تبادل المحتجزين الجزء المرئي منها.. ما تفاصيل الصفقة السرية بين بايدن وخامنئي؟

زعمت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن هناك اتفاقا سريا بين الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشد الإيراني علي خامنئي، يهدف إلى بقاء كل منهما في السلطة.

وتقول النسخة الفارسية للصحيفة إن الصفقة الأخيرة لم تشمل فقط الإفراج عن الأسرى مقابل فك تجميد 6 مليارات دولار لإيران في كوريا الجنوبية.

بل هناك صفقة أخرى أن يغض الجانب الأميركي الطرف عن العقوبات المفروضة على إيران، وهو ما أدى إلى زيادة الصادرات الإيرانية النفطية إلى أعلى مستوى منذ 5 سنوات.

وتدعي أن الهدف الأميركي هو الإبقاء على أسعار النفط كما هي دون زيادة، وفي نفس الوقت تكمن مصلحة إيران في زيادة صادراتها النفطية ووارداتها من الدولار.  

“حكومة إرهابية”

تشير الصحيفة إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى أميركا خلال سبتمبر/أيلول 2023 ضمن حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي للعام الثاني على التوالي.

وأوضحت أن الزيارة تظهر أن الحكومة الإيرانية وشعبها في وضع طبيعي وهادئ، لافتة إلى أنها تأتي بحجة المشاركة في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما جاءت في أهم يوم في التقويم السياسي الأميركي المعاصر، 11 سبتمبر 2023، إذ شهد هذا التاريخ من عام 2001 التفجيرات الأشهر في الولايات المتحدة.

ووضعت إدارة بايدن اللمسات الأخيرة على اتفاق تبادل رهائن مع “حكومة إرهابية”، وفق وصف الصحيفة.

واحتفلت إيران، في 18 سبتمبر 2023، بانتصار جديد على الولايات المتحدة، حسب وجهة نظر الإعلام الرسمي الإيراني.

وأُطلق سراح خمسة سجناء إيرانيين مقابل خمسة سجناء مزدوجي الجنسية (أميركيين إيرانيين)- وجرى الإفراج عن 6 مليارات دولار إيرانية نقدا.

وبحسب “إندبندت فارسي”، لم تكن هناك حاجة لموافقة مسؤولي حكومة بايدن للتأكد من أن هذه الأموال ستُنفق على شراء السلع التي يحتاجها الشعب الإيراني. 

وتوضح أن “حكومة الجمهورية الإسلامية تنفق بكل سرور هذا المبلغ على شراء المواد التي تحتاجها الدولة، لتتمكن بسهولة من تغطية نفقاتها الأخرى من احتياطيات النقد الأجنبي، التي تحصلت عليها عن طريق تجاوز العقوبات وبيع النفط”. 

مبيعات النفط

في بداية شهر سبتمبر 2023، نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية للأنباء تقريرا عن زيادة مبيعات النفط الإيراني. 

ووفقا للصحيفة، “جاء في هذا التقرير أن زيادة صادرات إيران النفطية، خاصة منذ بداية الصيف، هي نتيجة مباشرة للسياسة الجديدة لحكومة جو بايدن، حيث تغض الطرف عن العقوبات النفطية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وتذكر أنه جاء في هذا التقرير أن “أشهرا من الدبلوماسية السرية بين جمهورية إيران الإسلامية وممثلي إدارة الرئيس بايدن لم تؤد فقط إلى اتفاق لتبادل الأسرى والإفراج عن الأصول الإيرانية المحتجزة”.

بل يبدو أن إدارة بايدن سمحت لإيران بكسب المزيد من دخل النقد الأجنبي من بيع النفط من خلال تجاهل العقوبات وغض الطرف عنها”، وفق “بلومبيرغ”.

وبينت أن “مسؤولين أميركيين اعترفوا في محادثات خاصة بأن إدارة بايدن خفضت تدريجيا العقوبات النفطية المفروضة على الجمهورية الإسلامية”.

ولذلك، تؤكد الصحيفة أنه “أكثر من المشهد الذي يظهر في الصورة، فإن الاتفاق بين البلدين لا يشمل فقط إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في إيران والإفراج عن الستة مليارات دولار التي استولت عليها طهران”.

وعلى هذه الخلفية، ترى الصحيفة الإيرانية أن التغيير الملحوظ في إستراتيجية حكومة بايدن كان هو الذي دفع الجمهورية الإسلامية إلى تنفيذ سيناريو إطلاق سراح الرهائن وتبادل السجناء الإيرانيين الأميركيين.

فوائد واشنطن

من ناحية أخرى، يقول الخبراء إنه “بالنظر إلى أنه بقي 14 شهرا حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن تأثير هذه الصفقة على الحملات الانتخابية لبايدن والحزب الديمقراطي سيكون ضئيلا”.

وهنا تلفت إلى أن “هدف بايدن ليس استغلال إطلاق سراح الرهائن الخمسة لاستخدامه في الدعاية الانتخابية”.

وإنما هدفه على المدى الطويل هو “منع تقلب أسعار النفط في السوق” بحلول وقت الانتخابات، وهي القضية الأكثر أهمية بالنسبة للناخب.

لذلك، تتكهن “إندبندنت فارسي” أن “يكون التنازل عن العقوبات النفطية المفروضة على جمهورية إيران الإسلامية أو تخفيضها جزءا من النهج الانتخابي لحكومة بايدن”، ليبقى في البيت الأبيض فترة انتخابية إضافية.

وفي رأيها، يبدو أن حكومة بايدن “ستواصل سياسة الاسترضاء مع الجمهورية الإسلامية حتى الانتخابات الرئاسية على الأقل”. 

إذ إن المجال السياسي في الولايات المتحدة يشير إلى احتمالية هزيمة بايدن في الانتخابات الرئاسية 2024، وعلى المنوال نفسه في إيران، بدأ نجم النظام الإيراني في التراجع، وفقا للصحيفة.

أما بالنسبة للنظام الإيراني، فمن خلال الظروف التي خلقتها حكومة بايدن بالتغاضي عن صادرات النفط الإيرانية، تستطيع طهران زيادة إنتاجها النفطي إلى ثلاثة ملايين و600 ألف برميل يوميا بحلول نهاية عام 2023، بحسب “بلومبيرغ”.

وبالدخل الناتج عن هذه الصادرات، تزيد قدرات النظام الإيراني في تعزيز أدواره الإقليمية، وتطوير قدراته على السيطرة الداخلية وتمكين أدوات 

مقالات ذات صلة