تفوق قدرات حماس بـ 10 مرات.. ماذا تعرف عن ترسانة حزب الله اللبناني العسكرية؟

يكدس حزب الله اللبناني منذ سنوات من ترسانته العسكرية من الأسلحة، والتي يستخدمها في كثير من الأحيان في مجال “الدعاية السياسية” أكثر من خوض المعارك.
وعلى ضوء عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل أخيرا، توجهت الأنظار إلى ترسانة حزب الله التي تشكل تهديدا لإسرائيل على حدودها مع لبنان.
ترسانة متجددة
فمنذ البداية، وُضع حزب الله أمام خيار فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل نظرا لمناداته الدائمة بمبدأ “وحدة الساحات”، وامتلاكه قدرات عسكرية تفوق قدرات المقاومة الفلسطينية بكثير.
إلا أن حزب الله اكتفى بمناوشات محدودة على الحدود لم ترق لجر إسرائيل لحرب استنزاف مفتوحة تشتت قوى الأخيرة وتخفف الضغط على غزة.
واللافت أنه توازيا مع عملية “طوفان الأقصى” تشير تقارير استخباراتية إلى أن حزب الله عزز ترسانته بأسلحة جديدة.
فقد ذكر تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنه لدى الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تفيد بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على تزويد حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بنظام دفاع صاروخي روسي الصنع، وفقا لشخصين مطلعين على المعلومات الاستخبارية.
وقالت المصادر إن منظمة المرتزقة الروسية مجموعة فاغنر، التي تعمل في سوريا، جرى تكليفها بتنفيذ تسليم نظام الصواريخ أرض جو SA-22.
ونوَّهت أن النظام قدمته روسيا في الأصل ليستخدمه بشار الأسد. وقال أحد المصادر إن الولايات المتحدة كانت تراقب الحركة الأخيرة للنظام، المعروف أيضا باسم بانتسير.
وسبق لحسن نصر الله أن قال بصراحة في 24 يونيو/حزيران 2016، إن “موازنة الحزب ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران”.
ويبلغ عدد مقاتلي حزب الله مئة ألف في لبنان، وهو رقم يماثل عدد قوات الجيش في البلاد.
وحزب الله كان هو الفصيل اللبناني الوحيد الذي سُمح له بالاحتفاظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، الذي انتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية عام 2000.
وقتلت حركة حماس خلال عملية “طوفان الأقصى” أكثر من 1500 إسرائيلي وأسرت بين 200 – 250 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب الحركة في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
واليوم وبينما تواصل حركة حماس مقاومة إسرائيل منذ عام 1987، يبدو واضحا حجم قدراتها العسكرية المتواضعة مقارنة بقدرات حزب الله الذي ينتمي “لمحور المقاومة” ضد إسرائيل بقيادة إيران.
إذ كثيرا ما تطرح تساؤلات عن ترسانة الأسلحة لدى “حزب الله”، التي بناها بدعم وإشراف من إيران.
فعسكريا هناك تفاوت كبير بين الترسانة والإمكانات العسكرية لدى حزب الله الحاصل عليها من طهران وبين ما تدعيه الأخيرة من دعمها لحماس.
حتى إن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، قال بتاريخ 19 أكتوبر 2023 إن على تل أبيب “الاستعداد على الجبهة الشمالية لأن حزب الله اللبناني أقوى من حركة حماس بـ10 مرات”.
صواريخ حزب الله
أما حزب الله اللبناني فيمتلك ترسانة متنوعة من الأسلحة والصواريخ والآليات والمعدات وقاذفات الهاون والمدافع، والطائرات المسيرة، والصواريخ المضادة للطائرات، وغيرها.
وفيما يلي نظرة عامة على بعض أهم أسلحة حزب الله، بناء على تصريحاته إضافة إلى تقديرات خبراء أسلحة وتقارير صحفية وأكاديمية.
وبحسب تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، صدر في 22 أكتوبر 2023، فإن التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن أن القوة العسكرية لـ”حزب الله” هي ما بين 160 إلى 200 ألف قذيفة صاروخية.
ومن بين هذه الصواريخ وفق المعلومات الإسرائيلية، صواريخ طويلة المدى قادرة على حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات.
كما أن ترسانة “حزب الله” تضم صواريخ دقيقة، وصواريخ “غراد” و”كورنيت” فضلا عن “الهاون”، بالإضافة إلى العتاد الكبير وقوات من الكوماندوز.
وقد زودت إيران حزب الله بهذا الصاروخ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتؤكد تقارير صحفية أن الصاروخ استخدم ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية والمركبات العسكرية الأخرى، خلال حرب 2006، كما استخدمه مقاتلو حزب الله ضد تنظيم الدولة في سوريا.
تهدد إسرائيل
وكشف حزب الله عام 2018 لأول مرة عن صاروخ من طراز خيبر 1 وقال إنه استخدمه في حرب تموز 2006.
خصائص الصاروخ: القطر: 333 ملم، الوزن: 916 كيلوغرام، الطول: 7 أمتار، المدى الأقصى: 75 كيلومتر، المدى الأدنى: 44 كيلومتر، وزن الحشوة الدافعة: 405 كيلوغرام، وزن الرأس الحربي: 180 كيلوغراما، وزن المادة المتفجرة: 90 كيلوغراما.
يقول الخبراء العسكريون إن معظم صواريخ حزب الله هي أسلحة صغيرة نسبيا وقصيرة المدى، وعادة ما تكون سهلة الحمل للغاية ولا تحتوي على أي نظام توجيه.
ومع ذلك، حتى الصواريخ من هذا النوع تشكل تهديدا لإسرائيل، وعندما يتم إطلاقها بوابل كثيف، فإنها تهدد بالتغلب على الدفاعات الجوية لجيش الاحتلال.
وكذلك هي تأكيد من حزب الله على رفضه الانخراط في أي عملية سياسية ينتج عنها نزع سلاحه في لبنان.
وتطالب قوى لبنانية بنزع سلاح حزب الله بشكل متكرر وهو قضية تطرح بين الفينة والأخرى، خاصة في الاستحقاقات الانتخابية كون الحزب يهيمن به على الدولة ويمرر أجنداته من خلاله.