تونس وخطر تكرار السيناريو اللّبناني

واجه لبنان مشاكل اقتصادية شبيهة بالتي تواجهها تونس اليوم، في بداية انهياره الاقتصادي في 2019، مما خلق بعض أوجه التشابه بين السيناريو اللبناني والتونسي، إذ يعتمد اقتصاد الدولتين على الاستيراد، مما يجعله عرضة للصّدمات الخارجية. لكنهما تختلفان في أسباب انعدام الاستقرار السياسي.
تخفض التصنيف الائتماني
خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية، اليوم السبت، تصنيف تونس إلى درجة Caa2، التي تعني تعرض الحكومة والبنك المركزي إلى مخاطر مالية عالية، وهي نفس الدرجة التي منحتها الوكالة العالمية للبنان قبل شهر واحد من إعلانه التخلف عن سداد ديونه في مارس/ آذار 2020.
وقالت “موديز” في تقريرها حول تونس إن خفض التصنيف الائتماني “يعود لعدم وجود تمويل شامل حتى الآن لتلبية احتياجات الحكومة مما يزيد من مخاطر التخلف عن السداد”، مضيفة أنّ عدم تأمين برنامج تمويلي جديد من قبل صندوق النقد الدولي على الرغم من التوصل إلى اتفاق إطاري مع تونس في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أدى إلى تفاقم وضع التمويل الصعب وزيادة الضغوط على احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.
وأشارت إلى أنّ ضعف الحوكمة والمخاطر الاجتماعية الكبيرة يفسران جزئياً وصول تونس إلى مثل هذا المنعطف الحرج. وتقترب تونس من السيناريو اللبناني، إذ سبق أن خفضت “موديز” تصنيف لبنان في فبراير/ شباط 2020 إلى درجة Caa2، لتخرج الحكومة اللبنانية بعدها بنحو شهر واحد وتشهر تخلفها عن سداد الديون، بعد أن بلغت احتياطات البلاد من العملة الصعبة مستويات حرجة في ظل انهيار مالي خطير.