صحيفة عبرية: لهذه الأسباب تدمير حماس ماليا أهم من القضاء عليها عسكريا

تحدثت صحيفة عبرية عن ما أسمته “ضرورة تدمير” حركة المقاومة الإسلامية حماس ماليا، من أجل “الانتصار عليها” في المعركة الدائرة حاليا والتي انطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومن زاوية البحث في التمويل الذي يساهم في الإنفاق على أنشطة حركتي حماس وحزب الله ضد الاحتلال الإسرائيلي، أجرت صحيفة “كالكاليست” العبرية حوارا مع شلوميت فيجمان راتنر، التي وصفتها بـ “الخبيرة العالمية في الحرب المالية ضد الإرهاب”.

وقد تحدثت الخبيرة عن ضرورة تدمير المنظومة التمويلية لكل من التنظيمين الفلسطيني واللبناني من أجل إزالة التهديد.

ورأت أن تدمير حماس ماليا لا يقل أهمية عن تدميرها عسكريا، إن لم يكن يفوقها، كما لفتت إلى مصادر التمويل والتحديات التي تواجه فرق العمل الدولية في تتبعها وحصارها. 

جهد دولي

وفي غرور يستبق نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سألت الصحيفة الخبيرة راتنر: “ربما حماس بالفعل باتت الآن جزءا من الماضي. ولكن ما الذي يمكن القيام به لمنع حزب الله من اكتساب المزيد من القوة اقتصاديا؟”.

وهنا أجابته: “لسوء الحظ حماس لم تنته بعد، فهي لا تزال منظمة ذات بنية تحتية قوية ومهمة للغاية”.

وتابعت: “الانهيار العسكري ضروري، لكنه ليس كافيا في حد ذاته. نحن بحاجة إلى انهيار حماس ماليا أيضا”، محذرة أنه “بدون تفجيرها ماليا، فإنها ستظل باقية”.

وأردفت: “بالطبع لا يُحتفظ بأموال حماس نقدا، وكما هو الحال مع إيران حاليا، ومع تنظيم الدولة سابقا، فإن هناك الكثير من العمل المطلوب لتحديد أماكن حفظها لأموالها ومن ثم مصادرتها وتجميد حساباتها في البنوك المختلفة”.

وشددت على أن “هذا أمر لا تستطيع إسرائيل فعله بمفردها، ويتطلب جهدا دوليا متكاملا”.

ولفتت إلى أنها كانت ضمن الفريق الذي عمل سابقا على تحديد حسابات تنظيم الدولة وتتبعها، كجزء من عمل مجموعة العمل المالي في الحرب ضده.

ومجموعة العمل المالي هي فريق عمل دولي مهمته تعقب الجريمة وأموال المنظمات الإرهابية.

وتابعت راتنر: “كل أربعة أشهر، كنا نصدر تقريرا لوكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم. لقد خلقنا ضغوطا عالمية كشفت البنية التحتية المالية الكاملة لتنظيم الدولة، من البنوك في العراق، إلى تجارة الآثار، إلى العملات المشفرة”.

الحصار الاقتصادي

وسألت الصحيفة: “هناك شعور بأن الحصار الاقتصادي يأتي دائما في وقت متأخر، وليس في الوقت المناسب. فماذا سنفعل اليوم إزاء حماس وحزب الله؟”.

وهنا انتقدت الخبيرة المنظور السابق في التعامل مع حماس، حيث قالت: “كان بإمكاننا أن نكون أكثر نشاطا فيما يتعلق بها لو كانت هناك رؤية مسبقة في جميع أنحاء العالم والداخل الإسرائيلي بأن هذه منظمة إرهابية يجب محاربتها بكل الوسائل حتى القضاء عليها”، وفق زعمها.

وأشارت إلى أن “محاربتها ماليا لم يمثل أولوية لأحد”، بل على العكس من ذلك، كانت الرؤية السائدة هي “إطعام حماس ماليا”. وألقت باللوم على هذه الرؤية فيما وصلت إليه الأحداث في 7 أكتوبر 2023.

أما فيما يتعلق بـ “حزب الله”، فتقول الخبيرة إنه “يمتلك أموالا أكثر بكثير من حماس، كما أن مصادر تمويله أكثر تنوعا. لذا فإن الأمر يتطلب تحالفا عالميا لمواجهته ماليا”.

وأوضحت أن ذلك هو ما “يخلق صعوبة لفرق العمل الدولية المنشأة لمكافحة الجرائم الاقتصادية، التي يكون تركيزها غالبا على المبالغ الكبيرة للغاية”.

مصادر التمويل

وبينت الفارق مع الجريمة الاقتصادية بالقول إن “المجرمين يقومون بغسل الأموال السوداء لتتحول إلى بيضاء، في حين أن الأمر في الإرهاب هو العكس تماما”.

إذ إن الأموال البيضاء، التي غالبا ما تأتي من التبرعات أو الأغراض الإنسانية، تصبح سوداء. ولهذا السبب فإن الأدوات المصممة للتعامل مع الجريمة ليست مناسبة، وفق قولها.

كذلك سألت صحيفة “كالكاليست” العبرية عن تكلفة هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وكذلك عن مصادر تمويل الحركة.

وبخصوص التكلفة، ادعت شلوميت فيجمان راتنر أن “هجوم حماس هو في الواقع حدث مكلف، قد تبلغ نفقاته المباشرة وغير المباشرة مبالغ طائلة قد تصل إلى مستوى مليارات الدولارات”.

وذلك بدءا من التدريبات المتعددة على مدار فترات طويلة، والكمية الهائلة من الأسلحة، إضافة إلى الأنفاق التي أعدت مسبقا.

أما فيما يتعلق بمصادر التمويل، فقد أفادت الخبيرة بأنها عديدة وأبرزها إيران التي تعاني من وضع اقتصادي صعب.

وتابعت: “على الرغم من ذلك، فإنها تحول سنويا ما بين 30 إلى 100 مليون دولار إلى حركة حماس”. هذا إضافة إلى “قطر التي تحول ما بين 200 إلى 450 مليون دولار سنويًا”، وهذا “علاوة على الضرائب التي يدفعها سكان غزة”.

مقالات ذات صلة