عملية “طوفان الأقصى”.. هل تمارس حماس ضغوطا على حزب الله للدخول الفعلي في الحرب؟

يرى الإعلام العبري أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمارس “ضغوطا شديدة” على حزب الله للانضمام إلى عملية “طوفان الأقصى” المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويحلل هذا الإعلام المشهد الحالي في إطار الضربات المتبادلة بين جيش الاحتلال و”حزب الله” جنوب لبنان، مما أسفرت عن قتلى وجرحى في الجانبين، وسط حديث مواز عن عملية برية في قطاع غزة.
تساؤلات مفتوحة
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إنه “بعد مرور أيام طويلة على طوفان الأقصى، فإن بعض الأسئلة لا تزال مفتوحة وبلا إجابات واضحة”.
وأشارت إلى أن “البعض يتساءل: عندما تدخل قوات الجيش بريا إلى غزة، هل سيتخذ حزب الله قرارا بزيادة مستويات إطلاق النار ونطاق إطلاق الصواريخ على إسرائيل بشكل كبير؟ وهل سيصل هذا إلى درجة إدخال لبنان في حرب مباشرة مع إسرائيل؟ وما هي انعكاسات ذلك على بلد يعاني أيضا من التفكك الكامل؟”.
إضافة إلى ذلك، فيما يتعلق بقطاع غزة، لفتت الصحيفة إلى أنه “في حين تسعى إسرائيل في هذه المرحلة إلى بذل جهدها الرئيس لهزيمة حماس، فإن السؤال التكتيكي الأول يتعلق بجودة الحلول المتاحة للجيش الإسرائيلي للتعامل مع تهديدات أنفاق حماس الدفاعية”.
والسؤال هنا، وفقا للصحيفة، هو “ما إذا كان الجيش، منذ المراحل الأولى، قادرا على صد خط الدفاع الأول لحماس، والتركيز على ممارسة الضغط على مراكز قوة الحركة في غزة؟”.
وبدأت معاريف في سرد إجاباتها بداية من السؤال الأخير قائلة: “فيما يتعلق بممارسة الضغط على حماس في غزة، يعتمد هذا بشكل مطلق على قدرة الجيش على تحقيق إنجازات حقيقية في ساحة المعركة”.
وتعتقد أن تلك الإنجازات يجب أن تُترجم إلى “تحقيق الهدف الواضح بجعل حماس غير قادرة على الاستمرار في قيادة قطاع غزة بعد ذلك”.
وفي مواجهة هذا الواقع، توقعت الصحيفة أن “يتقدم الجيش بالمركبات المدرعة من أجل استخدام قدر كبير من النار أثناء التحرك، بينما ستتقدم الطائرات للمساعدة الجوية”.
ووصفت طبيعة هذه العملية -إذا تم إجراؤها بشكل صحيح- بأنها “يمكن أن تدفع الجيش إلى القتال بطريقة جيدة، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على استمرارها أيضا”.
وأكدت أن “الدخول الجيد في القتال البري في المرحلة الأولى سيختصر التحرك الرئيس للجيش الإسرائيلي إلى حد ما، حتى لو ستتبعه عمليات عسكرية كبيرة وغارات على مناطق إضافية في قطاع غزة”.
زيادة الجهود
ومن ثم تأتي الصحيفة إلى التساؤل الآخر، وهو ما يتعلق بدخول لبنان في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
وأجابت قائلة إن “ما كُتب أعلاه عن المعركة البرية مع غزة قد يتأثر إذا أصبح القتال في شمال فلسطين (المحتلة) معركة فعلية”.
وأوضحت الصحيفة أن بدء الحرب في الساحة الشمالية قد يجعل الساحة الجنوبية فورا ثانوية.
ولذلك، “يحاول حزب الله توسيع حجم المعضلة في إسرائيل”، حسب الصحيفة.
ولمواجهة هذه المشكلة، استدعى جيش الاحتلال قطاعا كبيرا من قوته الاحتياطية، ليكون قادرا على المواجهة المحتملة في الطرف الشمالي.
كذلك أدركت وزارة الدفاع الأميركية “بسرعة كبيرة الوضع الخطير والتهديد متعدد الأوجه” لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن “هذا دفع الرئيس الأميركي جو بايدن لاتخاذ قرار سريع بالموافقة على ميزات الطوارئ التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي”.
من ناحية أخرى، لفتت إلى أن “المؤسسة الأمنية في إسرائيل تعتقد أن حماس تمارس ضغوطا شديدة على حزب الله للانضمام إلى المعركة”.
وإلى جانب ذلك، هناك أصوات أخرى تدعو إلى تدخل إيران، حيث أصبحت ساحة اللعب حاليا بين إسرائيل وحزب الله على خط التماس.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يزداد حجم إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الأيام المقبلة، خاصة عندما تدخل بريا إلى غزة.
ولكن في النهاية، قالت الصحيفة إنه “رغم الأحداث الخطيرة التي تشهدها الحدود الشمالية، فإن تصرفات حزب الله حتى هذه اللحظة ليست دليلا على أنه اتخذ قرارا بالدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل من أجل غزة”.
وحذرت من أنه “في ظل الوضع الراهن، مع التقييم المعقول بأن الوضع سيصبح أكثر سخونة، يجب أن تكون نقطة انطلاق إسرائيل هي الاستعداد لحرب ضد حزب الله”.