خسائر سوقية كبرى لملاك البنوك الأمريكية.. تداعيات انهيار بنك سيليكون فالي

أدت تداعيات تعثر ثلاثة بنوك أمريكية “سيلكون فالي، سيلفرجيت، سيجنتشر”، إلى خسائر سوقية لكبار ملاكها مع الانخفاض الحاد لأسهمها.
استندت بيانات البنوك الأمريكية الثلاثة المتعثرة، انخفضت القيمة السوقية لأكبر تسعة ملاك لهذه البنوك بنحو 50 في المائة بما يعادل 3.37 مليار دولار.
وتصدر سهم “سيلفرجيت” التراجعات بين أسهم البنوك الأمريكية الثلاثة المتعثرة، بعد تراجعه 86 في المائة خلال العام الجاري، تلاه سيلكون فالي بنك المتراجع 54 في المائة، ونحو 39 في المائة لأسهم سيجنتشر بنك.
الملاك التسعة يمتلكون حصصا في البنوك الثلاثة تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.39 مليار دولار بحسب آخر إغلاق، فيما كانت تبلغ نحو 6.76 مليار دولار بنهاية العام الماضي، “الحصص بحسب بيانات ديسمبر 2022”.
وتعد صناديق إدارة الاصول، الملاك الأبرز في البنوك الثلاثة، في مقدمتهم فنجارد جروب الذي تصدر في ملكية سيلكون فالي بنك بحصة 11.2 في المائة، وبحصة 11.52 في المائة في سيجنتشر بنك، وحصة 9.41 في المائة في سيلفرجيت.
وأيضا تمتلك شركة “ستيت ستريت” للخدمات المالية حصصا في البنوك الثلاثة، تبلغ 5.21 في المائة في سيلكون فالي بنك ونحو 4.99 في المائة في سيجنتشر بنك، و9.3 في المائة في سيلفرجيت.
أما عملاق إدارة الأصول ” بلاك روك” فهو يملك 5.17 في المائة في أسهم سيلكون فالي بنك، كذلك يملك في كل من سيجنتشر بنك وسيلفرجيت حصصا بواقع 5 و6.1 في المائة على الترتيب.
إلى ذلك، وصلت تداعيات أزمة البنوك الأمريكية الثلاثة إلى السويد، إذ أدى هبوط سهم سيليكون فالي بنك إلى تراجع أكثر من نصف القيمة السوقية لملكية صندوق أليكت، “أكبر صندوق تقاعد في السويد” الذي يمتلك حصة في البنك تقدر بنحو 4.45 في المائة وهو رابع أكبر مساهم في البنك الأمريكي.
وضاعف صندوق أليكت الذي يدير أكثر من 100 مليار دولار من الأصول، حصته في سيلكون فالي بنك خلال العام الماضي لينهي عام 2022 بأسهم قيمتها 609 ملايين دولار، في حين تقدر القيمة السوقية لتلك الحصة بنحو 280 مليون دولار بحسب آخر إغلاق.
كذلك يظهر جي بي مورجان لإدارة الأصول من خلال تملكه حصصا في سيليكون فالي بنك تبلغ 3.7 في المائة، وهو خامس أكبر مساهم في البنك، وتقدر القيمة السوقية لحيازته نحو 231 مليون دولار، وهي تقل بنحو 54 في المائة عما كانت عليه بنهاية العام الماضي التي كانت تبلغ 500 مليون دولار.

اتحاد المصارف العربية يكشف عن أسباب إفلاس «بنك سيليكون فالي»

من جهته، أرجع اتحاد المصارف العربية، أسباب إفلاس «بنك سيليكون فالي» svb صاحب أصول الـ 209 مليارات دولار، إلى القرارات الاستراتيجية الخاطئة التي ارتكبت في الشهور الماضية.

