“ميتا” تكشف عن مشروع لمنافسة “تويتر” فما هو

منذ استحواذ الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، على تويتر في أكتوبر الماضي، تشير التقارير إلى تراجع أعداد مستخدمي المنصة تويتر خلال الفترة الماضية.
تستعرض شركة ميتا، مالكة فيسبوك، نماذج لتطبيق جديد للتواصل الاجتماعي يقوم على المحتوى النصّي، وتستهدف الشركة من خلاله منافسة تويتر،
ويسمح التطبيق الجديد لمستخدميه بمتابعة حسابات يتابعها هؤلاء المستخدمون بالفعل عبر
تطبيق إنستغرام لمشاركة الصور الذي تمتلكه الشركة أيضا.
إذ أظهرت دراسة جديدة أجراها مركز بيو للأبحاث “Pew Research Center” إلى أن 60% من مستخدمي تويتر في الولايات المتحدة قالوا إنهم أخذوا استراحة من المنصة لعدة أسابيع أو أكثر العام الماضي.
وأكد متحدث باسم الشركة لـ”بي بي سي”، أن المنصة الجديدة يجري تطويرها، قائلا: “إننا نستعرض نماذج لشبكة اجتماعية لا مركزية قائمة بذاتها يمكن عبرها مشاركة أحدث المحتويات النصية”.
إلى ذلك سيكون التطبيق الجديد قائما بذاته غير أنه سيُدمج جزئياً مع إنستغرام، إذ سيسمح للأشخاص بربط حساباتهم، وسيتلقى جميع متابعيهم إشعاراً لمتابعتهم عبر التطبيق الجديد. كما سيكون التطبيق الجديد لا مركزيا، ومتوافقا مع تطبيقات أخرى مثل: Mastodon الذي طُور استناداً إلى بروتوكول ActivityPub، وهو بروتوكول لا مركزي للشبكات الاجتماعية.
وأضاف المتحدث قائلا: “إننا نعتقد أن ثمة فرصة سانحة لتدشين مساحة مستقلة حيث يمكن لصُنّاع المحتوى والشخصيات العامة أن يشاركوا عبرها أحدث اهتماماتهم”.
سيحمل تطبيق إنستغرام اللامركزي الجديد الاسم الرمزي P92 أو برشلونة Barcelona كما ورد لأول مرة في تقرير موقع MoneyControl الذي كشفت له شركة ميتا في بيان أنها “بالفعل تستكشف شبكة اجتماعية لا مركزية مستقلة لمشاركة التحديثات النصية، وتعتقد أن هناك فرصة لمساحة منفصلة حيث يمكن لمنشئي المحتوى والشخصيات العامة مشاركة التحديثات في الوقت المناسب حول اهتماماتهم”.
وقال كريس كوكس، رئيس قسم الإنتاج في “ميتا” المالكة لتطبيقي إنستغرام وفيسبوك، إن أعمال البرمجة والتشفير قائمة الآن في المنصة الجديدة، وإن الشركة تستهدف الكشف عنه سريعا، لكن دون أن يحدد موعدا لذلك.
كذلك سيحتوي التطبيق على عناصر تحكم في إنشاء المحتوى وميزات أمان للحسابات، إذ يمكن التحكم في الردود والإشارات وحظر البريد العشوائي أو الإبلاغ عنه بسهولة، كما ستنتقل الحسابات التي حُظرت في إنستغرام.
وتتخذ المنصة الجديدة اسما مبدئيا هو “بي-92″، ويمكن أن تصبح منافسا قويا لـ تويتر التي يملكها إيلون ماسك – منافسا أقوى من تطبيق بلوسكاي أو ماستودون.
غير أنه مثل أي شركة عندما تطلق ميتا تطبيقات وتجارب جديدة، فإنها لا تحقق النجاح المتوقع دائماً. ففي السنوات القليلة الماضية، قدمت الشركة منتجات مثل تطبيق tbh للمراهقين، وتطبيق Cameo-like Super الذي أغلقته خلال فبراير الماضي، وتطبيق Nextdoor clone المخصص لتواصل الجيران ومشاركة الأخبار المحلية الذي أغلقته أيضاً في نهاية 2022، وتطبيق Tuned، وتطبيق Campus الذي كان مخصصا للطلاب، وغيرها الكثير من التطبيقات التي لم تحقق أي نجاح.
وتقول الشركة الرائدة في مواقع التواصل الاجتماعي إنها تستلهم منتجات أخرى؛ وتقوم قصص عبر فيسبوك بناء على خصائص تطبيق سناب شات، كما تبدو الفيديوهات شديدة القِصر (الريلز) عبر إنستغرام شبيهة بمحتوى الـ “تيك توك” على نحو لا تخطئه العين.
إلا أنه من المحتمل أن تكون شركة ميتا قد تعلمت من كل الإخفاقات السابقة، وتحقق في هذه المحاولة نجاحاً كبيراً.
وفي ظل ملكية إيلون ماسك، تقلصت مساحة الإشراف على محتوى المنصة – على نحو سمح بزيادة في نشر المعلومات المضللة.
لكن ماسك يقول: “الآن ثمة معلومات مضللة أقلّ مما كانت عليه قبل” أن يستحوذ على الشركة في أكتوبر/تشرين الأول 2022.