ضمائر حية.. كيف تفاعلت شعوب المغرب العربي مع “طوفان الأقصى”؟

مع كل فرصة سانحة، تؤكد شعوب دول المغرب العربي، وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية ومقاومتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ورفض التمدد التطبيعي، وهذا ما كان مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.

وأطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس هذه العملية فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باقتحام الحدود وقتل مئات الجنود والمستوطنين، ردا على انتهاكات الاحتلال في القدس.

واحتفت منظمات وهيئات وشخصيات عامة، وناشطون من مختلف المجالات، في دول المغرب العربي بهذا التحرك المقاوم، وبدلالاته الرمزية والسياسية، مؤكدين وقوفهم التام إلى جانب فلسطين في سعيها للتحرر والاستقلال.

وفي هذا الصدد، قال الناشط الحقوقي الموريتاني المناهض للتطبيع “هدو ولد الداه”، إن التفاعل الكبير والفوري للشارع المغاربي مع معركة “طوفان الأقصى”، يؤكد بكل وضوح أن هذه الشعوب عميقة الإيمان بالقضية الفلسطينية، وتعدها مسألة عقيدة لا مساومة عليها.

وأضاف ولد الداه “حتى وإن كان النظام الرسمي في أغلب الدول العربية والإسلامية ما بين مطبع مع الكيان الصهيوني أو متخاذل صامت عن جرائمه”.

وشدد الفاعل الحقوقي على أن الشعوب تؤكد في كل مرة من خلال تفاعلها، سواء في الشارع أو في مواقع التواصل الاجتماعي، أنها جزء من المعركة وأن خيار المقاومة هو خيارها، وأنها مستعدة لبذل الغالي والنفيس دفاعا عن مقدساتها ونصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة.

أرض الرباط

ففي المغرب، أصدر حزب العدالة والتنمية، بيانا أكد فيه اعتزازه البالغ بالتطورات التي تشهدها أرض فلسطين، وبعملية “طوفان الأقصى”، دفاعا عن فلسطين والقدس والأقصى المبارك.

وأكد في بيان نشره بموقعه الإلكتروني، 7 أكتوبر، أن “هذه العملية البطولية التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، هي ردة فعل طبيعية ومشروعة على الانتهاكات اليومية التي يمارسها العدو الصهيوني، وسياسة الحكومة الصهيونية العنصرية المتطرفة”.

وشدد الحزب الذي ترأس الحكومتين السابقتين بالمغرب، على أن “مقاومة الاحتلال، بكل الأشكال، حق مشروع تضمنه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية”.

وأكد البيان “أن الإرهاب الحقيقي هو ذلك الذي يمارسه دون توقف الاحتلال الصهيوني العنصري على مرأى ومسمع من العالم وبدعم من الدول الكبرى”.

بدورها، قالت أمينة ماء العينين، الناشطة السياسية ونائبة رئيس مجلس النواب السابق: “في فلسطين، الحق لا يسقط بالتقادم ولا تتغير ملامحه بالتفاوض ولا يتبدد بفرض الأمر الواقع”.

أما عضو الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، حليمة الشويكة، فقالت، “كنت على يقين أن الحق مهما توارى ظاهر، وأن الباطل مهما انتشر زاهق، وأن النصر للمقاومة لأنها بجانب الحق، وأن السياسة التي تميل مع ظاهر ميزان القوى ليست سوى جبن وخذلان”.

وذكرت الشويكة في تدوينة على فيسبوك، 7 أكتوبر: “تأتي عملية طوفان الأقصى في أصعب اللحظات، وفي قمة انتشاء المطبعين بكثرة مال ونفوذ العدو، وفي مرحلة انتشار خطاب السلام الزائف، ورجفة بعض القلوب الضعيفة”.

أما الناشط الإعلامي والسياسي حسن حمورو، فتفاعل مع الحدث بقوله، إن هناك فرحة عارمة للشعوب المستضعفة بفضل عملية طوفان الأقصى.

وأوضح حمورو في تدوينة على فيسبوك، 7 أكتوبر أن هذه الفرحة “تنبعث من تحت أنقاض عمليات التدجين والتحكم والإهانة، والإبعاد المستمر عن القضية الفلسطينية”. وشدد على أن “المقاومة ما تزال مصدر إلهام ومبعث فخر واعتزاز”.

من جانبه، قال الباحث الأكاديمي علي فاضلي، إن طوفان الأقصى هي عملية إذلال تاريخية وفارقة في الصراع.

وأضاف فاضلي في تدوينة على فيسبوك، 7 أكتوبر، هي عملية “تبعثر” كل دراسات العلوم العسكرية في كبيرات الكليات العسكرية في العالم.

وشدد الباحث الأكاديمي على أن “ما وقع صدمة كبيرة، لأنها عملية جاءت نتيجة سنوات من التخطيط، إذ لا يمكن لعملية بهذا الحجم أن تتم في أشهر وأسابيع”.

أرض شنقيط

وفي أرض العلماء والشعراء، عبر شخصيات وناشطون من موريتانيا عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية، في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاشم.

وفي هذا الصدد، كتب محفوظ إبراهيم فال، نائب رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا، على حسابه بفيسبوك، 7 أكتوبر: “ألا فليخسأ المطبعون والمهرولون والمستسلمون”.

من جانبه، أبدى المحلل السياسي الهيبة الشيخ سيداتي تأثره بالعملية قائلا: “سامحونا نحن جيل لم نعش مثل هذا اليوم قط، سامحونا إن تحركت عواطفنا”.

وأردف سيداتي في منشور على فيسبوك، 7 أكتوبر، “للعقلاء جدا منطق ميزان القوة ليس منطق المقاومة لسبب بسيط”.

وتابع: “لو كان هناك تكافؤ قوة لما حصل احتلال أصلا، منطق المقاومة الثبات والإصرار وضعفها المادي تعوضه قوة إيمانها بقضيتها”.

وأضاف: “منطق أكبر عدد من القتلى حُسم يوم أحد بالمقولة الشهيرة (قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)”.

أما الحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، فرأى أن عملية “طوفان القدس” نوعية غير مسبوقة، حيث اخترقت قوى المقاومة الفلسطينية خطوط دفاع العدو الإسرائيلي حول قطاع غزة وكبدته العشرات من القتلى والجرحى والأسرى.

وشدد حزب “تواصل” في بيان، 7 أكتوبر، أن هذه العملية “ردة فعل طبيعية طال انتظارها، واستحقاق نضالي تستوفيه المقاومة دفعا لصولة عدو متغطرس أمعن قتلا وأسرا وتشريدا وحصارا وتقطيعا وعبثا في الأرض، فكان الرد جزاء وفاقا”.

ورأى الحزب أن المقاومة كتبت بعمليتها تلك شهادة وفاة لكل أشكال التطبيع وتصفية القضية وإن اختلفت الأسماء والمسميات.

مقالات ذات صلة