بعد طوفان الأقصى.. كيف نجح المؤثرون العرب في خلق جبهة جديدة ضد إسرائيل؟

أثبتت عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل وما تلاها من عدوان ممنهج ضد أهالي قطاع غزة، الدور الفاعل للمؤثرين العرب على منصات التواصل الاجتماعي في توسيع دائرة الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية.
وهذه الظاهرة الجماعية من المؤثرين العرب، أربكت إسرائيل؛ كونها فتحت بوجهها جبهة جديدة لم تكن تحسب لها حسابا.
وشنت إسرائيل عدوانا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين ومسح أحياء سكنية بكاملها، ردا على تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” في عمق مستوطنات غلاف غزة وأسفرت عن قتل وأسر المئات من الإسرائيليين.
جبهة ضد إسرائيل
أمام هذا، وجد أصحاب الحسابات من الشخصيات العربية التي لديها ملايين المتابعين وينشطون في مجالات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن دورهم قد حان لفتح معركة مؤثرة ضد إسرائيل، ساهمت في تعرية جرائم الاحتلال، وأسهمت في تثقيف رواد منصاتهم بحقيقة الحق الفلسطيني المسلوب.
اللافت، أن أصحاب تلك الحسابات استخدموا أساليبهم وأدواتهم التي يمتلكونها بشكل منفرد وجماعي في نصرة القضية الفلسطينية.
الأمر الذي رفع من صوت القضية الفلسطينية أكثر، وخلق هذا التفاعل تحشيدا داعما لأهالي غزة ليس داخل الدول العربية فقط بل من قبل الجاليات العربية المقيمة في دول الغرب.
وتوازى ذلك، مع دفع إسرائيل أموالا لمؤثرين غربيين لبث دعايتها وسرديتها لملايين المتابعين حول العالم، في محاولة لتبرير عدوانها المتواصل على قطاع غزة والذي خلف أكثر من 7 آلاف شهيد خلال 20 يوما من القصف.
وقد عمد عدد كبير من المؤثرين العرب للتضامن مع القضية الفلسطينية غير آبهين بالمضايقة التي يمكن أن تتعرض لها حساباتهم من الشركات المالكة لها سواء على إنستغرام أو تيك توك أو فيسبوك أو يوتيوب.
وبث عدد من المؤثرين العرب رسائل مساندة لفلسطين عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية.
وقد قام نحو 20 مؤثرا عربيا بإنتاج مقطع فيديو مشترك سجلوه بأنفسهم باللغة الإنجليزية بشكل متناوب في إلقاء الكلام لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، وظهروا فيه يسردون حقائق مرعبة عما يجري في القطاع من قتل وإبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وتابعت “نور ستارز” التي تمتلك 14.2 مليون متابع على إنستغرام بالقول:” نعم إسرائيل لديها القوة لتفعل ذلك”. وهذه “ليست جريمة الحرب الوحيدة بل هناك التجويع والعقاب الجماعي والتهجير القسري والتطهير العرقي واستهداف الصحفيين”، وفق ما أكمل بقية المؤثرين في الإنتاج المشترك.
مبادرات فاعلة
وسرعان ما انتشر الإنتاج المشترك على منصات التواصل الاجتماعي كافة تحت هاشتاغات تدعم فلسطين وأهالي غزة وأبرزها “أوقفوا إبادة غزة” باللغة الإنجليزية.
ولم تقتصر المبادرات التضامنية مع فلسطين، على النمط المشترك، بل لجأ كثير من المؤثرين العرب الذين يمتلكون قنوات تضم ملايين المتابعين لاستمرار الضخ بما يصب في إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم بمواجهة الدعاية الإسرائيلية التي تجتهد في تبرير عدوانها الأخير على غزة.
إذ نشر الناشط البحريني عمر فاروق الذي يمتلك على قناته في منصة يوتيوب 6.7 ملايين مشترك على منصة “إكس”، مقطع فيديو في 12 أكتوبر 2023 وجهه للعالم الغربي أرفقه بعبارة “لا تدعهم يغسلون دماغك” ووضع بين قوسين جملة (فيديو للأجانب).
الرسالة من عوني قديمة حيث اكتشف “أبو فلة” أن الطفل الشهيد كان يراسله على يوتيوب لكن رسالته لم يراها أبو فلة إلا بعد استشهاد الطفل.
تصحيح التزييف
وفي السياق، قال لؤي عماد وهو مختص في السوشال ميديا : “إن استثمار المؤثرين العرب حساباتهم الشخصية على منصات وسائل التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية، كانت بمثابة ضربة معلم؛ كونها موجهة لغير العرب كذلك في هذا التوقيت الذي تذبح فيه غزة”.
وأضاف الأحمد “إن نشر مثل هذا المحتوى باللغة الإنجليزية والذي يمكن توسيع نطاق عرضه في دول معينة عبر خاصية التمويل يساهم بشكل كبير في إيضاح الصورة الحاصلة في غزة وما تتعرض له من جرائم إبادة جماعية”.
وتحدث مؤثرون عن تلقيهم عروضا لنشر الدعاية الإسرائيلية مقابل تعويضات مادية وترويج صفحاتهم، كما تلقى بعضهم رسالة عبر البريد الإلكتروني تدعوهم للمشاركة في حملة دعائية إسرائيلية ونشر وسوم داعمة لها ومناهضة للمقاومة الفلسطينية.
وقال جون فلين وهو مؤثر أميركي: “هل تعلمون أن إسرائيل تدفع للمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي ألف دولار مقابل كل فيديو لنشر تقارير بأن حماس شريرة وهمجية وتقطع رؤوس الأطفال، والدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في هذه الإبادة الجماعية”.
ورأى المؤثر الأميركي جون فلين، في تسجيل مصور نشره في 25 أكتوبر 2023 أن “إسرائيل والولايات المتحدة خسرتا هذه الحرب بالفعل”، متحدثا عن تبدل موقفه أمام العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وأردف: “قرأنا عن تمويل الولايات المتحدة 16 بالمئة من الميزانية العسكرية الإسرائيلية، بنظامها الصحي الشامل. نمنحها مليارات ومليارات الدولارات للقنابل”.
بدورها، قالت كارا واتسون وهي مؤثرة بريطانية: “كنت دائما وسأظل داعمة لفلسطين وقد شعرت بالحاجة لقول هذا لأن علامة تجارية حاولت أن تدفع لي لتغيير رأيي ذلك لن يحدث لا يمكنكم شراء أخلاقي”.