بنية تحتية ضعيفة وأعداد كبيرة.. هكذا تبدو الحياة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي “مخيم جباليا” في قطاع غزة، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعاد للواجهة الأوضاع الصعبة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
ويعد “مخيم جباليا” أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية الموجودة في القطاع، ويستضيف ما لا يقل عن 116 ألف شخص، وهو بذلك أحد أكثر الأماكن اكتظاظا في القطاع المحاصر الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى “عدوان همجي وغاشم” أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى.
ذكرى النكبة
وأشارت صحيفة “إيل بوست” الإيطالية إلى أن “مخيمات اللاجئين الفلسطينيين موجودة منذ أكثر من 70 عاما”.
واستنكرت “ما تعانيه من اكتظاظ كبير وسوء البنية التحتية وارتفاع معدلات الفقر وكذلك ندرة الماء الصالح للشراب، بالإضافة إلى عدد من المشاكل الأخرى”.
وأوضحت الصحيفة أن “مخيم جباليا للاجئين لا يحتوي على خيام وأكواخ على عكس ما قد توحي به الكلمة، بل هو أشبه بمدينة ذات شوارع ومبانٍ أغلبها متداعٍ للسقوط”.
كما أن المخيم يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية ويعيش بداخله عشرات الآلاف في ظل ظروف معيشية هشة للغاية.
ولفتت الصحيفة إلى أن “هذه الأماكن كانت قد أنشئت منذ عقود لإيواء النازحين بصفة مؤقتة، إلا أنها باتت مع مرور الوقت أماكن عيش دائمة”.
علاوة على ذلك، شددت على أن “واقع مخيمات اللاجئين لا يتعلق بقطاع غزة فقط”، مشيرة إلى أن “أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في الإجمال يعيشون في مخيمات اللاجئين”.
ويبلغ عددها 58 مخيما متواجدا في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن “إنشاء هذه المخيمات يعود إلى ذكرى النكبة التي وقعت عام 1948، تاريخ هزيمة الجيوش العربية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ما أدى إلى تهجير جماعي ونزوح حوالي 700 ألف فلسطيني من منازلهم”.
سكان بالملايين
وتعرف الأمم المتحدة هذه المخيمات بأنها مناطق مزدحمة وبها مبانٍ متعددة الطوابق ومتلاصقة وذات أزقة ضيقة، وهي الأكثر كثافة سكانية في العالم.
وتدير مخيمات اللاجئين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي بدأت نشاطها عام 1950 لتلبية احتياجات ما يقرب من 750 ألف شخص أجبروا على ترك منازلهم نتيجة النكبة.
أما اليوم، يبلغ عدد الفلسطينيين الذين يحصلون على خدماتها 5.9 ملايين نسمة.
وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى أن تعريف “اللاجئين الفلسطينيين” كان على مر السنين موضوعا للمناقشات والنزاعات السياسية، خصوصا وأن مصطلح اللاجئين لا يزال يطلق على أشخاص ولدوا ويعيشون في مناطق سكنية هي في الواقع دائمة.
يزداد سوءا
وقالت الصحيفة إن “المخيمات تقع أيضا على أراضٍ ممنوحة للاجئين الذين يحق لهم بالتالي استخدامها، ولكن لا يمكنهم ملكية المنازل التي يعيشون فيها في بعض الحالات لأجيال”.
وشددت على أن “الوضع يزداد سوءا في مخيمات اللاجئين داخل قطاع غزة، بسبب العزل الكامل الذي تفرضه دولة الاحتلال على المنطقة منذ سنوات”.
في القطاع، لاحظت الصحيفة، وجود مدن حقيقية بعضها قديم التأسيس مثل غزة (مأهولة منذ 1500 قبل الميلاد) ومخيمات للاجئين منذ الخمسينيات.
وفي المخيمات الثمانية، جباليا ورفح وخان يونس ودير البلح والمغازي والبريج والنصيرات والشاطئ، تصل نسبة البطالة المرتفعة إلى 46 بالمئة.
وتقدر الأونروا أن أكثر من 80 بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة للبقاء على قيد الحياة والحصول على الخدمات الأساسية.
وما يقرب من 90 بالمئة من المياه المتوفرة في مخيمات قطاع غزة غير صالحة للشرب، بينما لا يكفي الغذاء ولا تتوفر البنية التحتية.
ويوجد في القطاع 1.7 مليون فلسطيني مسجلين كلاجئين، بينما يبلغ عدد السكان تحت 15 عاما قرابة 40 بالمئة.
وفي كثير من الأحيان يُجبر المربون على التدريس وفق نظام الفرق، مما يقلص من الساعات التي يمكن أن يقضيها الأطفال والمراهقون في المدرسة.
وقبل بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم، كان هناك 20 مستشفى ومنشأة طبية تقدم خدماتها داخل المخيمات الثمانية وكانت تشكو في الظروف العادية نقصا كبيرا في الأدوية والإمدادات الطبية.
وأكدت الصحيفة الإيطالية أن “سوء الظروف المعيشية ونقص النظافة وسوء التغذية يتسبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة”.
وفي المخيمات الثمانية، جباليا ورفح وخان يونس ودير البلح والمغازي والبريج والنصيرات والشاطئ، تصل نسبة البطالة المرتفعة إلى 46 بالمئة.
وتقدر الأونروا أن أكثر من 80 بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون على المساعدات التي تقدمها الوكالة للبقاء على قيد الحياة والحصول على الخدمات الأساسية.
وما يقرب من 90 بالمئة من المياه المتوفرة في مخيمات قطاع غزة غير صالحة للشرب، بينما لا يكفي الغذاء ولا تتوفر البنية التحتية.