الحوثيون.. وفساد التعليم في اليمن

يشهد اليمن أسوأ عملية إفساد للتعليم من قبل ميليشيات الحوثي، في سلسلة من الانتهاكات أبرزها تغيير المناهج التعليمية، وبث الطائفية والكراهية في استهداف النشئ في مناطق سيطرتها خلال الأعوام الماضية.وعلى مدار أعوام حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، ارتكبت الميليشيات الحوثية الإرهابية العديد من الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم، لتنجح في إفساده بشكل كلّي، وتطويعه وفقاً لنظرياتها الطائفية.
والكارثة الكبرى هي أنّ الميليشيات الموالية لإيران لا تخفي انهيار قطاع التعليم الذي أفسد مستقبل الملايين من اليمنيين، محاولة استغلاله لحصد أكبر قدر ممكن من المساعدات الخارجية، حيث أقرت بتردي قطاع التعليم في مناطق سيطرتها.
واعترفت الميليشيات الإرهابية بأنّ نحو (6.1) ملايين طالب وطالبة في المناطق تحت سيطرتها ما يزالون يعانون من انهيار النظام التعليمي، وذكرت في تقرير بثته منظمة “انتصاف” التابعة للجماعة أنّ هناك مليونين و(400) ألف طفل خارج المدرسة، من أصل (10.6) ملايين في سن الدراسة، وفق ما أوردت قناة المسيرة.
وبحسب التقرير الحوثي، فإنّ هناك (3500) مدرسة إمّا مدمرة، وإمّا متضررة، مـع إغلاق نحو27% مـن المـدارس فـي اليمن، إضافـة إلـى تضرر 66% مـن المـدارس بسبب الحرب.
جاء ذلك متزامناً مع ما كشفته تقارير حكومية رسمية وأخرى دولية عن أنّ نحو (4.5) ملايين طفل يمني تسرّبوا وحُرموا من التعليم منذ انقلاب الميليشيات؛ بسبب تدمير الجماعة للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها لتعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو إلى الطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي”.
وأغفلت ميليشيات الحوثي إقصاءها للقيادات والكوادر الوظيفية غير الموالية لها عقائدياً من مناصبها، وفصلها للمعلمين، ونهب مرتبات أكثر من (130) ألف معلم في مدن سيطرتها، إلى جانب ارتكابها أبشع الانتهاكات بحق الآلاف العاملين بقطاع التعليم، من قبيل الاعتداء والاعتقال والخطف والقتل والإصابة والتسريح من الوظيفة، والإخضاع لتلقي دورات تعبوية، والإجبار على النزوح.، فقد أشار تقرير المنظمة التابعة لها إلى ما سمّاه معاناة وأوجاع آلاف التربويين.
وسبق أن أعلن مسؤولو نقابة المعلمين اليمنيين عن مقتل (1580) معلماً على أيدي ميليشيات الحوثي خلال الفترة من 2015 حتى 2020، منهم (81) من مديري المدارس والإداريين، و(1499) قتيلاً من المعلمين، وقد قضى (14) من القتلى بسبب التعذيب في السجون الحوثية، في محافظات صنعاء والحديدة وحجة وصعدة، حسبما أوردت وكالة “سبأ نت”.
وتعرّض (2642) معلماً لإصابات مختلفة بنيران الميليشيات، نتج عن بعضها إعاقات مختلفة، إضافة إلى اختطاف وإخفاء (621) معلماً بشكل قسري، وبلغ عدد المعلمين الذين تركوا منازلهم ومدارسهم في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية ونزحوا منها إلى المناطق المحررة أو إلى خارج اليمن (20.142) معلماً، بحسب مسؤولي النقابة.
وفي السياق، أكد أحدث تقرير لمنظمة “إنقاذ الطفولة” الدولية أنّ 80% من الطلاب في اليمن بحاجة إلى مساعدات تعليمية، كاشفاً عن تسرّب أكثر من (2.7) مليون طفل يمني من التعليم.
وأوضحت المنظمة، بحسابها على موقع “تويتر” بمناسبة اليوم العالمي للتعليم الذي يصادف الـ 24 من كانون الثاني (يناير) من كل عام، أنّه “في الوقت الحالي يحتاج (8.6) ملايين طفل (80% من جميع الأطفال في سن المدرسة) إلى المساعدة التعليمية”.
وأضافت: “مع تضرّر أو تدمير أكثر من (2783) مدرسة وعدم دفع رواتب المعلمين لما يقرب من (8) أعوام، أصبح الحصول على التعليم أكثر صعوبة”.
وتابعت: “التعليم هو شريان الحياة للأطفال أثناء حالات الطوارئ، إنّه يوفر الاستقرار والأمان والأمل في مستقبل أفضل، ومع ذلك، في اليمن يتسرّب الطلاب من المدرسة بمعدّل ينذر بالخطر”.
ولفتت منظمة “إنقاذ الطفولة” إلى أنّ “الفتيات اليمنيات أكثر عرضة للتسرّب من المدرسة؛ ممّا يجعلهنّ أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، نتيجة الافتقار إلى المعلمات ومحدودية الوصول إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة التي تراعي الفوارق بين الجنسين والتي يمكن الوصول إليها”.
هذا، وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي أنّ هناك (2.7) مليون طفل في اليمن محرومون من التعليم.
وقالت المنظمة في حسابها عبر موقع “تويتر”، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، الموافق 24 كانون الثاني (يناير) من كل عام: إنّ نظام التعليم في اليمن على حافة الانهيار، فقد تعرّضت (2700) مدرسة للدمار أو الضرر منذ بدء الحرب، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.