شعار “من النهر إلى البحر”.. لماذا محرم على أصحاب الأرض وحلال للمغتصبين؟

عقب تصاعد الإبادة الصهيونية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023، بدأ سياسيون ونشطاء مظاهرات في الغرب ترفع شعار “من النهر إلى البحر”، الذي زعمت اسرائيل وأميركا أنه “معادٍ للسامية”، لأنه يعني عدم الاعتراف بإسرائيل وإزالتها من الخريطة وإبعاد اليهود من فلسطين.

وأصبح هذا الشعار هو أيقونة تهتف به حشود المتظاهرين والطلاب في الشوارع والجامعات الأميركية والأوروبية كنوع من الرد على العربدة والإبادة الصهيونية في غزة، وبات عنصرا أساسيا خلال الاحتجاجات في الولايات المتحدة.

هوس المنع

وهتف نشطاء مؤيدون للفلسطينيين من لندن إلى روما وواشنطن “من النهر إلى البحر.. فلسطين ستكون حرة”، خلال مظاهراتهم، ردا على الحرب الإسرائيلية الأكثر دموية على غزة، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

وقالت الوكالة الأميركية، إن عبارة “من النهر إلى البحر” تتردد أصداؤها في المسيرات المؤيدة للفلسطينيين عبر الجامعات والمدن، ويتبناها البعض كدعوة لإقامة دولة واحدة على الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

كما انتشر شعار “من النهر إلى البحر” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ يظهر على مجموعة متنوعة من الملابس والبضائع والسترات الرياضية وغيرها.

بالمقابل، انتشرت حملة مطاردة غير عادية من القوى الصهيونية والغرب لكل من يرفع هذا الشعار، بدعوى أنه يدعو لـ”إبادة اليهود”، شملت فصل نشطاء من أعمالهم أو عقاب سياسيين وحتى نواب أميركيين وغربيين.

حلال وحرام

حينما نشرت النائبة الأميركية، رشيدة طليب، مقطع فيديو يحتوي عبارة “من النهر إلى البحر”، واجهت انتقادات قوية من البيت الأبيض والكونغرس، وانتهى الأمر بتوجيه الكونجرس “اللوم” لها بدعوى أنها بذلك تدعو لمحو وإبادة إسرائيل.

وقالت النائبة طليب في دفاعها عن استخدام العبارة، إنها “دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت والتدمير أو الكراهية”.

لكن مجلس النواب الأميركي، صوت لصالح توجيه “اللوم” لها، بأغلبية 234 صوتا مقابل 188، كما ندد البيت الأبيض، باستخدام طليب للعبارة التي يعدها الكثير من اليهود “معادية للسامية، وتدعو للقضاء على إسرائيل”.

وفي حوار مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية في 10 نوفمبر 2023 قال رئيس وزراء الكيان المحتل، بنيامين نتنياهو عن تصريحات طليب، إن “عبارة من النهر إلى البحر تعني أنه لا وجود لإسرائيل، لذلك ما تدعو إليه عضو الكونغرس هو إبادة جماعية وتدمير للدولة اليهودية، الدولة الوحيدة للشعب اليهودي”، وفق زعمه.

تاريخ الشعار

عقب تأسيس “منظمة التحرير الفلسطينية” عام 1964 بدأت ترفع شعار “من النهر إلى البحر”، كشعار سياسي مرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة منذ عام 1948، ما يعني إنكار حق إسرائيل في الوجود.

الشعار يشير إلى المنطقة الجغرافية التي تقع ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهي المساحة التي يحتلها حاليا الكيان الإسرائيلي بجانب الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.

وقد أصبح شعارا لكل حركات المقاومة الفلسطينية التي تطالب بدولة فلسطينية تضم الحدود الجغرافية لفلسطين منذ ما قبل 1948، ما يعني عدم اعترافها بـ”إسرائيل” ومطالبتها بإبعاد معظم السكان اليهود عن هذه الأرض.

وعقب توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل عام 1993، اختفى هذا الشعار من جانب السلطة الفلسطينية، ولم يعد يجرى الحديث عنه، بعدما اعترفت بوجود إسرائيل على هذه الأرض، لكن ظلت بقية الحركات الفلسطينية تطالب بإزالة الدولة الصهيونية.

ورغم اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية في مفاوضات أوسلو بحق إسرائيل في الوجود، وتحديدها حدودا مختلفة لدولة فلسطين المستقبلية تضم الضفة وغزة والقدس الشرقية فقط، ظل غالبية الفلسطينيين يرددون الشعار لتحرير كل فلسطين التاريخية.

واستمروا بتبني هذا الشعار، لأنه يمثل حق عودة اللاجئين إلى بلداتهم وقراهم التي تم طردهم منها عام 1948، ويمثل الرغبة في تأسيس دولة فلسطينية مستقلة.

وقال إن “عبارة من النهر إلى البحر هي رد على تجزئة الأرض والشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال والتمييز الإسرائيلي، فبعض الفلسطينيين محرومون من العودة لوطنهم وبعضهم يجرى قمعه داخلها وآخرون يعانون من التمييز ويعاملون كمواطنين درجة ثانية داخل إسرائيل”.

وأضاف منير أن “سبب الحملة ضد هذا الشعار هو حملة إعلامية إسرائيلية في أعقاب حرب عام 1967 ادعت أن الفلسطينيين يرغبون في رمي اليهود في البحر”.

مقالات ذات صلة