“فرقة غزة”.. لواءان من جيش الاحتلال أسقطتهما “طوفان الأقصى”

مازالت صاعقة عملية “طوفان الأقصى” العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبعث بأصدائها داخل إسرائيل المضطربة.
وأطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هذه العملية ردا على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى، وكبدت إسرائيل 1400 شخص بين جنود ومستوطنين بعد الهجوم على مستوطنات غلاف غزة.
وهو ما دفع وزير المالية بالحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش للقول في 15 أكتوبر: “يجب الاعتراف بصدق وألم ورؤوسنا محنية، أننا فشلنا في الحفاظ على أمن إسرائيل، وأن القادة والمؤسسة الأمنية أخفقوا وسيأتي وقت التحقيق”.
وبالدخول إلى تفاصيل عملية “طوفان الأقصى” فإن حماس وجهت ضربتها في الساعات الأولى لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي والتي كانت معنية بأمن مستوطنات الغلاف، والمتأهبة دائما لشن الحرب.
ثعالب الجنوب
“فرقة غزة” تحمل الرقم (643) في منظومة جيش الاحتلال، وتعمل تحت لواء المنطقة العسكرية الجنوبية، ويقع مقرها الرئيس في قاعدة “رعيم” العسكرية التي تبعد عن القطاع المحاصر نحو 7 كيلومترات.
تتركز مهمتها الرئيسة في حماية الحدود المتاخمة لقطاع غزة وإدارة عمليات الاغتيال ضد المقاومة أو أي مشتبه به. وتعمل أيضا على تدمير الأنفاق التي تكتشفها، وتضم لواءين: شماليا وجنوبيا.
وأنشئت “فرقة غزة” عام 1987 في أعقاب انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان اسمها في البداية “مجموعة ثعالب الجنوب”.
وبقيت الفرقة تمارس عملها في قطاع غزة حتى عام 1993 في أعقاب اتفاقية “غزة-أريحا” في مايو/أيار 1994، والتي تضمنت انسحاب إسرائيل من المدينتين وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها.
بعدها انسحبت من مراكز المدن الفلسطينية وغزة، لتتمركز في المستوطنات الإسرائيلية داخل القطاع في منطقة “غوش قطيف”.
ثم عملت على حراسة الحدود مع غزة والإشراف على المعابر، وبعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع عام 2005 خرجت الفرقة منه واستقرت على حدوده.
اللواءات والوحدات
أما الوحدات القتالية المنضوية تحت لواء فرقة غزة، فيأتي على رأسها اللواء الشمالي ويحمل اسم “هغيفن”.
وكان يعمل منذ عام 1988 في وسط مدينة غزة كمركز له، ومن هناك أدار عمليات مواجهة المقاومة وملاحقتها.
وكان المسؤول عن توفير الحماية للمستوطنات الصهيونية شمال القطاع، وعن إدارة وتشغيل معبر بيت حانون “إيرز”.
وبعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005، نقل مقره إلى مستوطنات غلاف غزة.
أما اللواء الثاني والأكثر خطورة في فرقة غزة فهو لواء الجنوب، ويعرف بـ”لواء قطيف”.
مجرمو حرب
أخذت هذه الفرقة على عاتقها المشاركة كوحدة رئيسة في جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل على قطاع غزة.
وجهزتها دولة الاحتلال عندما أنشأت لها قاعدة “رعيم” العسكرية عام 2008، بتكلفة مئة مليون شيكل إسرائيلي (25 مليون دولار أميركي)، وذلك بالقرب من كيبوتس “رعيم” الذي يسكن فيه عدد كبير من المستوطنين،
ونقلت حكومة الاحتلال مقرات الفرق والأقسام والوحدات الهندسية والتقنية والاستخباراتية إلى تلك القاعدة.
وعندما اندلعت الحرب على غزة نهاية 2008 وبداية 2009، والتي أطلقت عليها المقاومة “حرب الفرقان” كانت الفرقة في مقدمة المهاجمين، لكنها تكبدت خسائر فادحة.
وسقط من أفراد الفرقة في تلك الحرب 14 جنديا ومئات المصابين، لكنها تسببت بمقتل 900 مدني من أهالي القطاع معظمهم من النساء والأطفال.
مما جعلها تنسحب مخلفة وراءها عددا كبيرا من القتلى والجرحى، بحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء).
بعدها جعلت الحكومة الإسرائيلية الأولوية لإسناد ودعم هذه الفرقة بشكل أكبر، وتأهيلها للعمليات العسكرية القادمة في غزة، لذلك في عام 2015 جرى تغيير لقبهم من “ثعالب الجنوب” إلى “ثعالب النار”.
هزيمة مروعة
لكن هذه الفرقة بعددها وعدتها لم تتوقع أن تتعرض لهزيمة مروعة على يد وحدة النخبة في كتائب القسام.
ففي 7 أكتوبر 2023، أعلنت حركة حماس أن فرقة غزة سقطت بكاملها، مع اقتحام غلاف القطاع، واجتياح قاعدة “رعيم” مقر الفرقة.
وقتل عدد من أبرز وأهم قادة الجيش التابعين لفرقة غزة ولواء الجنوب بداخلها، على رأسهم العقيد يوناتان شتاينبرغ (42 عاما) قائد لواء ناحل، أحد ألوية المشاة الخمسة بالجيش الإسرائيلي والمنضوي في الفرقة.
الضابط الثاني البارز من فرقة غزة الذي سقط في العملية، هو العقيد روي يوسف ليفي (44 عاما) قائد الوحدة المتعددة الأبعاد (وحدة الشبح).
وفي 14 أكتوبر صرح قائد فرقة غزة آفي روزنفيلد، بأنه فوجئ بهجوم “حماس”. وقال: “استيقظنا جميعا على مفاجأة كبيرة جدا لهجوم قاس للغاية، لم نكن نعرف عنه، لقد فوجئنا به”.
وأتبع: “سيكون هناك متسع من الوقت للتحقيق والنظر إلى الوراء بشأن ما حدث هنا”، وفق قوله.
وإضافة إلى عدد القتلى، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في 17 أكتوبر أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بين 200 إلى 250 أسيرا.