هبطت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، حيث أدى الطقس الأدفأ من المعتاد لتراجع الطلب على التدفئة.
وذكرت “بلومبيرج” أن العقود الآجلة تراجعت بنحو 3.1 في المائة اليوم، كما بقيت مستويات الغاز في منشآت التخزين في أنحاء القارة عند نفس المستوى تقريبا خلال الثلاثة أسابيع الماضية، في الوقت الذي عادة ما تستخدم الدول فيه احتياطياتها.
يشار إلى أن واردات الغاز الطبيعي المسال ذات أهمية كبيرة لكونها تحل محل بعض إمدادات الغاز في ظل انخفاض التدفقات من روسيا، ولكن انخفاض الأسعار جعل الوقود مقبول سعريا في آسيا مجددا.
أكد خبراء طاقة أن استعداد أوروبا المسبق للشتاء وملء خزانات الغاز الطبيعي بشكل كامل في العديد من الدول منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا، فضلاً عن برودة الطقس المعتدلة في شتاء يمكن وصفه بالدافئ نسبياً، أدى إلى هبوط أسعار الغاز، مشيرين إلى أن روسيا ستفي بجميع عقود الطاقة المبرمة مع دول القارة العجوز ولم تستخدم الغاز بالكامل كورقة ضغط عليها.
وانخفض سعر الجملة للغاز الطبيعي في أوروبا، إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب في أوكرانيا، وبات أرخص مما كان عليه في أغسطس بخمس مرات تقريباً، حيث تراجعت عقود “تي تي إف” الهولندي، المؤشر المرجعي للغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 4.67 بالمئة لتسجل 72.75 يورو للميغاوات ساعة للشحنات التي تُسلَّم في فبراير، وهو السعر الأدنى منذ 21 فبراير.
أرجعت الدكتورة كارول نخلة الرئيسة التنفيذية لشركة كريستول إنرجي انخفاض أسعار الغاز إلى ثلاثة أسباب أولها، اعتدال الطقس في شتاء هذا العام الذي لم يكن بحدة فصل الشتاء في العام الذي سبقه، فضلاً أن الشتاء بدأ متأخراً ما خفف من ضغط الطلب على غاز التدفئة.
أما السبب الثاني فيتمثل في استعداد أوروبا المسبق للشتاء حيث بدأت أوروبا بملء خزانات الغاز الطبيعي منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا، لإدراكها أنها ستكون في خطر بموسم الشتاء حتى أن خزانات العديد من الدول وصلت في شهر سبتمبر الماضي إلى نسبة امتلاء 100 بالمئة ما يساعد أوروبا على تخطي موسم الشتاء لهذا العام دون حدوث أزمة وارتفاع حاد بالأسعار، وفقاً للدكتورة نخلة، التي أشارت إلى أن السبب الثالث لانخفاض الأسعار يعود إلى استعداد المواطنين نفسياً لموسم الشتاء حيث غيّر بعضهم من عاداتهم في التدفئة من خلال استخدام الحطب وبعض الأجهزة الكهربائية بدلاً من الغاز.
اقرأ أيضاً: إيران تخفض صادرات الغاز إلى تركيا لهذا السبب
