متى يحين “الوقت المناسب” للتوقف عن رفع أسعار الفائدة؟

أكد المحللون أن الخفض المفاجئ في التضخم في منطقة اليورو (تضم 20 دولة) ليصل إلى أدنى مستوى في عامين في سبتمبر (أيلول) الماضي يمثل إشارة مهمة إلى نجاح البنك المركزي الأوروبي في مكافحة ارتفاع الأسعار، مما ينبئ بقرب انتهاء السياسة النقدية المتشددة للبنك.

إلى ذلك سجل المعدل السنوي للتضخم في منطقة اليورو في الشهر الماضي تراجعاً إلى أدنى مستوياته خلال عامين، وفق ما ذكرت وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي، أول من أمس الجمعة.

أسعار الاستهلاك عند أدنى مستوياتها في عامين

 وسجلت أسعار الاستهلاك في منطقة العملة الموحدة التي تضم 20 دولة، بمعدل سنوي بلغ 4.3 في المئة، بحسب بيانات “يوروستات” في أدنى معدلاتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وكانت توقعات محللين جمعتها مؤسسة “فاكتسيت” المالية قد ذكرت أن “التضخم سيتباطأ وصولاً إلى 4.5 في المئة في سبتمبر الماضي.

ويتراجع التضخم بشكل مطرد منذ أن وصل إلى ذروته عند 10.6 في المئة في أكتوبر 2022 على وقع التداعيات الكبيرة للحرب الروسية على أوكرانيا، في أنحاء أوروبا، ومع ذلك يظل هذا الرقم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ اثنين في المئة.

يشار إلى أن البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة مرات عدة لكبح جماح التضخم الشديد، ولكن التداعيات تطاول جميع نواحي اقتصاد منطقة اليورو.

الأعباء على الأسر والشركات

كذلك تباطأ التضخم الأساس، الذي يستثني أسعار الطاقة والسلع الغذائية والكحول والتبغ المتقلبة، من 5.3 في المئة في أغسطس (آب) الماضي إلى 4.5 في المئة في سبتمبر الماضي، ويعد التضخم الأساس هو المؤشر الرئيس للبنك المركزي الأوروبي.

وستعزز بيانات الجمعة آمال المستثمرين في أن يوقف البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة مع ضعف اقتصاد منطقة اليورو وتزايد المخاوف في شأن الأعباء على الأسر والشركات نتيجة لارتفاع الاقتراض.

وكانت هولندا الدولة الوحيدة التي انخفضت فيها أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المئة، بينما أظهرت البيانات أن أداء ألمانيا، أقوى اقتصاد في أوروبا، كان أفضل من الأشهر السابقة مع تباطؤ التضخم من 6.4 في المئة في أغسطس الماضي إلى 4.3 في المئة في الشهر التالي وفقاً لأرقام “يوروستات”،

ويعد هذا التراجع أكبر مما كان يتوقعه المحللون الذين ذكرتهم منصة “فاكتسيت” للتحليل المالي الذين توقعوا أن يصل التضخم إلى 4.7 في المئة. وقالت كبيرة الاقتصاديين في مصرف “كيو أف دبليو” الألماني العام فرتزي كولر غيب إن “الخفض المفاجئ في التضخم يشكل إشارة مهمة إلى نجاح البنك المركزي الأوروبي في مكافحة ارتفاع الأسعار”.

وفي منتصف سبتمبر الماضي أكد نائب رئيسة البنك المركزي الأوروبي لويس دي غيندوس أن “معدلات الفائدة باتت حالياً عند مستويات قد تكون كافية لإعادة التضخم في منطقة اليورو إلى النسبة المستهدفة، بعدما رفعها المصرف للمرة العاشرة على التوالي”.

إلى ذلك نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن كازاكس، وهو محافظ البنك المركزي في لاتفيا، قوله “لا أحد يمكنه أن يعرف متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، ولا أين سينتهي المطاف بأسعار الفائدة”.

وفي وقت سابق هذا الشهر، رفع البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت سعر الفائدة الرئيس في منطقة اليورو بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 4.5 في المئة، وفقاً لقرار مجلس محافظي البنك.

يشار إلى أن هذه هي المرة العاشرة على التوالي التي يرفع فيها البنك المركزي سعر الفائدة الرئيس في منطقة اليورو منذ يوليو (تموز) 2022.

مقالات ذات صلة