تنديد بقطع إسرائيل الاتصالات عن غزة وحفاوة بإفشال محاولات التوغل البري

في ظل شح المعلومات الواردة من قطاع غزة نتيجة قطع الاحتلال الذي يواصل عدوانه لليوم الـ22 على التوالي، للاتصالات والإنترنت، تتوارد أنباء عن فشل محاولات إسرائيل تنفيذ عملية اجتياح بري، رغم إسنادها بقصف جوي مكثف على جميع أنحاء القطاع.
جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استخدام مئات الصواريخ في قصف شمال القطاع، وعرض مقطع فيديو زعم أنه يوثق التوغل البري شمالي قطاع غزة، ويظهر المقطع آليات عسكرية، تتوغل برا، متجهة نحو المناطق المأهولة بالسكان.
لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال “الإسرائيلي” على غزّة عبر 3 محاور، مؤكدة إيقاع جنود من الاحتلال بين قتيلٍ وجريح، موضحة أن العدو وقع في “كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية”.
وقالت في بيان صباح 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن “كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات”، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “وجيشه المهزوم عاجزون عن تحقيق أي إنجاز عسكري”.
وأشاد ناشطون على منصة إكس ببيان حماس، واحتفوا بقدرات المقاومة الفلسطينية على التصدي لمحاولات الاحتلال التوغل بريا، مشيرين إلى أن العدو الإسرائيلي يعتمد تكتيك التوغل والانسحاب ثم القصف، ويعمد إلى بث أخبار كاذبة عن اجتياحه.
وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الاجتياح_البري، نددوا بقطع الاحتلال الإسرائيلي للاتصالات والإنترنت عن القطاع، مؤكدين أن الكيان يريد احتكار الرواية الرسمية ويتعمد التضليل وإخفاء حقيقة جرائمه.
وقائع فلسطينية
وتفاعلا مع الأحداث، أفاد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، بأن صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قصف منذ الليلة الماضية مئات المواقع في غزة وهي أهداف مدنية ومنازل وبنية تحتية، مرفقا فيديوهات توثق ذلك.
وأعرب أبوسلمية، عن أسفه على استمرار انقطاع الاتصالات، مشيرا إلى وصول عشرات المواطنين للمشافي يحملون مرضى أو إصابات مشيا على الأقدام، ووصف الوضع بالكارثي في هذا السياق.
وتحدث الأخرس في تغريدات عدة، عن استمرار أصوات قصف واشتباكات شرقي قطاع غزة بين المجاهدين وقوات الاحتلال التي تحاول التوغل في أكثر من محور شرق وشمال القطاع، ومشاهدة ضباب كثيف في القطاع.
وأكد أن الصور التي نشرها الاحتلال على أنها لتوغل قواته في قطاع غزة، تُثبت العكس، فهي صور لدبابات متمركز في مناطق مفتوحة ولا يظهر أنها داخل القطاع، هي مجرد مناورة فاشلة بالدبابات قرب السياج، وقد حاولت قوات الاحتلال التوغل وتصدى لها مجاهدو كتائب القسام وضربوا عددا من الآليات ومازالوا لهم بالمرصاد.
قدرات المقاومة
واحتفى ناشطون ببيان حركة حماس الذي زفت خلاله فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور، إعلانها وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو بالجنود والعتاد.
ورأى المغرد تيسون، أن حركة حماس ببيانها هذا تزف للأمة العربية فشل المخطط الصهيوأميركي، وفشل عملية التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني.
وتحت عنوان تبقى “الحقيقة الضحية الأولى في الحرب”، قال استاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي: “كما توقعت لم يبدأ عدوان ومغامرة الجنون الصهيوني-حربها البرية الموعودة!! فيما يُعرف ببداية متدحرجة- Rolling Start-“.
وأشار إلى توارد أنباء متضاربة من الطرفين، لكن الواقع أن الصهاينة يرتكبون مجازر وحشية وبربرية تحت جنح الظلام مع قطع جميع الاتصالات-الانترنت والموبايل -ليأخذوا راحتهم بارتكاب فظائعهم كما تتهمهم منظمات حقوق الإنسان الغربية وبغطاء وتواطؤ وضوء أخضر من الغرب وبعجز عربي صادم.
أكاذيب الاحتلال
من جانبه، سخر الإعلامي أحمد حفصي، من إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن القوات التي دخلت قطاع غزة خلال الليل لا تزال في مواقعها، قائلا: “البروباغندا الإسرائيلية.. حبل الكذب قصير”.
فيما رأى الأكاديمي براء نزار ريان، أن ما يجب أن يركز عليه الإعلاميون والحقوقيون في الحديث عن قطع الاتصال بالكامل عن غزة ليس التعتيم على المذبحة فقط، ولا الرعب المصاحب لغياب المعلومات فقط، بل كون تلك الجريمة تمنع من الوصول للضحايا وإمكان إنقاذ من يمكن إنقاذه منهم، مؤكدا أن جريمة قطع الاتصال هذه أكبر بكثير مما تبدو عليه.
خذلان العرب
ورأى استاذ الأخلاق السياسية الدكتور محمد المختار الشنقيطي، أن الأوان آن لأن يكٌفَّ المسلمون عن التوجُّع والتفجُّع، ويجعلوا الصهاينة الأنذال يدفعون ثمن همجيّتهم.
وأضاف أنها حرب كونية، ومفتاح النصر فيها أمران: تحويل إسرائيل عبئا على صهاينة العالم، وتحويل صهاينة العالم عبئا على مجتمعاتهم.