مع اشتداد القصف الروسي.. يوم أسود للدفاع الجوي الأوكراني

في أخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية دمّرت القوات الروسية منظومات “أس-300” للدفاع الجوي الصاروخي، تابعة للقوات العسكرية الأوكرانية، بواسطة طائرات مسيرة انتحارية في الجزء الغربي من منطقة خيرسون جنوبي دونباس.
وعبر حسابات مرتبطة بها نشرت وزارة الدفاع الروسية، مشاهد التقطها الطائرة المسيرة الانتحارية من نوع “لانسيت”، وكذلك مشاهد من طائرة الرصد والتوجيه، لاستهداف آلية تحمل 4 صواريخ “أس-300″، وتقف بالقرب منها مجموعة من الآليات الأخرى العاملة ضمن نفس منظومة الدفاع الجوي.
وبيّن المقطع المصور انفجار الصواريخ الأوكرانية، وهو ما أدى إلى احتراق وتدمير الشاحنة بأكملها.
كما أظهرت مشاهد إضافية نشرت اليوم تدمير طائرة مسيرة لمنظومة صواريخ أرض-جو من طراز “بوك” متخفية بين غطاء شجري كثيف.
وتمكنت طائرات الرصد من اكتشاف الآلية الأوكرانية عبر التصوير الحراري، حيث يسمح الفارق الحراري بين هيكل الآلية المعدني والأرض الترابية باكتشافها بالرغم من تمويهها.
وأوضحت المشاهد انفجار الآلية التي كانت تحمل صواريخ “بوك” بعد اصطدام المسيرة الانتحارية من نوع “لانسيت” بها.
ولم يتوقف ما سمّته حسابات روسية بـ”اليوم الأسود للدفاع الجوي الأوكراني” عند هذا الحدّ، فقد نشرت الدفاع الروسية لاحقاً مشهداً يوضح ملاحقة طائرة “لانسيت” لقافلة من الآليات المسلحة بصواريخ “إس-300” التابعة للقوات الأوكرانية، وهي تحاول الهرب من نطاق الاستهداف الروسي، ولكن من دون جدوى.
تفوق ميداني
ومع استمرار المعارك في عدة مدن أوكرانية ازداد الاعتماد الروسي على المسيرات الانتحارية الخفيفة “لانسيت” أو “الشفرة”، روسية الصنع، بشكل كبير مؤخراً، حيث تساهم الطائرات التي تحمل شحنات إنفجارية قد لا تزيد عن 3 كلغ، بتكبيد القوات الأوكرانية خسائر فادحة في خطوط الجبهة الأمامية والثانوية.
ووفقا لأخر المستجدات فيصل مدى هذه المسيرات إلى 40 كم، وكلفة تصنيع زهيدة، تؤدي “الشحنة الناسفة الجوالة” الروسية دوراً كبيراً في الحفاظ على توتر القوات الأوكرانية على الخطوط الخلفية للجبهة كما الخطوط الأمامية، ما يساهم في استنفاد طاقتها ومعنوياتها.
كما أدّى التكتيك الروسي المستحدث في استخدام المسيرات بالمواءمة مع مسيرات الرصد والتوجيه، والذي أنتج زيادة في فعالية المسيرات “لانسيت” بشكل كبير عن الاستخدامات الأولى لها، إلى امتلاك القوات الروسية قدرة تدمير الأهداف الحساسة التي تقترب من خط الجبهة، كالدفاعات الجوية، الراجمات ومنظومات هيمارس، الدبابات والمدافع ذاتية الحركة، الرادارات ومدافع الهاوتزر.
وأثبت طائرة “لانسيت” الروسية قدرة في مواجهة الدفاعات الجوية الأوكرانية ومضادات المسيرات، حيث تعدّ من أقلّ الطائرات المسيرة التي تمّ إسقاطها في أوكرانيا، ويلعب حجمها وتحليقها على مستوىً منخفض دوراً هاماً في ذلك.
وكان البنتاغون أعرب، أمس الأربعاء، عن قلقه من احتمال بقاء أوكرانيا من دون أنظمة دفاع جوي في نهاية الربيع، بعدما بدأ مخزون صواريخ الدفاعات الجوية السوفياتية وحلف شمال الأطلسي بالنفاد، وليس لدى كييف أمل كبير في تجديده.
وتعتقد مجلة “ميلاتري ووتش” أنه بمجرد نفاد صواريخ الدفاع الجوي الأوكراني، سيتمكن الطيران الروسي من اختراق عمق الأراضي الأوكرانية.
وقدّر مسؤولو البنتاغون أنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية المصممة لحماية القوات على الخطوط الأمامية ستُستنفد بالكامل بحلول 23 أيار/مايو، ما يسمح للطيران الروسي بأداء دور أكبر بكثير في ساحة المعركة لدعم قواته البرية، وربما الإسهام في عمليات كبرى.