للتغطية على جرائمه.. هكذا يحاول الاحتلال دغدغة مشاعر الغرب بفبركات عن حماس

لجأت إسرائيل عقب تكبدها مرارة الهزيمة خلال عملية “طوفان الأقصى”، إلى تركيز جهودها في ضخ فبركات إعلامية بهدف تشويه صورة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عالميا كحركة مقاومة ضد احتلال فلسطين.

ولعبت صفحات وحسابات أجنبية وإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي دورا في نشر تسجيلات مصورة مزيفة تدعي فيها أنها تعود لمقاتلي حركة حماس، إلا أنها في الواقع هي في بلدان خارج فلسطين أو أنها مزيفة تماما.

تزييف مفضوح

تلك الادعاءات المضللة عن حركة “حماس”، تسعى إلى خلق رأي عام داعم للاحتلال الإسرائيلي وتبرير عدوانه الممنهج على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والذي أدى لاستشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني وتهجير أكثر من مليون ونصف مليون من أهالي القطاع.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل تسجيلا مصورا زعم متداولوه أنه لعناصر من حركة “حماس” يحطمون الصليب داخل كنيسة في غزة.

وعلى الفور، فند المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية “تحقق”، كذب صلة حماس بهذا العمل.

إذ إن فيديو تحطيم الصليب قديم ويعود إلى 5 يونيو/ حزيران 2017، ويوثق هجوم عدد من مسلحي “تنظيم الدولة” وتحطيمهم كنيسة بمدينة ماراوي في الفلبين.

وتهدف تل أبيب من وراء ذلك لتشكيل ما يشبه تحالفا دوليا ضد الحركة التي تقاوم الاحتلال منذ تأسيسها عام 1987.

كما أن تشبيه إسرائيل لحركة حماس بأفعال “تنظيم الدولة”، يعد العامل الرئيس لتبرير عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة والإيحاء بأن ما تنفذه به من مجازر ومذابح هناك بحق الفلسطينيين، يهدف للقضاء على مقاتلي الحركة الذين شكلوا تهديدا غير مسبوق لأمن الكيان الصهيوني منذ قيامه عام 1948.

وما يدحض هذا التزييف الإسرائيلي المتعمد، قصف الاحتلال الإسرائيلي في التاسع من أكتوبر 2023، كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينيا.

على صعيد آخر، تشمل محاولات إسرائيل تشويه صورة حماس، من خلال تقديم سيناريوهات كاذبة من ميدان المعارك في غزة التي تحاول القوات الإسرائيلية اجتياحها منذ الـ27 من أكتوبر 2023.

تبرير الإبادة

وتسوغ إسرائيل لنفسها مبررات لـ”إبادة” غزة من خلال تحميل حركة حماس كل ما يجرى في القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

ونقلت قناة “الحرة” الأميركية في 13 أكتوبر 2023 عن قائد في القوات الجوية الإسرائيلية قوله إن “حركة حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية”.

وعبر هذه الرواية وسعت إسرائيل من دائرة جرائمها في قطاع غزة، عبر قصف المستشفيات تحت حجة أن مقاتلين وقادة من حركة حماس يحتمون فيها.

ومع انتشار المشاهد المروعة للمجازر الإسرائيلية في غزة التي ظهرت في تسجيلات الفيديو، أطلقت حسابات إسرائيلية هاشتاغ “بالايوود” تضمن ادعاءات بأن مشاهد الشهداء والجرحى الفلسطينيين منذ بدء العدوان “مزيفة وغير حقيقية”، ضمن جزء من حملة التضليل الإعلامي التي تمارسها إسرائيل.

وبالتحقيق في صحة الفيديو، تبين لوكالة “أسوشييتد برس” والمرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية “تحقق” أن الفيديو قديم ويعود لعام 2013، كما أنه صور في مصر لا في قطاع غزة.

وذكرت وكالة “أسوشييتد برس” أن الفيديو الأصلي نشرته جريدة “البديل” المصرية على موقع يوتيوب في 28 أكتوبر 2013، بعنوان: “عرض تمثيلي بالجثامين داخل جامعة الأزهر”.

ويعود الفيديو إلى عرض تمثيلي نظمته مجموعة من الطلبة داخل جامعة الأزهر في مصر تعبيرا عن احتجاجهم على أحداث متعلّقة بمذبحة “ميدان رابعة”.

ورغم وضوح زيف هذه الدعوات للكثيرين، إلا أنها تؤثر على قطاع واسع من الجمهور خاصة في بعض دول الغرب التي تتعاطف مع السردية الإسرائيلية، وفي حالة نفيها فإن خبر النفي عادة ما يكون أقل انتشارا من عملية التضليل الأولى.

تسويق الأكاذيب

ومساء 17 أكتوبر 2023، قصف الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى “المعمداني” قرب ميدان فلسطين (الساحة) بمدينة غزة، والذي يضم آلاف النازحين، نتج عنه ما يزيد عن 500 شهيد، بحسب وزارة الصحة.

ونشر الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على موقع “إكس” مقطع  فيديو من المفترض أنه يظهر منشأة تابعة لحماس تقع تحت أكبر مجمع طبي في غزة، مستشفى الشفاء.

والدليل الوحيد في هذا الفيديو، الذي يتحدى المنطق، هو بعض الرسوم المتحركة التي أنتجها مصممو الجرافيك الإسرائيليون، حيث كانت محاولة سافرة لإضفاء الشرعية على هجوم محتمل على المستشفى.

واستشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء، في 10 نوفمبر 2023، جراء قصف إسرائيلي استهدف مبنى العيادات الخارجية بمستشفى الشفاء، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ورصد المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي ويدعى “حملة” من مقره في حيفا داخل أراضي 48، أكثر من 19 ألف محتوى يحرض على الكراهية والعنف ضد الفلسطينيين باللغة العبرية، على منصة إكس، ابتداء من اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”.

وأمام ذلك، أظهر العدوان الأخير على غزة، استخدام إسرائيل المعلومات المضللة والمحتوى المضلل لخلق أساس لحجة “الدفاع عن النفس”، وللترويج على أن “الهجمات على غزة قد تكون عادلة”.

مقالات ذات صلة