تخوف أوكراني من “هجوم روسي ضخم” بالشرق

 قبل أيام قليلة على مرور سنة من بداية الحرب الروسية الأوكرانية، قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن أوكرانيا تترقب هجوم روسي مروع في دونباس، شرق البلاد، مشيرة إلى أن موسكو ركزت آلافا من قواتها شرقي البلاد، باستخدام أساليب القوة الغاشمة والموجات البشرية في محاولة لإضعاف دفاعات القوات المسلحة الأوكرانية.

وقالت المجلة أنه في ظل تصاعد القتال، يعتقد العديد من المحللين العسكريين أن الهجوم الروسي الذي طال انتظاره يجرى الإعداد له بالفعل، ومن المتوقع أن يتسارع مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب.

من جهة اخرى قال الأمين العام لوزارة الخارجية الإستونية، جوناتان فسيفيوف، إن “هناك شيئا ما يختمر في الشرق. يصل المزيد والمزيد من الجنود الروس إلى الجبهة”.

ويقدر المسؤولون الأوكرانيون أن القوات الروسية داخل البلد تخطت عتبة الـ300 ألف بعد جهود التعبئة الأخيرة التي بدأت في سبتمبر/أيلول العام الماضي.

ويعتقد المحللون العسكريون أن هذا الرقم قد يكون أقل قليلا، لكن حتى التقديرات الأكثر تحفظا عن الوجود الروسي في أوكرانيا تبقى أعلى بكثير من القوات التي استخدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن الحرب على البلاد في فبراير/شباط الماضي، وهذه المرة يتركزون بشكل كبير في شرقي أوكرانيا.

هجوم ضخم

ووفقا للمجلة فإن مسؤول عسكري أوكراني لمجلة “فورين بوليسي” -تحدث شريطة عدم كشف هويته-: “نتوقع في الأيام العشرة المقبلة غزوا جديدا ضخما”. وفي نهاية الأسبوع، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إنه يتوقع زيادة في العمليات الروسية قرابة ذكرى الحرب في 24 فبراير/شباط.

وأشارت المجلة إلى أن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة خلال الشهور الأولى للحرب، أعلن الكرملين عن تعبئة جزئية في الخريف لإرسال حوالي 300 ألف جندي جديد. وبالرغم من الطبيعة الفوضوية لحملة التجنيد وعدم تدريب المجندين الجدد، تبدو جهود التعبئة ناجحة من خلال نشر ما يكفي من القوات لعرقلة التقدم الأوكراني، وإن كان بخسائر مدمرة للقوات الروسية.

ويقدر المسؤولون الأمريكيون والغربيون الآن أن ما يقرب من 200 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا خلال المعارك، بحسب ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأسبوع الماضي.

وذكرت “فورين بوليسي” أن المجندين الجدد أقل تجهيزا وتدريبا بشكل ملحوظ من القوات التي أرسلتها موسكو في البداية في فبراير/شباط العام الماضي. وفي العديد من الحالات، استخدم المجندون لأداء هجمات الموجات البشرية، وهو تكتيك شائع لدى الجيش الأحمر السوفياتي، بالتحرك عبر الأراضي المفتوحة في أثناء التعرض لنيران كثيفة من القوات الأوكرانية، بحسب دارا ماسيكوت، محللة الشؤون العسكرية الروسية لدى مؤسسة راند.

وألحقت الهجمات الروسية -في حين لم تكن الأكثر تعقيدا- خسائر بالقوات المسلحة الأوكرانية، التي يتعين عليها الآن مواجهة وجود روسي كثيف. وأضافت ماسيكوت أن “العديد من تلك المقومات التي كانت موجودة مكنت من نجاح الهجمات المضادة الأوكرانية في خاركيف، لم تعد تلك المقومات موجودة. أصبحت الخطوط أكثر كثافة”.

وبدأت روسيا أيضا التسلح للمعركة القادمة. ويقدر الجيش الروسي أن روسيا لديها بالفعل 1800 دبابة، و3950 مركبة مدرعة، و2700 نظام مدفعية، و810 أنظمة إطلاق صواريخ متعددة من الحقبة السوفياتية، بحسب المسؤول.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير إن البنتاغون وصف القوات الروسية التي تم نقلها بسرعة إلى ساحة المعركة لسد الفجوات الدفاعية بـ”غير المجهزة، وغير المدربة”.

التعبئة مستمرة

ويعتقد بعض المسؤولين الأوروبيين أن التعبئة الروسية لم توقف مطلقا بعد استدعاءات الكرملين في سبتمبر/أيلول. وقال فسيفيوف: “التعبئة لم تنته. التعبئة مستمرة الآن في روسيا، لكنها تتواصل في هدوء. لا يثيرون ضجة بشأن الأمر بسبب الاعتبارات الداخلية”.

وقالت محللة الشؤون الروسية بمعهد دراسة الحرب كارولينا هيرد، إنه كانت هناك تقارير ترجح استمرار جهود التعبئة بهدوء، مضيفة: “نرى تقارير متواصلة عن تلقي أشخاص استدعاءات أو، على سبيل المثال، أصحاب عمل وشركات يتلقون قوائم بالموظفين الذين يحتاجون لإرسالهم إلى مكتب التسجيل العسكري”.

ويعتقد البنتاغون أن الكرملين بدأ إرسال عشرات الآلاف من القوات لتحل محل الخسائر التي تكبدها من المعارك المستمرة في باخموت وسوليدار، لكن تعتقد كييف أن بوتين قد يتمادى، بتجنيد مزيد من الجنود الجدد قرابة ذكرى الحرب الشاملة في 24 فبراير/شباط.

وفي حين لا توجد مؤشرات على تراجع بوتين عن هدفه بالسيطرة على أوكرانيا بالكامل. يتوقع محللون ومسؤولون أوكرانيون أن تركز المعركة التي تختمر على شرقي أوكرانيا وسط تصاعد القتال في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *