لماذا تعتبر إسرائيل سبباً في توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان؟

أرسلت إيران رسالة احتجاج “شديدة اللهجة” لأذربيجان بسبب الحملة “العدائية” التي تشنها وسائل إعلام أذرية ضد طهران، وذلك في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بشأن الاتفاق مع وزير خارجية أذربيجان حول “تشكيل جبهة موحدة ضد إيران”.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان لها “بسبب استمرار الأعمال غير اللائقة والعدائية لوسائل الإعلام الأذربيجانية ضد إيران، أرسلت السفارة الإيرانية لدى باكو رسالة احتجاج شديد اللهجة للخارجية الأذربيجانية”.
وأضافت “الرسالة تضمنت المطالبة بوقف الحملة التي تشنها وسائل إعلام أذرية ضد طهران وتحذر من عواقب هذه الحملة السلبية والمدمرة للعلاقات بين البلدين”.
وفي وقت سابق من السبت، وجه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، نصيحة لدولة أذربيجان بأن تكون على دراية بالنوايا الحقيقية لإسرائيل.
ونشر ناصر كنعاني تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على “تويتر”، قدم من خلالها نصيحة لأذربيجان أن تدرك خطورة ما أسماه بـ النوايا الحقيقية للعدو الصهيوني”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن “الكيان المجرم ليس له هدف في الاقتراب من الدول الإسلامية سوى خلق خلافات وانقسامات في الأمة الإسلامية من أجل تحقيق طموحاته التنموية”.
وجاءت تصريحات ناصر كنعاني تعليقا على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بشأن الاتفاق مع وزير خارجية أذربيجان، على “تشكيل جبهة موحدة ضد إيران”.
وأضاف كنعاني إن “هذا الاعتراف هو وثيقة أخرى تثبت النوايا الشريرة للكيان لتحويل أراضي جمهورية أذربيجان إلى تهديد للأمن القومي الإيراني”، مؤكداً أن طهران تدين هذا الأمر بشدة، معتبرا تصريحات الوزيرين الإسرائيلي والأذربيجاني، موافقة ضمنية على التوجه المعادي لإيران، مطالباً بتوضيح من السلطات الأذربيجانية في هذا الصدد.
والخميس، عقد وزير خارجية إسرائيل، إيلي كوهين، اجتماعاً مع الوزير الأذربيجاني، جيهان بيراموف، الذي وصل إلى إسرائيل لتدشين سفارة بلاده في تل أبيب.
وقال كوهين، عقب الاجتماع، إن “إسرائيل وأذربيجان يجب أن تعملا سوية من أجل منع إيران من حيازة قدرة نووية”، مضيفاً بحسب قناة “كان” الإسرائيلية: “اتفقت مع وزير الخارجية الأذربيجاني على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران”.
وأعلنت وزارة خارجية إسرائيل، أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إجراء ترتيبات لافتتاح سفارة أذربيجان لدى إسرائيل، وذلك لأول مرة منذ إرساء العلاقات، عام 1992.
وتوترت العلاقات بين أذربيجان وإيران، التي يعيش في شمال غربيها عدد كبير من الأذربيجانيين، في الأشهر الأخيرة. وفي يناير (كانون الثاني)، أغلقت أذربيجان سفارتها في طهران في أعقاب ما قالت إنه «هجوم إرهابي» أسفر عن مقتل قائد الأمن في السفارة. كما أن باكو غير راضية عن بوادر لتحسن العلاقات بين إيران وأرمينيا التي هُزمت في حرب عام 2020 ضد أذربيجان، بسبب إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه. وشكا بيان وزارة الدفاع من أن طهران أخذت صف أرمينيا بوضوح، وقال: «لا يخفى على أحد أنه إذا كان لدى أرمينيا حليفان رئيسيان في العالم، ففرنسا أحدهما وإيران الآخر».