ماذا ينتظر الملك تشارلز الثالث في الحكم ومصير بريطانيا

تستعد المملكة المتحدة لتتويج الملك تشالز الثالث في السادس من مايو الجاري في لندن، حيث ترفع الأعلام تدريجيا وتنتشر الرايات والقطع التذكارية بألوان علم بريطانيا في المتاجر.

ومعظم البريطانيين لم يشهدوا حدثا من هذا النوع لأنهم شباب أو لم يكونوا قد ولدوا قبل 70 عاما عند تتويج الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر الماضي عن 96 عاما.

ولكن منذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي كانت رمز القوة والتوحيد، يدور الجدل حول مصير المملكة المتحدة والملكية وقد اكتسب هذه المرة زخما أكبر بعد رحيل الرمز الأقوى لوحدة المملكة.

وحكمت الملكة إليزابيث الثانية في بداية حياتها على مدار الـ70 عاما 32 دولة تابعة للتاج الملكي، وذلك قبل إعلان 17 دولة عزلتها من المنصب، وعند وفاة الملكة إليزابيث، كان ملكة على كل من أنتيجوا وبربودا، أستراليا، جزر البهاماس، بليز، كندا، جرينادا، جامايكا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت وجزر جرينادين، جزر سليمان، توفالو والمملكة المتحدة،

وتختلف هذه الدول على عن اتحاد الكومنولث الأوسع والذي يضم 54 دولة، وهي الدول التي لها روابط تاريخية مع المملكة المتحدة، لكنها لم تختر أن تكون الملكة على رأسها.

ولا شك أن رغبة الملك تشارلز الثالث في أن يكون قوة توحيد للملكة المتحدة لا تقل قوة عن رغبة والدته الراحلة في ذلك، لكن هذا في حد ذاته لا يكفي لتوحيد المملكة بالفعل، فالمهم هنا هو وجود الإرادة المشتركة للوحدة بين أبناء شعب أو شعوب المملكة،

ورغم مشاهد الحشود الجماهيرية الضخمة حول نعش الملكة إليزابيث والقصور الملكية التي توحي بوحدة قوية تجمع شعوب المملكة معا، فإن هذا المشهد المؤثر لم يدم طويلا.

من المعروف أن الملك في بريطانيا لا يتداخل في الحكم، والقضايا السياسية بشكل مباشر، ولكن له دور سياسي، وهو استخدام القوة الناعمة لحماية مصالح المملكة المتحدة خارجيا، وطيلة الـ 7 عقود الماضية كانت الملكة إليزابيث، عنصرا فعالا في تماسك التاج البريطاني،

وعدم تقسيمه، إلى جانب تعزيز صورة و تعاون بريطانيا مع حلفائها، وبغيابها تصعب المهمة على ابنها الملك تشارلز الثالث، وتحتم عليه بناء شبكة علاقات آمنة مع الجميع.

في اسكتلندا، لا يزال كثيرٌ من القوميين الاسكتلنديين يتوقون نحو تحقيق حلم استقلال اسكتلندا عن بريطانيا، كي يرى حلم المناضل وليام والاس النور، الذي قاد حرب استقلال اسكتلندا بين أواخر القرن الثالث عشر ومطلع القرن الرابع عشر، في زمن العصور الوسطى.

وكانت اسكتلندا قد أجرت في يونيو عام 2014 استفتاءً لتقرير المصير، رعته بريطانيا، بيد أن الاسكتلنديين اختاروا البقاء داخل المملكة المتحدة بنسبة 55% مقابل تأييد 45% فقط لمساعي الانفصال.

أكدت رئيسة الوزراء نيوزيلندا السابقة، جاسيندا أرديرن، أن حكومتها لن تتخذ أي خطوات نحو تحويل نيوزيلندا إلى جمهورية بعد وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، موضحة أنها تعتقد أن نيوزيلندا ستصبح جمهورية في نهاية المطاف، لكن هناك قضايا أكثر إلحاحا يتعين على حكومتها متابعتها.

وأظهرت استطلاعات رأي أجريت في ايرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا أن الناخبين في البلدين يرون أنفسهم متحدين كدولة واحدة في الأعوام الـ 10 المقبلة.

كان جاستون براون، رئيس وزراء أنتيجوا وبربودا، أكد أنه سوف يدعو إلى إجراء استفتاء على أن تصبح بلاده، جمهورية في غضون ثلاث سنوات، بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

 

 

 

مقالات ذات صلة