت 1300، بينما خلّفت الحرب 12 ألف و300 شهيد فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء.
وندد ناشطون بتركيز الاحتلال الإسرائيلي على قصف المشافي والمدارس التي تأوي النازحين، مؤكدين أن المجازر تنفذ بحماية دولية وسط عدم مبالاة الكيان بالقوانين والأعراف الدولية أو الإنسانية.
وأوضحوا أن الأنظمة العربية والإسلامية والغربية شركاء في جريمة إبادة الشعب الفلسطيني، طارحين تساؤلات عدة أبرزها: “أين العرب؟ أين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية؟ أين جيوش العرب والمسلمين؟ أين سلاح النفط؟”.
وجاءت المجازر الجديدة للاحتلال في أعقاب إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن فقدان الاتصال بمجموعة من الأسرى الإسرائيليين لديها مع الآسرين، فيما أعلن جيش الاحتلال مقتل 6 جنود آخرين له وإصابة 7 آخرين بينهم ضابط بجراح خطيرة، خلال المعارك في قطاع غزة.
ووصلت عائلات الأسرى الإسرائيليين والآلاف من مؤيديهم إلى القدس، في نهاية مسيرة استمرت 5 أيام لمواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الأسرى لدى حماس في غزة، لمضاعفة الضغط على القيادتين السياسية والعسكرية.
جريمة حرب
وتحت عنوان “يوم المجازر المتنقلة في غزة، عرض أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، مقطع فيديو يوثق جريمة حرب مكتملة الأركان لمن أمر ونفذ قصف بالمدفعية، وارتكاب مجزرة الفاخورة، ومعها جريمة مدرسة تل الزعتر ومجزرة قصف منازل في مخيم جباليا.
وأضاف أن مجزرة مدرسة الفاخورة واحدة من عشرات جرائم الحرب الموثقة ويجب إحالتها لمحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمة كل من خطط وأمر ونفذ للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا في تغريدة أخرى أنه لم يعد مقبولاً السكوت عن جرائمة الوحشية بفرض شريعة الغاب.
خذلان الأنظمة
وصب ناشطون جام غضبهم على حكام الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة بسبب صمتهم على مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين للحفاظ على كراسيهم.
ووصف الصحفي غسان ياسين، المجزرة بالمروعة، مستنكرا قصف الاحتلال مدرسة للأونروا مكتظة باللاجئين والمعلومات تتحدث عن 200 شهيد، واحتل الشفاء وأخلاه من المرضى ثم قصف مدرسة فيها لاجئين واللجنة التي شُكلت بعد القمة العربإسلامية لم تجتمع بعد.
وتساءل: “أي ذل وهوان هذا الذي أصاب العالمين العربي والإسلامي؟”.
وأضاف أن المتهمين المشاركين في الجريمة هم بعض الحكام الخونة الذين تعاهدوا مع الصهاينة والأمريكان على إسكات الشعوب مقابل البقاء في كراسيهم.
فقدان الاتصال
وتحدث ناشطون عن دلالات إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فقدان الاتصال بعدد من المجموعات المكلفة بحماية أسرى العدو، وقدموا قراءات مختلفة حول موقف الاحتلال الإسرائيلي من إدارة ملف الأسرى.
وأكد الكاتب رضوان الأخرس، أنه بهذا القصف العبثي والمجنون ربما لن يبقى للاحتلال أي أسير حي أو سيفقد المزيد منهم تحت القصف أو نقص الرعاية الطبية في ظل الحصار الشديد وربما لن يستلم الصهاينة في النهاية أكثر أسراهم إلا جثثا في الصفقات.
وأضاف: “تعنته في ملف صفقة الأسرى والمحتجزين وعمل هدنة إنسانية أوصل برسالة للداخل الإسرائيلي خاصة أسر المحتجزين أن الملف ليس له الأولوية، وزاد عليه أن العملية العسكرية ودخول قواته بريا للقطاع لم تنجح في تحرير أسير أو محتجز واحد بل على العكس كانت دليلا على تخبطه”.
وتابع مرعي: “ما حدث حول مجمع الشفاء الطبي ليس ببعيد حيث قبيل الاستهداف والهجوم واقتحام المستشفى أوصل الإسرائيليين لمرحلة يقين أن أسفل المستشفى سيتم العثور على رهائن وسيتم القبض على قيادات حماس والقسام لكن لم يجدوا سوى شواهد جديدة على فشلهم العسكري والاستخباراتي”.