كاتب إسرائيلي: يجب أن يفهم العالم أن حربنا ضد أهل غزة وليست حماس فقط

مع استمرار التوغل البري الإسرائيلي داخل قطاع غزة، تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على القيادة السياسية في تل أبيب وسط غياب للرؤية الإسرائيلية لمرحلة ما بعد الحرب.

ومن أهم النقاشات التي تُثار هي الرؤية الإسرائيلية لـ “اليوم التالي” من المعركة على افتراض تحقيق هدف “القضاء على (حركة المقاومة الإسلامية) حماس”.

وحتى الآن، تتسم الرؤية بالضبابية وعدم الوضوح، بل من الممكن القول إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمتلك حتى الآن أي رؤية مستقبلية حقيقية واقعية يقدمها للعالم حتى الآن.

تباين في الآراء

وفي هذا الصدد، يقول الأكاديمي الإسرائيلي في مجال الإستراتيجية والأمن أوري وارتمان: “في الأيام التي تجرى فيها حرب استنزاف لإسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، يناقش كثيرون في الأوساط السياسية والعسكرية والأمنية والأكاديمية الإسرائيلية مسألة اليوم التالي للمعركة”.

وتابع: “وفي سياق أوسع، يطرح السؤال حول ما سيكون عليه حال الصراع مع الفلسطينيين، وإذا ما كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني في المستقبل المنظور”.

ويشير الأكاديمي الإسرائيلي، في مقاله المنشور على صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، إلى وجود تباينات كثيرة في آراء النخبة الإسرائيلية، وذلك يظهر -وفقا له- في كتاباتهم ومناقشاتهم وبرامجهم وتصريحاتهم.

ولفت إلى وجود ادعاء لدى البعض بأن هجوم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة، يمثل فرصة لإعادة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس إلى القطاع، بل وحتى إعادة إحياء العملية السياسية التفاوضية معها.

ومن جهة أخرى، يعتقد آخرون -وفقا لوارتمان- بأن عدم إدانة عباس حتى الآن لهجوم حماس الذي قتل فيه نحو 1400 إسرائيلي، وأسر نحو 250 آخرين في قطاع غزة، يدل على أن الجانب الفلسطيني برمته لا يوجد فيه شريك موثوق للسلام مع إسرائيل، وفق قوله.

وهو ما يعني -حسب الخبير الإسرائيلي- أن كثيرين في إسرائيل لا يفهمون ما يفكر فيه الفلسطينيون، وليس لديهم رؤية موحدة حول مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

استطلاعات الرأي

ويذكر وارتمان أن إحدى الأدوات الرئيسة لفهم ما يفكر فيه الفلسطينيون وكيف يرون مستقبل الصراع مع إسرائيل هي استطلاعات الرأي العام. 

وفي حين تجرى العديد من المراكز والمعاهد البحثية استطلاعات رأي متعددة ودورية في المجتمع، اعتمد الكاتب على استطلاعات “المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية” (PCPSR)، الذي ينفذ مسوحات ربع سنوية منتظمة منذ عام 1994.

وأفاد بأن هناك أسئلة مكررة في معظم المسوحات على مر السنين، وهو ما يساعد على فهم اتجاهات المجتمع الفلسطيني بمرور الزمن.

دعم حماس

وحسب ما تظهره نتائج آخر استطلاع للرأي أجراه المركز قبيل الهجوم الأخير مباشرة، وتحديدا نهاية سبتمبر/أيلول 2023، فإن حماس ستفوز -إذا ما أجريت انتخابات في القطاع- بنسبة 44 بالمئة من الأصوات على الأقل، في حين ستحصل فتح على 32 بالمئة.

بينما أجاب 16 بالمئة من المصوتين بأنهم لن يصوتوا أو لم يحددوا بعد لمن سيكون صوتهم. والنسبة الصغيرة المتبقية توزعت بين الأحزاب والهيئات الأخرى.

كما أورد الكاتب إحصائية أخرى، توضح -حسب وصفه- “الدعم الجماعي للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة لإرهاب حماس”.

ففي إجابتهم على سؤال: “هل تؤيد هجوما مسلحا ضد المدنيين داخل إسرائيل”، بلغت نسبة التأييد للهجمات نحو 67 بالمئة. 

وعقب الكاتب: “هذه النتائج لا تدع مجالا للشك بأن المجتمع الغزاوي يدعم حماس وأعمالها”.

ولاحظ من خلال نتائج الاستطلاعات، وجود اتجاه تصاعدي واضح، منذ سنوات الانتفاضة الثانية عام 2001، في دعم فلسطينيي غزة بأغلبية كبيرة للهجمات داخل إسرائيل، وهو ما يتوافق مع نتيجة استطلاع سبتمبر/أيلول 2023.

وفي الختام، يقول أوري وارتمان: “وبالإشارة إلى الادعاءات القائلة بأنه يجب علينا الفصل بين حماس والسكان المدنيين على المستوى السياسي، فمن المهم معرفة المعطيات السابقة، التي تشير بوضوح إلى أن أغلبية كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة تدعم الحركة ضد المدنيين الإسرائيليين”.

مقالات ذات صلة