بعد تصاعد الإحتجاجات.. زاهدان تحت خطر القمع؟

في وقت تصاعدت فيه الإحتجاجات، أعرب العديد من المحتجون الإيرانيون عن مخاوفهم من احتمالية تخطيط أجهزة الأمن لهجوم على مدينة زاهدان، موقع الهجوم المميت على المدنيين العام الماضي.
وأظهرت العديد من التقارير أن هناك الآلاف من عناصر الشرطة المسلحة في شوارع المدينة مع استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني.
وذكرت صحيفة “جارديان” أنه تم وضع 15 نقطة تفتيش على مدار الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، واحتجزت قوات الأمن العديد من الأشخاص.
وقال محمد، أحد المحتجين، الذي فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي: “أغلقت جميع المداخل والمخارج من المدينة وإليها ووٌضعت نقاط تفتيش. ليس لدينا فكرة عن عدد المحتجزين من المتظاهرين وأين نقلوا.”
وأضاف أن العديد من المدن في المحافظة المسلمة السنية في جنوب شرق إيران تحاصرها قوات الأمن، ونخشى أن يقتل القناصة المحتجين.
وفي 30 سبتمبر/أيلول، أفادت تقارير بإطلاق قناصة النار على 66 شخصا بينهم شقيق محمد الأصغر وأصدقائه، خلال مظاهرة للاحتجاج على مقتل مهسا أميني أثناء احتجازها في مقر شرطة الأخلاق في طهران.
وكانت احتجاجات أمس الجمعة سلمية، لكن الناشط الحقوقي فرزين كدخدائي قال إن أي شخص يدخل أو يخرج من المدينة كان يتعرض للتفتيش.
وتابع: “يفحصون هواتف الناس، خاصة إن كانوا شباب”.
وأضاف كدخدائي أن “المدينة تبدو وكأنها تحت الحصار”، لافتا إلى أن الشرطة بدأت تصوير المحتجين، بما في ذلك قرب جامع مكي في المدينة، قبل أن تعتقلهم في وقت لاحق.
ومضى قائلا: “يتم اختطاف الناس من المنازل، والمتنزهات.. ومنذ الأول من يناير/كانون الثاني، بدأوا عمليات اعتقال جماعية”، مقدرا أن ما لا يقل عن 114 شخصا اعتقلوا في الأسبوع الأول من الشهر.
الناشط الإيراني قال أيضا: “لا نعلم حتى ما إذا كان المعتقلين على قيد الحياة أم ماتوا”، لافتا إلى أن أحد المحتجزين، حسين كاشاني، تعرض لتعذيب شديد.
وأظهرت وسائل الإعلام الموالية للنظام مقطع فيديو يظهر على ما يبدو ستة محتجين تم احتجازهم مؤخرا يطلقون النار على ضباط الأمن.
وعلمت “جارديان” أن عائلات المحتجزين ذهبوا إلى المحاكم في المدينة على أمل رؤية أحبائهم.
ويواجه أحد المحتجين، وهو شعيب ميربالوشزي ريجي (18 عاما)، اتهامات عقوبتها الإعدام. ويقال إنه تعرض للتعذيب، وإن مسؤولي التحقيق أجبروه على الاعتراف بأنه عضو في إحدى المليشيات المسلحة.
وتحملت محافظة سيستان وبلوشستان “العبء الأكبر للحملة القمعية الشرسة لقوات الأمن” على المظاهرات، بحسب منظمة العفو الدولية، والتي أفادت بأن 18 شخصا – بينهم طفلين – قتلوا على أيدي قوات الأمن خلال الاحتجاجات بمدينة خاش في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
ومع زيادة المراقبة وقطع الإنترنت، قال سكايلر طومسون، من منظمة “نشطاء حقوق الإنسان في إيران”، إنه من الصعب التحقيق مما يحدث في زاهدان.
وقالت سارة التي انضمت إلى احتجاجات أمس الجمعة، في زاهدان، إن الوجود الكثيف للشرطة لن يردعها، لافتة إلى أن تنفيذ قوات الأمن هجمات على مناطق البلوش “أقلية”، ووجود ما لا يقل عن 15 نقطة تفتيش في المدينة وحولها هذا الأسبوع.
وأضافت: “سيحاولون تهديدنا ولن نخاف”، متابعة أنها فقدت أيضًا أفراد من العائلة والأصدقاء خلال الاحتجاجات. ووصفت الحكومة الإيرانية بـ”المعادية للبشر والمناهضة للمرأة”.