“بوليتيكو”: الغرب يطالب بتسريع الهجوم المضاد.. وكييف ترد: لا نستطيع

في تقرير نشرته صحيفة “بوليتيكو” الأميركية، وترجمه موقع أقلام حرة، قالت فيه أنه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على فهم الفوضى التي حدثت في نهاية الأسبوع الماضي في الكرملين ، فإنهم يحثون كييف على اغتنام “نافذة” من الفرص التي يمكن أن تساعد هجومها المضاد في دفع المواقف الروسية.
وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية حثت أوكرانيا لأسابيع على التحرك بشكل أسرع وأصعب على الخطوط الأمامية.
الغريب هو أن كييف تصرفت بحذر شديد ، في انتظار الظروف الجوية المثالية وعوامل أخرى لتتوافق قبل ضرب التحصينات المحفورة في روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين الأوكرانيين، يزعمون بأنّه لا يوجد تأخير مُتعمّد من جانب كييف، مؤكدين أنّ الطائرات الروسية وحقول الألغام وسوء الأحوال الجوية، عوامل تُعرقل تقدّم القوات الأوكرانية، وأنّهم يرغبون في التحرّك بشكلٍ أسرع”.
حيث قال يوري ساك مستشار وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مقابلة “ما زلنا نتقدم في أجزاء مختلفة من خط المواجهة”.
وأضاف ساك “في وقت سابق لم يكن من الممكن تقييم مدى قوة الدفاعات الروسية”. “الآن فقط بعد أن نجري عمليات استقصاء نشطة ، نحصل على صورة أفضل. سيتم وضع المعلومات التي تم الحصول عليها في الاعتبار في المراحل التالية من عملياتنا الهجومية “.
لطالما حذر المحللون من أنه على الرغم من التدريب الذي تلقته القوات الأوكرانية من الجيوش الغربية ، فمن غير المرجح أن تقاتل مثل قوة الناتو تمامًا. لا تزال كييف تعمل باستراتيجية الاستنزاف على الرغم من التدريبات الأخيرة على عمليات الأسلحة المشتركة وحرب المناورة والحرائق الدقيقة بعيدة المدى.
ووفقاً لـ”بوليتيكو”، فإنّ وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، أكّد يوم أمس الإثنين، في اجتماعٍ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، الحاجة إلى تجديد ترسانة كييف بأنظمة مدفعية وصواريخ إضافية، وفرض عقوبات جديدة على روسيا وتسريع تدريب الطيارين الأوكرانيين لاستخدام المقاتلات الحديثة.
وأمس، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنّ “جيش أوكرانيا، بعد 3 أسابيع من شنه هجوماً مضاداً واسع النطاق ضد روسيا، يُواجه مجموعة من التحديات المربكة، التي تعقّد خططه، حتى في الوقت الذي يستخدم أسلحة متطورة جديدة قدّمها الغرب”.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنّه سيكون من الصعب على القوات الأوكرانية اختراق خط الدفاع الأول الروسي، لأنّ الأوكرانيين فقدوا فعلاً كميات هائلة من المعدات الحربية الأساسية.
ورأت “واشنطن بوست” أنّ الهجوم الأوكراني المضاد، والذي انتظره كثيرون في الغرب، لم يحقّق سوى القليل من النجاح الملموس لنظام كييف.
ويبدو واضحاً أنّ من الصعب على الأوكرانيين اختراق خطوط الدفاع الروسية، المحمية بواسطة “بحر من الألغام” والمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة. وقالت “واشنطن بوست” إنّ الجنود الأوكرانيين عند الخطوط الأمامية للهجوم المضاد في أوكرانيا يدفعون ثمناً باهظاً.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أقرّ، في وقتٍ سابق، في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” البريطانية، بأنّ “التقدم في ساحة المعركة أبطأ مما كنا نرغب فيه”، قائلاً إنّ “البعض يعتقد أننا في فيلم هوليوودي ويتوقع النتائج الآن، لكن الأمر ليس كذلك”.
من جانبه، أوضح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ احتياطي أوكرانيا الهجومي لم يتم استنفاده بعد، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار في سياق العملية العسكرية الخاصة.