لماذا يؤسس زعيم كوريا الشمالية مملكة الخيول؟

في وقت أصبحت فيه كوريا الشمالية دولة نووية بإمتياز، أظهر تحليلا لصور الأقمار الصناعية أن القوات المسلحة بنت ما لا يقل عن 12 مسارا جديدا واسطبلات بالقواعد العسكرية في النصف الثاني من العام الماضي، وربما تعمل على خمسة أخرى.
ووفقا للتقارير الصادرة مؤخرا فإن كوريا الشمالية أنفقت ما لا يقل عن 600 ألف دولار على الخيول الأصيلة المستوردة من روسيا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب تحقيق أجراه موقع “إن كيه نيوز” المتخصص في أخبار كوريا الشمالية، مستبعدا أن تكون عمليات الشراء قد جرت دون علم القائد الأعلى كيم جونغ أون.
ومن المفارقة أن البلد الذي طور الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية الخاصة به يستثمر في أحد أقدم التكنولوجيات العسكرية. لكن من غير المرجح أن تصبح وحدات الخيول الجديدة وحدات قتالية.
وتلعب الخيول جزءا مهما في “عبادة الشخصية” التي خلقها “الجنرال الشاب” حول نفسه. وأظهرت التقارير عن الفترة الأولى من حياته بوسائل الإعلام كيم وهو يمتطي الحصان بجانب والده كين جونغ إل. وظهر في صور درامية عام 2018 وهو يمتطي حصانه عبر الثلوج على جبل بايكتو المقدس.
ويحتوي متحف أهم مركز للفروسية في البلد، “نادي ميريم لركوب الخيل”، عروضا تسجل ذهابه لركوب الخيل 386 مرة. كما يعرض النادي اقتباسا عن كيم قال فيه: “ربما لم تعد الخيول تستخدم في الحروب، لكن الخيول الحربية مهمة من منظور إظهارها للعظمة العسكرية. يتعين على القادة ركوب الخيول. الشخص الذي يمتطي الخيول سيكتسب شخصية أقوى وقدرة أعلى على القيادة، كما أنها ترتبط أيضا بالقوة البدنية”.
وربما تكون تربية الخيول مصدرا للدخل للنظام، بحسب جاكوب بوغل الخبير في شؤون البلد، قائلا: “يبدو أن كوريا الشمالية ترسي الأسس لزيادة عدد الخيول والذي سيتطور أكثر خلال السنوات المقبلة. لا يمكن استبعاد التربية من أجل التصدير”.
ولم يحضر كيم اجتماع البرلمان في بيونغ يانغ هذا الأسبوع، لكن أكدت المداولات استمرار قبضته على البلد. واعتمد مجلس الشعب الأعلى على قانون جديد بشأن “حماية لهجة بيونغ يانغ المثقفة”، وهي آخر جهود النظام للقضاء على النفوذ الكوري الجنوبية على اللغة.
وخلال السبعين عاما منذ تقسيم الكوريتين، اختلفت اللغة التي يتحدثها البلدان بطرق مميزة. ويستخدم الكوريون الجنوبيون العديد من الكلمات الأجنبية والعامية غير المعروفة في كوريا الشمالية، لكنها تزحف إليها من خلال البرامج التليفزيونية الكورية الجنوبية التي يتم تهريبها على بطاقات الذاكرة الرقمية.
ولم يكن هناك كثير من التفاصيل بشأن القانون، لكن بحسب وسائل الإعلام فإنها تشجع على “تطوير الثقافة الوطنية الاشتراكية لحماية اللغة والحفاظ عليها بنشاط”.
وقال هونغ مين، من المعهد الكوري للتوحيد الوطني لوكالة “يونهاب” إن كوريا الشمالية ربما “لديها شعور بالأزمة من أن الأيديولوجية الأجنبية تتسرب إلى الحياة اليومية للشعب، وليس مجرد تغيير في لغتهم. إنه كتحذير للشعب من الاستخدام المتهور للغات الأجنبية”.