
بعد تجربة أوكرانيا.. هل يساعد إيلون ماسك المعارضة الإيرانية ضد النظام؟
تحدثت صحيفة “إيران واير” المعارضة، عن علاقة المعارضين الإيرانيين بالملياردير إيلون ماسك وعن إمكانية أن يدعمهم ضد نظام المرشد الأعلى علي خامنئي.
ويعد إيلون ماسك أغنى رجل في العالم بأكثر من 250 مليار دولار، لكن مدى نفوذه وقوته أكبر مما يوحي به هذا الرقم.
وتتساءل الصحيفة: “هل يمكن لهذا الملياردير القوي أن يكون صديقا لحركة الشعب الإيراني المحبة للحرية؟”
وتسلط الضوء على الجهود التي تبذلها شركة ماسك “ستارلينك” لتزويد الإيرانيين بالإنترنت رغما عن الحكومة التي تحجب هذه الخدمة بين حين وآخر، كما تسرد الجهود المبذولة حتى الآن في هذا الصدد.
قوة إيلون ماسك
وأشارت الصحيفة إلى بعض الشركات التي يمتلكها إيلون ماسك؛ مثل أقمار “ستارلينك” الصناعية التي تساعد الجيش الأوكراني في أهم حرب في العالم حاليا.
إضافة إلى صواريخ “سبيس إكس” التي تنقل “ناسا” إلى محطة الفضاء الدولية، وشركات “تسلا” التي نشرت السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم.
والأهم من ذلك، لا يزال موقع تويتر ،الذي أصبح الآن “X”، أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي في العالم على الرغم من الاضطرابات التي مر بها.
وتذكر الصحيفة أن ماسك دخل أخيرا مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تأسيس شركة جديدة.
وتقول إن لقب “أقوى شخص في العالم” عادة ما يُطلق على رئيس الولايات المتحدة، لكن اليوم قد لا يكون هذا الملياردير ذو الأصول الجنوب إفريقية أقل تأثيرا بكثير من “جو بايدن”.
وتبعا لهذا، تذكر أن ماسك لديه العديد من المعجبين في العالم، وفي إيران أيضا، متسائلة: “هل يمكن لهذا الملياردير القوي أن يكون صديقا لحركة الشعب الإيراني المحبة للحرية؟”.
تشير الصحيفة الإيرانية إلى أنه “في الأسابيع الأولى من الانتفاضة الشعبية سبتمبر/أيلول 2022، وفي ذكراها السنوية الأولى، كان كثيرون يأملون أن يساعد ماسك الإيرانيين في تجاوز قطع الإنترنت الذي فرضته الحكومة الإيرانية”.
وهنا تلفت الصحيفة إلى الفرق الواضح بين الوضع في حكومتي إيران وأوكرانيا.
ففي حالة الأخيرة، تعاون ماسك مع الحكومة الأوكرانية وبتمويل من واشنطن، لإحضار محطات “ستارلينك” إلى البلاد.
أما في إيران، فإن أي استيراد يجب أن يتم عن طريق التهريب، وعلى أمل ألا تتمكن الجمهورية الإسلامية من العثور على المحطات وتدميرها.
مؤشرات إيجابية
ومع ذلك، توضح الصحيفة أن هناك علامات إيجابية من ماسك، بشأن وجود شركة “ستارلينك” في إيران.
فوفقا لـ “كريم سجاد بور”، الخبير الإيراني في مؤسسة كارنيغي في واشنطن، فإن ماسك أعلن أن “ستارلينك” تُفعَّل الآن في الجمهورية الإسلامية.
وأفادت الصحيفة بأن ماسك على استعداد للتواصل والتحدث مع سجاد بور. ولأن الأخير يعد أحد أبرز المعارضين الإيرانيين في واشنطن، عدت الصحيفة ذلك “مؤشرا إيجابيا”.
وقال المعارض البارز لـ “إيران واير”: “الوصول إلى الإنترنت دون عوائق اليوم هو بمثابة الأكسجين للبشر”.
كما كتب على تويتر، في 25 سبتمبر 2022، أن مسؤولي إدارة بايدن على استعداد أيضا للمساعدة في جلب “ستارلينك” إلى إيران.
والأهم من ذلك، أكد سجاد بور أن “هذه الجهود مستقلة عن أي جهد تبذله حكومة الولايات المتحدة لاستيراد محطات “ستارلينك” إلى إيران”.
غير جدير بالثقة
وتلفت الصحيفة الإيرانية الأنظار إلى أن ماسك كان موضوعا لمقال متعمق في مجلة “نيويوركر” كتبه الصحفي الشهير رونين فارو خلال سبتمبر.
وفي هذا المقال النقدي، أُشير إلى أن قُرب “ماسك” من حكومتي الصين وروسيا لا يجعله دائما حليفا مستقرا لأوكرانيا.
واشتكت شخصيات عسكرية وحكومية أميركية، أجرى فارو مقابلات معها، من أن حكومة واشنطن تعتمد بشكل كبير على ماسك في قضايا حساسة، وعدوه شخصا غير جدير بالثقة.
وعزت الصحيفة ذلك إلى “كون ماسك شخصا تخلى عن كل مبادئ حقوق الإنسان”، في إشارة منها لطرد عدد من الفرق من تويتر.
وخاصة فريق حقوق الإنسان وكذا الفريق الذي كان يعمل مع المنظمات غير الحكومية وآخر كان مسؤولا عن تحديد المحتوى.
علاوة على ذلك، تذكر الصحيفة أنه في سبتمبر 2022، ادعى ماسك في مؤتمر في أسبن بأميركا أن “(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يريد السلام”، ودعا إلى التفاوض معه.
وبعد مرور بعض الوقت، نشر ماسك خطته للسلام على تويتر، والتي بموجبها ينبغي إجراء استفتاءات جديدة لتغيير حدود أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، التي تعدها الغالبية العظمى من دول العالم جزءا من أراضي أوكرانيا.
وبحسب “إيران واير”، أخبر ماسك مسؤولي البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) أنه كان على اتصال شخصي مع بوتين.
ولعدم موثوقية ماسك، تنوه الصحيفة إلى أن “الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لا يقتصر على ستارلينك، وستستمر الجهود لجلبه إلى إيران”.
وقال سجاد بور: “ستارلينك هي شركة جديدة، وفي الوقت الحالي فإن الطلب على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أعلى بكثير من المعروض منها”.
وأضاف أن “التغييرات لا تحدث بين عشية وضحاها”، لكنه يعتقد أنه “خلال العقد المقبل، سيصبح الإنترنت عبر الأقمار الصناعية شائعا مثل أطباق القنوات الفضائية في إيران”.