تصاعد مقلق للاعتداءات الجنسية على الأطفال في الجزائر

تعتبر ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال من المشكلات الراهنة التي تعاني منها المجتمعات بصفة عامة والمجتمع الجزائري بصفة خاصة حيث لا تكاد تتوقف وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة عن الحديث عن هذا الموضوع الذي يعد من أقسى مظاهر العنف والاستغلال التي يتعرض لها الأطفال من طرف الراشدين.

تثير ظاهرة الاعتداءات الجنسية في الجزائر إشكالية عميقة، ولا تكاد تتوقف وسائل الإعلام المختلفة عن كشف قضايا للرأي العام بكل ما تحمله من مظاهر العنف والاستغلال الذي يتعرض له الأطفال والنساء باعتبارهما الفئتين الأكثر هشاشة داخل المجتمع.

وتكشف الأرقام التي تعرضها المنظمات الحقوقية الجزائرية والناشطة في مجال حماية الطفولة عن معطيات خطرة وتوصف بـ”الكارثة الاجتماعية” التي تتطلب حلولاً عاجلة وقرارات صارمة لوقف ظاهرة الاعتداءات الجنسية التي يقع فريستها مئات الضحايا سنوياً.

وتبقى بيانات الظاهرة متضاربة بين تلك المقدمة من طرف الجمعيات المختصة وبين التقارير الأمنية، وذلك بسبب التكتم الذي يلفها خاصة في المناطق الداخلية والمحافظة التي مازالت تتحفظ على تقديم البيانات إلى المصالح المختصة، بسبب القيود الاجتماعية والعرفية.

وتشير تقديرات الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي إلى وقوع 2000 اعتداء كل عام، وتتراوح أعمار الضحايا بين 4 سنوات و22 سنة، أي نحو 5 اعتداءات يومياً، بينما يشكل الأطفال 90 في المئة من الضحايا.

منذ عام 2015 تم تعزيز الترسانة القانونية إلى حد كبير لمكافحة هذه الآفة، “ولكننا مازلنا نواجه نقصا في الإبلاغ. عندما يتم الإبلاغ عن حالة ما يتم التعامل معها، ولكن عندما لا تكون هناك شكوى لا يمكننا التصرف”.

وأوصى ناشطون في المجتمع المدني بضرورة سن تشريعات أكثر تشددا إزاء المخاطر التي تحيط بالأطفال، بما في ذلك منع الاختلاء بالأطفال من قبل الأقرباء والغرباء معا، والتحكم في الأماكن المغلقة.

وكانت منظمات دولية وهيئات حقوقية قد وجهت انتقادات للحكومة الجزائرية حول وضعية الأطفال وحمايتهم من الاستغلال والاعتداءات الجنسية، إلا أن بعض تلك المنظمات لم تخف الجهود المبذولة من طرف الهيئات المحلية المتخصصة، في رعاية الفئة المذكورة، عبر تكثيف التشريعات الرادعة وآليات الحماية.

وغالبا ما يعاني ضحايا الاعتداءات الجنسية من اضطرابات سواء بعد الاعتداء مباشرة أو على المدى البعيد؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات سلوكية ونشاط جنسي كثيف ومبكر وفقدان تقدير الذات واضطرابات سيكولوجية.

مقالات ذات صلة