وأوضح أن هذه القرارات منها على سبيل المثال، قيام البنك يوم الأربعاء الماضي، بطرح أسهم إضافية في السوق ليجني 2.5 مليار دولار لكي يعزز القاعدة المالية ويحسن البيانات المالية للبنك، لكن هذا الطرح صدم الشارع المالي في وول ستريت في نيويورك لأنه يدل أن هناك مشكلة سيولة، مما جعل البنوك والمستثمرين والعملاء يتهافتون على بيع أسهمهم في بعض البنوك الأمريكية، لهذا تم إغلاق هذا البنك وتم إيقاف التداول في مؤشر ناسدك في وول ستريد وخسرت بعض البنوك حوالي 52 مليار دولار.

استبعاد أزمة مالية عالمية مماثلة لـ 2008

واستبعد خبراء اندلاع أزمة مالية مماثلة للأزمة العالمية في عام 2008، جراء انهيار بنك SVB واثنين من البنوك الأمريكية الأخرى، ربما للمعالجة السريعة والأنباء التي تؤكد افتتاح البنك قريبا باسم آخر وسيتم دفع 250 ألف دولار كأقصى حد للمودعين مغطاة من قبل المؤسسة الفدرالية للتأمين FDIC.

وبحسب إيكونوميست، انخفض سعر سهم بنك Silicon Valley Bank بنسبة 60% يوم الأربعاء 8 مارس ثم 70% يوم الجمعة 10 مارس، وفشلت كل مناشدات إدارته للعملاء بدعمه، وأخيرا تم الإعلان عن وقف التداول في أسهمه وحجز ودائع عملائه، مما يعني الإعلان عن انهياره.

أخطاء بيع 21 مليار دولار قيمة سندات طويلة الأمد بخصم كبير

وأضاف أنه من القرارات الخاطئة التي هزت السوق هي أن بنك سيليكون فالي، حاول بيع 21 مليار دولار قيمة سندات طويلة الأمد بخصم كبير ليجني بعض المال لكنه خسر في هذه العملية 1.8 مليار دولار أيضاً، كما قام البنك بربط 91 مليار دولار من أموال المودعين في أدوات مالية غير مضمونة وغير آمنة مثل رهانات قروض الإسكان والعقار وكذلك السندات الطويلة المد وفي هذه العملية خسر 15 مليار دولار.

ولفت إلى أن من الأسباب التي أدت لافلاس بنك سيليكون فالي، أسعار الفائدة المرتفعة، وقلق الأسواق من الأسباب الجيوسياسية، وهناك الكثير شبهها بأزمة 2008 لكن بحسب خبراء سيتم احتوائها وربما خلال اسابيع قليلة لأن في عام 2008 وخلال الأزمة كانت الخسارة المصارف الأمريكية حوالي 2 تريليون دولار والخسارة العالمية من تبعيات الأزمة المالية وول ستريت 10 تريلونات دولار. والبنوك الأمريكية احتاجت تمويلات بقيمة 700 مليون دولار.

ارتفاع أسعار الفائدة من ضمن أسباب انهيار الـ 3 بنوك الأمريكية

ويشير اتحاد المصارف، إلى أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة وسط تنامي معدلات التضخم وانخفاض أسعار السندات، مما ترك بنك “إس في بي” مكشوفاً بشكل فريد، وخفض العملاء ودائعهم من 189 مليار دولار في نهاية عام 2021 إلى 173 مليارا في نهاية عام 2022.

وتابع، أنه من الأسباب التي سرعت انهيار بنك سيليكون فالي، يعود إلى أن ودائعه تضاعفت أكثر من 4 مرات خلال 4 سنوات (من 44 مليار دولار في 2017 إلى 189 مليارا في نهاية 2021)، فيما نمت قروضه التي يقدمها للشركات الناشئة من 23 مليار دولار إلى 66 مليارا، نظرا لأن البنوك تجني الأرباح من الفارق بين سعر الفائدة الذي تدفعه على الودائع والسعر الذي يدفعه المقترضون فإن وجود قاعدة ودائع أكبر بكثير من دفتر القروض يمثل مشكلة يقتضي حلها وهي حصول بنك SVP على أصول أخرى تحمل فائدة، لذلك نجد البنك قد استثمر بنهاية 2021 مبلغ 128 مليار دولار، معظمها في سندات الرهن العقاري وسندات الخزانة بأسعار مرتفعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *