غير مؤثرة.. هل تتسبب هجمات الحوثيين على إسرائيل في توسيع رقعة الحرب؟

مع استمرارها منذ أكثر من شهر، يتصاعد الحديث عن احتمالية تصعيد الحرب على قطاع غزة وتوسيع نطاقها إقليميا، بافتراض أن ما يسمى بـ “محور المقاومة” المدعوم من إيران قد يتدخل ويهاجم الاحتلال الإسرائيلي.

إذ ترتبط حركتا الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية حماس بعلاقات قوية مع إيران وعموم فصائل المحور، ما ينذر بتصعيد القتال.

وفي هذا الإطار، شنت مليشيا الحوثي اليمنية، بقيادة عبد الملك الحوثي، المدعومة من إيران عدة هجمات صاروخية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

هجمات فاشلة

ووفقا لموقع “دويتشه فيله” الألماني، لم يكن أي من الهجمات الأخيرة التي شنتها المليشيا ناجحا.

وتعد المليشيا جزءا مما يسمى “محور المقاومة” المدعوم من إيران، والمناهض للولايات المتحدة وإسرائيل.

ويقول الموقع: “منذ بداية الصراع الأخير في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي ثلاث غارات جوية للحوثيين باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار”. 

وكانت هذه الغارات تستهدف إيلات، المدينة الواقعة في أقصى جنوب إسرائيل

ويشير أيضا إلى أن هجمات الحوثيين “شكلت خطرا منخفضا”. كما رجح ألا تواجه إسرائيل من قبل الحوثيين جبهة حرب جديدة كبيرة.

جدير بالذكر أن اليمن يشهد حربا أهلية مستمرة منذ تسع سنوات بدأت عندما أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية وسيطروا على العاصمة صنعاء. 

ووفقا للموقع الألماني، تتمتع البلاد الآن بمشهد سياسي مجزأ وبنية تحتية مدمرة. وقد أدى الصراع، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.

تمايز عن المطبعين

ورأى هيدجز، خبير شؤون الشرق الأوسط، أن “الحوثيين يريدون حشد الشعب اليمني خلفهم بصفتهم مدافعين عن قضية التحرير الفلسطينية”. 

ولفت إلى أنهم يريدون تمييز أنفسهم عن حكومات الدول العربية التي طبعت العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مثل الإمارات والبحرين والمغرب، أو السعودية التي كانت على وشك تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقد أبرمت الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقا لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل في عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة. 

إذ إنهم “يريدون تصدير أن الهجمات الإسرائيلية تستهدف جميع المسلمين، وبالتالي يجب عليهم جميعا مهاجمة إسرائيل”، وفقا لرأي ماثيو هيدجز.

طبيعة الأسلحة

وعلى الرغم من استثمار إيران الضخم في الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لصالح الحوثيين منذ عام 2015، يعتقد هيدجز أنهم “ليس لديهم نفس سلسلة التوريد التي تتحصل عليها المليشيات الأخرى المتحالفة مع إيران، مثل حزب الله في لبنان”. 

وأشار إلى أن “قدرة الحوثيين في المدى الطويل على تنفيذ مثل هذه العمليات محدودة للغاية”. وبالرغم من ذلك، فهو لا يزال يشعر بالقلق بشأن قدرة المليشيا على شن الحرب.

وقال: “لقد بدأوا في استخدام صواريخ ذات قدرات تقنية أكبر، يمكن أن تضاعف نطاق التهديدات المحتملة ضد إسرائيل والغرب”.

واستشهد الموقع الألماني بالباحث فابيان هينز، المتخصص في التحليلات الدفاعية والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن. 

وقال هينز: “بمساعدة إيرانية، تمكن الحوثيون من بناء مجموعة من الصواريخ الموجهة بدقة، والصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز للهجوم الأرضي، وقدرات مضادة للسفن في فترة زمنية قصيرة للغاية”.

كما أفاد بأن هذه الترسانة تشمل أيضا نسخا صاروخية من أنواع متطورة لم تكن جزءا من ترسانة الحوثيين في السابق. 

ويوضح الخبير العسكري أنه إذا جرى تشغيل هذه الصواريخ، فيمكن للحوثيين مهاجمة السفن في البحر الأحمر وأجزاء من خليج عدن، بالإضافة إلى صواريخ فتح الإيرانية، التي يبلغ مداها المعلن 400 كيلومتر. 

“ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى أصبحت الصواريخ جاهزة للاستخدام”، كما يؤكد هينز في ختام التقرير.

مقالات ذات صلة