السلام.. حلم المدنيين الذي لا يتحقق في لبنان وفلسطين

الحرب لا ترحم أحدا.. هذه قاعدة أؤمن بها دائما، فجميع الأطراف التي تدخل الحروب خاسرة بالتأكيد، وقياسا على الأوضاع في فلسطين، فتشهد أرض الزيتون حصارا إسرائيليا غاشما منذ السابع من أكتوبر الماضي، فما بين الرصاص المتناثر بين الأرجاء والقنابل التي تلقى على البيوت والمباني التي تهدم على رأس سكانها.. تكمن المأساة التي لا تنتهي منذ أكثر من قرن من الزمان.

إسرائيل تصر على عقاب “حماس” بعد تنفيذ الحركة انتقاضة الأقصى في السابع من شهر أكتوبر الماضي، وتتبعها تل أبيب الآن في جميع أرجاء قطاع غزة بهدف استهدافها وإبادتها في العلن، لكنها في الحقيقة تبيد المدنيين وتهدم البيوت على رأس أصحابها، بل امتد الأمر إلى تهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة إلى الجنوب، في خطة منها إلى إزاحتهم من الأرض وتهجيرهم إلى الأردن ومصر… فبأي منطق تفعل إسرائيل هذا؟!

شاهدنا جميعا المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، فقصفت مستشفيات وهدمت بيوت ودمرت مدارس، فمات أطفال وشردت العائلات ونزح البقية ونصبوا الخيام في سبيل الحفاظ على الحياة والتمسك بالأرض.

في رأيي، إن المواطنين العزل في غزة أو المدنيين في القطاع المحاصر، هم الخاسر الوحيد، فما بين مقاومة تدافع عن الأرض واحتلال يبيد كل ما حوله لتصفية القضية الفلسطينية، هم لا يرغبون إلا السلام وحل الدولتين، فلماذ تصر إسرائيل على إذاقتهم ويلات الحرب، وتطبيق العقاب الجماعي لهم دون أي ذنب!

أمام أعيينا جميعا، قتل الآلاف بينهم أطفال أبرياء في تفجير مستشفى “الأهلي العربي” في غزة، وأثار هذا الحادث موجة إدانات دولية وتظاهرات في عدة دول، وذلك بالتزامن مع وصول الرئيس الأمريكي، جو بايدن إلى المنطقة، والذي بدوره أعلن عن تضامنه مع إسرائيل، مبديا رفضه لوقف إطلاق النار في غزة.. وكأنه يعلنها صراحة بأنه مع مسلسل إراقة دماء الفلسطينيين وأطفالهم على أرضهم على يد العدو الإسرائيلي.. فبأي منطق وأين إنسانيته؟!

شهداء فلسطين سجل عددهم حوالي 10 آلاف شهيد فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 12 ألف جريح، ناهيك عن المفقودين، كل هذا وسط نيران حرب لا تهدأ، وعالم يندب المأساة في حق أطفال فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي بينما يقف عاجزا أمام الموقف السياسي العالمي تجاه حل القضية الفلسطينية، والتي في رأيي يجب أن يتم بشكل عاجل حل الدولتين حقنا للدماء، وتحقيقا للسلام بين فلسطين وإسرائيل، وأيضا لتأمين المدنيين في قطاع غزة.

بلغة الأرقام وفقا لمنظمة الصحة العالمية، كان هناك أكثر من 100 هجوم على المستشفيات وسيارات الإسعاف وغيرها من أصول الرعاية الصحية منذ 7 أكتوبر في غزة، وهذا بالتأكيد يدل على استمرار المجازر على أرض فلسطين، التي تحولت إلى مقبرة جماعية، وتحولت مستشفياتها من أن تكون ملاذا للحفاظ على حياة الإنسان، إلى مسرح للموت والدمار.. فمن المسئول وأين القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.. هل تكفي الإدانات لحقن دماء الأطفال والمدنيين؟!

كذا الأمر في لبنان، فما بين الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله في الجنوب، يقبع المدنيون في مدن وقرى الجنوب اللبناني في ذعر ورعب، فالكل ينشد السلام مع تصاعد التوترات الإقليمية.. فأين ذهب السلام؟

تابعت القصف المدفعي الإسرائيلي بمنطقة اللبونة في الناقورة، وأطراف مناطق الضهيرة ويارون وعيترون وعيتا الشعب وجبين وشيحين وراميا وميس الجبل وطيرحرفا، التي تضم آلالاف المدنيين، فعندما تدوي صفارات الإنذار جراء القصف الإسرائيلي.. تبدأ الماسأة التي تخلفها الحرب.

القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لن يقتصر على النطاق الذي شهدناه، بل يتسع إلى تدمير كل ما هو كائن على أرض البسيطة، وتظل سلسال الدماء المشهد الباقي في الذاكرة، والذي لن يميحه الزمان!

أخيرا، أقول متى يستمر القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله على الحدود مع لبنان، وإلى متى تستمر الحرب في فلسطين.. ومتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقه الشرعي في أرضه أو أقرب الحلول وهو حل الدولتين؟!

مقالات ذات صلة