كيف تضامن المغرب مع “طوفان الأقصى”؟

الإنجاز الكبير لحركة المقاومة الإسلامية بفلسطين، وما خلفه من أثر إيجابي في الأمة، أفقد أتباع الاحتلال صوابهم في عدد من الدول العربية، ومنهم أحمد الشرعي، الإعلامي ورجل الأعمال الشهير بالمغرب.

حيث كتب الشرعي مقالا تحت عنوان “كلنا إسرائيليون” بموقع “جيروزاليم بوست” الإسرائيلي، في 8 أكتوبر/تشرين أول 2023، يدافع فيه عن إسرائيل ويهاجم المقاومة، ويحرض عليها الدول العربية والغربية.

وعُرف الشرعي بأنه عراب التطبيع مع إسرائيل من الناحية الإعلامية بالمغرب، خاصة وأنه يملك العديد من وسائل الإعلام، ومنها جريدة “الأحداث المغربية”، وموقع “كيفاش”، وموقع “l’observateur”، وإذاعة “ميد راديو” وغيرها، كما أنه كاتب مقالات بعدد من المنابر الإعلامية على الصعيد الدولي، خاصة بأميركا وإسرائيل.

مقال مؤسف

وفي مقاله “كلنا إسرائيليون”، أعلن الشرعي تضمانه مع إسرائيل عقب عملية “طوفان الأقصى”، التي قادتها المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، يوم 7 أكتوبر، فيما انبرى الرافضون للمقال لنشر تدوينات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ “كلنا فلسطينيون”.

الكاتب، وهو عضو مجلس إدارة المنظمة الصهيونية JISS، وصف منظمة حماس بأنها “جماعة إرهابية”، ووصف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بمن فيهم العسكريون بأنهم “رهائن”.

وقال إنه “لا ينبغي لنا بعد الآن أن نستقبل زعيم حماس إسماعيل هنية بصفته بطلا في العواصم العربية. ويجب على وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على هنية وأحبائه وحرمانهم من السفر والمدفوعات الدولية”.

وأضاف الشرعي “ليس من الطبيعي أيضا أن تستمر حماس في الحصول على الدعم من سلسلة من المبادرات والمؤسسات غير الحكومية، وبعضها يتخذ من أوروبا مقرا له”.

فضيحة وحقيقة

في تعليقه على المقال، أكد عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع ، أنه “فضيحة وحقيقة في نفس الوقت”.

وقال: هو فضيحة لأن الرجل لم يجد من وقت وسياق ومناسبة لكي يكشف عن حقيقته سوى في هذه اللحظات التي يسوم فيها الاحتلال أهل غزة سوء العذاب، بقصف همجي بربري، لا يميز بين حجر ولا بشر ولا شجر، تحت عنوان أن أهل غزة هم حيوانات في شكل بشر، بمنطق تلمودي عنصري، كما صرح بذلك علانية وزير الحرب الصهيوني.

وأضاف هناوي، وأما جانب الحقيقة في المقال، فالرجل صادق وهو الكذوب، صادق في حبه لإسرائيل، منبها إلى أن المرصد وقف على هذه الحقيقة منذ سنوات.

وشدد الحزب الإسلامي بالمغرب، على أن “العدوان على فلسطين هو عدوان علينا وعلى الإنسانية جمعاء، لما يمثله المشروع الصهيوني العنصري من وحشية واحتلال واستيطان، وطمس للهوية الإسلامية والمسيحية للقدس”، وأن دعم المقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخوي وإنساني وحضاري.

تفاعل واسع

المقال كان أثره كبيرا في الساحة السياسية والإعلامية بالمغرب، عبر تفاعلات واسعة بوسائل التواصل الاجتماعي، للرد على الشرعي، مؤكدين أن المغاربة لا يمكن أن يكونوا إسرائيليين، داعين إياه إلى الحديث عن نفسه لا عن الشعب المغربي.

ومن هؤلاء الناشط الحقوقي والأستاذ الجامعي خالد البكاري، الذي أكد أن مقال الشرعي “كلنا إسرائيليون” لا يختلف في شيء عن أي مقال ليميني إسرائيلي متطرف.

وأضاف البكاري في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، في 9 أكتوبر، “لم يمنحنا المواطن المغربي أحمد الشرعي أي مجال لمناقشته، لأن المقال أصلا لا يحمل أي فكرة، فهو فقط دعوة للتحريض ضد المقاومة الفلسطينية فقط. وهو تحريض فيه غير قليل من التهريج”.

واسترسل، ذلك أن الشرعي “يوجه دعوته للقيادات الإسرائيلية والأميركية والعربية الموقعة على اتفاقات أبراهام، وكأن هذه القيادات تنتظر منه أن يرشدها إلى ما يجب عمله”.

وتساءل إن كانت مشاركة المغرب وبطولات جنوده خلال حرب الجولان كانت كذبا بحسب رواية “الشرعي”، وأنهم لم يكونوا إلا جزءا من عدوان على دولة مسالمة؟

وأردف بيدوري في منشور على فيسبوك، 11 أكتوبر 2023، “وبالتالي فمن حقنا أن نتساءل عن دور هذه المجموعة في اختراق المجتمع المغربي بالدعاية الصهيونية وخدمة الأجندات الخارجية”.

صهينة واضحة

أكد النائب البرلماني السابق محمد عصام، أن مقال “كلنا إسرائيليون” اقترف فيه شرعي “إسهالا عمالاتيا (نسبة إلى العمالة) لبني صهيون، وصل أحط درجات القرف والنتانة”.

وقال عصام في مقال نشره بموقع محلي، إن “الشرعي سمح لنفسه أن يتكلم باسم المغاربة، ويقدم الولاء لأسياده الذين يشغلونه في لعبة “العمالة” و “النذالة” التي لا يخفيها، وهو يسارع لنشر مقالته في تلك الجريدة الصهيونية”.

وشدد الكاتب على أن “المغاربة الحقيقيين، والمغاربة الأصلاء الذين يشبهون أنفسهم وتاريخهم ويعتزون به، قد أجابوا الشرعي ومن يحركه، بخروجهم لشوارع مدن المملكة وسيواصلون الخروج، فرحا وابتهاجا بعملية “طوفان الأقصى” وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، ودعما للمقاومة الفلسطينية الباسلة”.

وأضاف عصام، كما أن “جماهير كرة القدم وفي طليعتها جماهير الرجاء البيضاوي، أجابت الشرعي ومن يستأجره أن الشعب المغربي عصي على كل أشكال تزييف الوعي بالذات وبالتاريخ وبالمستقبل أيضا”.

مقالات ذات صلة