شرعنة تسليح المستوطنين.. دعوات تؤدي إلى مجازر ميدانية!

دعوات أطلقها ما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، لتسليح مزيد من المستوطنين، بالتوازي مع تنفيذ الشاب خيري علقم عملية إطلاق نار في القدس أدت لمقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين، واستشهاد علقم.
تحذيرات من مجازر ميدانية
وفي هذا الصدد حذر محللون من تصريحات بن غفير، بأنها دعوة رسمية من قبل حكومة الاحتلال وضوءًا أخضر لارتكاب مزيد من المجازر بحق الفلسطينيين.
بعد تلك العملية تصاعدت اعتداءات المستوطنين، بل إنها كانت عنيفة، وصلت حد الاعتداء الجسدي وإحراق منازل ومركبات خاصة في جنوب نابلس وشمال رام الله، بل إن تلك الاعتداءات وصلت روتها خلال ساعات حيث سجل نحو 140 اعتداء.
ويحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، من أن دعوات شرعنة تسليح المستوطنين قد تؤدي لاستسهال المستوطنين، وكثير منهم مسلح أصلاً، إلى ارتكاب مجازر جديدة، قد تكون ميدانية في الشوارع، خاصة مع تصاعد اعتداءات أولئك المستوطنين على الفلسطينيين ومركباتهم في الشوارع.
ويؤكد دغلس أن الدعوات الرسمية في حكومة الاحتلال لشرعنة تسليح المستوطنين هي بمثابة ضوء أخضر للقتل وبالتالي ارتكاب مزيد من المجازر، كما أن الطلب الرسمي بحكومة الاحتلال من المستوطنين التهدئة مع الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن يؤكد أن المستوى السياسي مشترك بهجمات المستوطنين.
تصاعد العنف
كان واضحًا تصاعد العنف بطبيعة هجمات المستوطنين، من حق واعتداء على المركبات وطول مدة تلك الهجمات، خاصة في جنوب نابلس وشمال الضفة الغربية.
ويلفت مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة الغربية غسان دغلس غلى أن طريقة هجوم المستوطنين وطول مدة الهجمات، وعدد المستوطنين المشاركين بها، ما يعني أن تلك الهجمات ستكون عنيفة ودوية.
بدوره، يؤكد مدير دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة أن عدد اعتداءات المستوطنين قد تزايد خلال الفترة الأخيرة، وطبيعة تلك الاعتداءات وعنفها، يشير إلى نية المستوطنين ارتكاب مجازر، نحن نحذر من ارتكاب المستوطنين مجازر في المناطق القريبة من المستوطنات، وفي المساجد خاصة بصلاة الفجر.
وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أكدت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا أكثر من 700 اعتداء خلال شهر يناير\ كانون الثاني 2023، تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات، وإغلاقات، وحواجز، وإصابات جسدية.
وأكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، نفذوا خلال العام الماضي، 8724 اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم بمختلف المحافظات، علاوة على اتباع الاحتلال أسلوباً خطيراً بتسهيل إقامة بؤر استيطانية رعوية وزراعية للسيطرة على مزيد من الأراضي.
المطلوب فلسطينيًا
وسط تلك المجازر والتحذير من مجازر أخرى قد يرتكبها الفلسطينيون، فإن الدعوات تتصاعد لمزيد من العمل على تشكيل لجان حماية، واليقظة، وحراسة المساجد خاصة فترة صلاة الفجر خاصة في المناطق التي شهت هجمات للمستوطنين، أو توفير حراسة من قبل لجان يتم تشكيلها من الأهالي في المناطق القريبة من المستوطنات او تلك الواقعة على أطراف القرى والبلدات، بحسب عبد الله أبو رحمة.
فيما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن المطلوب من الفلسطينيين أن يلملموا صفوفهم ويجسدوا الوحدة فيما بينهم ويحددوا استراتيجيتهم وأهدافهم، وان لا تكون الفعاليات الشعبية محدودة، بل لا بد من تفعيلها لتشمل الجميع بمواجهة تلك المجازر والعنصرية من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
أما منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور، فإنه يؤكد على ضرورة المطالبة بتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا يملك سوى الإرادة والصمودة، في مقابل مواجهة مستوطن مدعوم من قبل حكومة الاحتلال الفاشية، ويوفر له الحماية والدعم الكامل، “لذا لا بد من العمل على لجم هذا المحتل والمستوطنين عن القيام بجرائمهم ضد شعب أعزل”.