ماذا يخطط صناع النفط في فيينا وسط تقلبات الأسواق

في حلقة جديدة من الهجوم على منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”، شنت وسائل إعلام غربية مثل وكالة “رويترز” و”بلومبيرغ” و”وول ستريت جورنال”، حملات لا هوادة فيها ضد المنظمة وتحالف “أوبك+“، وذلك بعد أنباء عن غياب بعض مراسلي المؤسسات الإعلامية لتغطية الاجتماع الذي تستضيفه المنظمة هذا الأسبوع.
ويشهد مؤتمر “أوبك” الدولي، منذ إطلاق دورته الأولى في عام 1969، زخماً واسعاً في مناقشة قضايا الطاقة، وبناء جسور التعاون والحوار من أجل استشراف مستقبل قطاع الطاقة ومواجهة التحديات وإيجاد الحلول المبتكرة لها، بمشاركة الدول المنتجة والمستهلكة بما يضمن تأمين إمدادات الطاقة لجميع شعوب العالم.
في الوقت ذاته ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن وزير الخارجية النمسوي ألكسندر شالنبرغ لن يحضر مؤتمر منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” في فيينا، الأسبوع الجاري، مع غياب عدد من وسائل الإعلام من الحضور، لكن الوزارة أوضحت أنه لم يخطط من الأساس لحضور المؤتمر.
وحتى الآن أحجمت “أوبك” عن التعليق على سبب عدم دعوة بعض المؤسسات الإعلامية لتغطية الإجتماع. في وقت تشير التقارير إلى أن المنظمة اعتمدت نظام توجيه الدعوات الخاصة للحضور، وليس هناك توجه ضد وسائل الإعلام. وبينت المصادر أن منظمة “أوبك ” دعت أكثر من 130 صحافياً من مختلف جميع العالم لتغطية الإجتماع بالإضافة إلى أنها وقعت عقود شراكة إعلامية خاصة للتغطية، مع عشر جهات إعلامية عالمية.
ورداً على أنباء رفض وزير الخارجية النمسوي حضور مؤتمر “أوبك”، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اقتراحات في شأن نقل مقر المنظمة الحالي من فيينا إلى العاصمة السعودية الرياض أو إلى هونغ كونغ أو سنغافورة.
وحققت النسخة السابعة من مؤتمر “أوبك” الدولي، التي انعقدت في 2018 نجاحاً حيث حضرها أكثر من 950 مشاركاً من 50 دولة من بينهم 60 وزيراً ومديراً تنفيذياً.
وأثار غياب بعض وسائل الإعلام الغربية جدلاً واسعاً إذ ما زالت المنظمة تتريث في الرد على هذه الحملات، وبالتأكيد سيحمل هذا المؤتمر عدداً من العناوين المثيرة بخاصة أن صناع النفط هم محركو السوق، في وقت يمر العالم بحالة من عدم اليقين في شأن آفاق الاقتصاد العالمي، إذ يواجه مشكلة التضخم ومخاوف الانزلاق إلى دوامة منطقة الركود الاقتصادي التي سينتج منها زيادة كبيرة في المعروض النفطي لا يمكن للأسواق استيعابها.
إلى ذلك أوردت وكالة ” بلومبيرغ ” في تقرير حديث بأن أسواق النفط تترقب التأثيرات المحتملة لدخول التخفيض الطوعي الإضافي، الذي أعلنته السعودية في يونيو الماضي ودخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو الحالي، بواقع مليون برميل يومياً، الذي تزامن مع تهديدات بوقف صادرات ليبيا من الخام بسبب نزاعات سياسية داخلية.
ويشير تقرير “بلومبيرغ ” إلى أنه في ظل قتامة التوقعات الاقتصادية للعام الجاري، قدمت السعودية تخفيضاً طوعياً إضافياً لمدة شهر يمتد حتى نهاية يوليو الحالي، ليصل إجمالي التخفيض الطوعي السعودي إلى 1.5 مليون برميل يومياً، كما أعلنت في الرابع من يونيو الماضي أن التخفيض الإضافي قد يمتد لأكثر من شهر.