قفزة في التجارة بين روسيا والصين.. 200 مليار دولار خلال 2023

أشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ بالتجارة القياسية المرتفعة مع روسيا، مشدداً على صداقته العميقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما التقى الزعيمان في بكين لتأكيد الشراكة التي توثقت بصورة مطردة منذ حرب أوكرانيا.

وخلال اجتماعه على هامش منتدى احتفال بمرور 10 سنوات على مبادرة “الحزام والطريق” الذي انعقد على امتداد يومين، قال شي إلى بوتين إن “التجارة الثنائية بين البلدين وصلت إلى مستوى تاريخي يقارب 200 مليار دولار”،

مضيفاً “على مدار العقد الماضي، وتحديداً منذ عام 2013 إلى الآن اجتمعت مع بوتين نحو 42 اجتماعاً، مما أثمر عن علاقة عمل قوية وصداقة عميقة، إلا أنها تعمقت أكثر منذ فبراير (شباط) من العام الماضي”.

في مؤتمر صحافي منفرد بعد اجتماعهما الذي استمر ثلاث ساعات، تحدث بوتين بحرارة عن علاقته مع شي وقال إنهما “ناقشا موضوعات سرية”.

ولكن حتى مع وعد بوتين بأن روسيا والصين ستوقعان قريباً على خطة عمل “جوهرية” حتى عام 2030، يبدو أن الاجتماع لم يحقق سوى القليل من النتائج الملموسة لموسكو.

يأتي اجتماع الزعيمين على رغم التحذيرات المتكررة من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك كبير دبلوماسيي الكتلة جوزيب بوريل، الذي زار بكين، الأسبوع الماضي، من أن فشل الصين في إدانة الهجوم على أوكرانيا يؤدي إلى تدهور صورتها في أوروبا.

وأشاد بوتين ببرنامج شي جينبينغ لمبادرة “الحزام والطريق”، قائلاً “التجارة الثنائية بين روسيا والصين تسير على الطريق الصحيح لتجاوز هدفها البالغ 200 مليار دولار لهذا العام”، مضيفاً “إذا نظرت من سنة إلى أخرى، فلدينا بالفعل 200 مليار دولار، وسنتجاوز الهدف العام الحالي”، متابعاً “لذا فإننا نتحرك بشكل مؤكد على المسار الثنائي”.

وأكدت الصحيفة أن روسيا تقبلت بصورة متزايدة دورها كشريك صغير في العلاقة بعد أن مدت الصين الكرملين بشريان حياة اقتصادي، عندما استبعدتها العقوبات الغربية من الأسواق المالية العالمية وسلاسل التوريد، إذ حلت الشركات الصينية محل نظيرتها الغربية في ضخ المكونات الأساسية إلى روسيا، في حين زادت بكين مشترياتها المخفضة من صادرات الطاقة الروسية.

وفي مارس الماضي، تجاوز سعر صرف اليوان الصيني نظيره الدولار للمرة الأولى، رغم أن حصته كعملة مدفوعات عالمية لا تزال صغيرة لا تزيد على 2.5 في المئة وفقاً لبيانات “سويفت”، مقابل 39.4 في المئة للدولار و35.8 في المئة لليورو.

في تلك الأثناء، توقع كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك “بي أن بي باريبا لإدارة الأصول” في هونغ كونغ، تشي لو، في مايو (أيار) الماضي، في تصريحات إلى “رويترز”، حدوث “تأثير كرة الثلج” على المدى الطويل مع انضمام مزيد من الدول إلى “كتلة الرنمينبي” للحد من أخطار التعرض للدولار، خصوصاً بعد أن رأوا ما تفعله الولايات المتحدة”، قائلاً “العقوبات الأميركية على روسيا قد فعلت ذلك”.

مقالات ذات صلة