
زعيم كوريا الشمالية يصل روسيا للقاء بوتين… وهذا سر ذهابه بالقطار
أفادت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية، اليوم الثلاثاء، أن قطار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون دخل الأراضي الروسية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت الوكالة إن القطار عبر إلى منطقة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي آتيا من كوريا الشمالية، مع لقطات مصورة تظهر قطارا بعربات خضراء داكنة تجره قاطرة تابعة للسكك الحديدية الروسية.
وفي وقت سابق، نقلت وكالات أنباء روسية عن أندريه رودنكو نائب وزير الخارجية الروسي قوله، اليوم الثلاثاء، إن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد تبحثان إرسال موسكو مساعدات إنسانية إلى بيونج يانج.
كما أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية إن روسيا وكوريا الشمالية غير مهتمتين بالتصريحات الصادرة الولايات المتحدة، وذلك تعليقا على تحذيرات من واشنطن بشأن بيع بيونج يانج أسلحة لروسيا.
وأشار بيسكوف إلى أن الموضوع الرئيسي للمحادثات سيكون العلاقات الثنائية وقال «سنستمر في توطيد أواصر صداقتنا».
وتكون الزيارة هي أول رحلة خارجية لكيم منذ أربع سنوات، مع إغلاق كوريا الشمالية حدودها بسبب جائحة كوفيد-19.
وتكون أيضا الرحلة العاشرة لكيم منذ توليه السلطة في عام 2011.
لماذا يسافر كيم بالقطار؟
تقع “فلاديفوستوك “على بعد 130 كيلومترا من الحدود مع كوريا الشمالية، وتقدر مدة الرحلة بـ 20 ساعة، وهي أطول بكثير مما يمكن أن تستغرقه أي رحلة جوية، وفقا لصحيفة ” واشنطن بوست”.
ويفضل الزعيم الكوري الشمالي السفر في “قطار مصفح راقي”، كما فعل والده من قبله.
ومثل والده، الذي كان يخشى الطيران، ووجده، كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية، كان كيم يسافر في الغالب إلى الخارج في قطار مصنوع خصيصا، وهي وسيلة نقل غير عادية لزعيم عالمي في القرن الحادي والعشرين.
وكان كيم جونج إيل، والد الزعيم الحالي، يخشى السفر بالطائرة وكان يفضل السفر بالسكك الحديدية فيما يقرب من اثنتي عشرة رحلة إلى الخارج قام بها خلال الأعوام السبعة عشر التي قضاها في السلطة، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتوفي إثر نوبة قلبية على متن قطاره الشخصي في عام 2011 أثناء سفره إلى مدينة كورية شمالية لإجراء فحص ميداني.
ورغم أنه من غير المعتقد أن كيم جونج أون لديه نفس المخاوف، فإن الطبيعة القديمة للأسطول الجوي السوفييتي الصنع في كوريا الشمالية تشكل مصدرًا إضافيًا للقلق.
ومن المحتمل أن يكون الأمن هو السبب الأكثر أهمية وراء تفضيل عائلة كيم للسفر بالسكك الحديدية.
قال أحد الحراس الشخصيين السابقين لكيم جونج إيل إن الزعيم الكوري الشمالي تعهد بعدم السفر جوا بسبب “مخاوف من إطلاق النار عليه من السماء”، حسبما ذكرت “واشنطن بوست”.
ومن جانبه قال رئيس معهد أبحاث كوريا الشمالية في سيول، كيم يونج سو، إن السفر بالسكك الحديدية وليس الجو لا يمنح الزعيم الكوري الشمالي المزيد من الأمن فحسب، بل يمنحه أيضًا بعض الأضواء العالمية.
وأشار إلى أن رحلة القطار تسمح لكيم بـ”الظهور كشخصية غامضة”، وأنه يلتقي بقادة العالم في مواقع مناسبة له”، وفق حديثه لـ”وول ستريت جورنال”.
كيف يبدو القطار من الداخل؟
وقطار كيم مصفح مضاد للرصاص، أثقل بمئات الأطنان من القطارات العادية.. هو وسيلة زعيم كوريا الشمالية المفضلة.
وعلى نهج جده وأبيه اللذين كانا لا يثقان بالطائرات، سار كيم جونج أون، معتمدا تلك الوسيلة لكل أسفاره، وآخرها إلى روسيا قبل ساعات، رغم شكواه ذات مرة علنا من إرهاق السفر بها.
ويحرك كيم مع كل سفر إلى الخارج 3 قطارات، قطار أمامي للتأمين، ويتبعه القطار الذي يحمل الزعيم، ثم ثالث على متنه المزيد من الحراسة الشخصية والمؤن.
وتصل سرعة القطار القصوى نحو 37 ميلا في الساعة فقط، نظرا لأنه مصفح بشدة ما يزيد من وزنه.
ويحتوي القطار على عربة مجهزة لتصبح غرفة مؤتمرات، وعربة أخرى مجهزة كغرفة عشاء وترفيه.
فيما يضم مطبخه جميع أنواع الطعام والمشروبات من المطبخ الكوري والياباني والصيني والروسي، إضافة إلى المشروبات الكحولية الفاخرة.
قليلون من خارج النخبة الكورية الشمالية سافروا على متن قطار الزعيم الكوري الشمالي
ومع ذلك، فإن الصور الفوتوغرافية من وسائل الإعلام الحكومية، وحسابات المسافرين، وتقارير وكالات الاستخبارات، كلها ترسم صورة لقطار السفر الفاخر.
وتبلغ سرعة قطار كيم القصوى 55 ميلا في الساعة، وتُعزى السرعة البطيئة للقطار الكوري الشمالي عادة إلى وزنه الهائل، نتيجة للدروع الإضافية التي تم تركيبها على القطار، وفق “واشنطن بوست”.
وبالإضافة إلى السرعة البطيئة، هناك مضاعفات أخرى، تستخدم شبكة السكك الحديدية الروسية مقياسا مختلف الحجم عن ذلك المستخدم في شبه الجزيرة الكورية، مما يستلزم انتظارا طويلا على الحدود.