الحرب بين إسرائيل ولبنان.. هل تقضي على فكر «نصر الله»؟

تصاعدت الاشتباكات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله” على حدود لبنان خلال الساعات الأخيرة، وخاصة بعد دخول الأخير على خط الحرب الفلسطينية الإسرائيلية عقب انطلاق “انتفاضة الأقصى” التي ضربت العدو الصهيوني في مقتل، وكبدته خسائر فادحة أمام العالم أجمع.

مقاتلو جماعة “حزب الله” اللبنانية، لم يوقفهم عنف إسرائيل، فشنوا أمس، هجمات على مواقع للجيش الإسرائيلي وقرية حدودية شمالية، وردت تل أبيب بضربات في لبنان، بينما حذرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من تصاعد الاشتباكات الحدودية، ولكن يبدوا أن إسرائيل تحارب في جميع الاتجاهات لتصفية معارضيها ومحاولة شطب القضية الفلسطينية من الوجود، وكذلك القضاء على أنصارها والمدافعون عن أرض فلسطين وأبرزهم “حزب الله”.

مغزى الحرب بين الاحتلال ولبنان سيؤدي بالتأكيد إلى خسائر فادحة لـ”بيروت” ومعركة خاسرة لها، وهذا في رأيي يرجع إلى عدم تكافؤ القوى العسكرية بين الطرفين، فإسرائيل لديها جيش متطرف يضرب ولا يبالي، يقتل دون رحمة، يعذب ويعتقل دون أي سند قانوني أو إنساني، كما أنه يستظل بأمريكا التي تعلن بين الفينة والأخرى دعمها لتل أبيب واستعدادها لتقديم كل أوجه الدعم العسكري لها.. وفي حالة انتقال الصراع الدائر داخل الأراضي الفلسطينية، إلى لبنان فقد يتم القضاء على الطائفة الشيعية وعلى فكر حسن نصر الله كمدافع عنها.

ما يؤكد هذا الحديث، أن الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان خلال الأسبوع الماضي، أثارت كثير من المخاوف من أن يتحول القتال مع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في غزة إلى صراع أوسع داخل لبنان، وهذا بالتأكيد سيحدث على الأرجح في القرى الشيعية في جميع ربوع لبنان، ويتوقعه كثيرون بشكل كبير في ظل اشتعال الأحداث وتعنت إسرائيل عن التهدئة في المنطقة واستمرارها في “سلسال الدم” الذي لا يتوقف داخل فلسطين وعلى حدودها مع لبنان.

شاهدنا جميعا هجوم “حزب الله” على قرية شتولا، وهي منطقة زراعية متاخمة للحدود تقع في الجهة المقابلة لبلدة عيتا الشعب اللبنانية، وهذا أدى لمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، مع دخول- أسوأ أعمال عنف على الحدود منذ الحرب التي استمرت شهرا في عام 2006 – ، أسبوعها الثاني، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى مزيد من التصعيد ضد لبنان، وقد يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى التلكؤ من أجل السيطرة بشكل كامل على قرى لبنانية على الحدود المشتركة، والتقدم بشكل أكبر إلى الداخل اللبناني، بسبب إصرار “حزب الله” على إشعال فتيل حرب لن تنجو منها لبنان بشكل عام أو الطائفة الشيعية بشكل خاص أو أيضًا المدنيين داخل البلاد.

الجيش الإسرائيلي، مازال يقصف لبنان بضربات جوية ردا على الهجوم وأعلن منطقة تقع في نطاق أربعة كيلومترات من الحدود اللبنانية منطقة محظورة على المدنيين، وإضافة إلى هذا قُتل ثلاثة من عناصر حزب الله، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي مواقع في لبنان، رداً على قصف بالهاون، وأرسلت إسرائيل جزءا كبيرا من قوات الاحتياط التي استدعتها، في الجنوب، لتعزيز قواتها على الحدود الشمالية.. وهنا هل يمكن لـ”حزب الله” التوقف عن دخول المعركة، وإعلان الهدنة والتهدئة في المنطقة تفاديًا لأي خسائر ممكنة؟!

في رأيي، إن حزب الله يقصد باستهدافه مواقع عسكرية إثارة قلق إسرائيل، لاسيما أنها لا تزال تخوض اشتباكات مع “كتائب القسام” وتخشى تنفيذ أي عمليات عسكرية في الداخل الإسرائيلي، كما أن المناوشات بين الطرفين لم تكن “حديثة العهد”، بل لها تاريخا طويلا، حيث أن في أبريل من العام الجاري، أُطلق 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، في هجوم نسب لفصائل فلسطينية، وذلك بعد “اقتحام الجيش الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى”، كما أن “مزارع شبعا” عادة ما تكون مسرحاً لاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، فلا تزال قطاعات عدة على الحدود متنازعاً عليها.

تحذيرات إسرائيل لـ”حزب الله” تشير إلى إمكانية حدوث غزو إسرائيلي للبنان، خاصة بعدما حذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت قائلاً: “نوصي حزب الله بعدم التدخّل، وإذا قام بذلك، فنحن مستعدّون”.. فما بال لو اشتدت المعارك بين الطرفين، ومن الخاسر هنا؟!

الطائفة الشيعية داخل لبنان متخوفة بشكل كبير بسبب اشتعال الأحداث بين حزب الله وإسرائيل، فهي ستكون “المقصودة” بعد تجاوز “حزب الله” الخطوط الحمراء مع إسرائيل في ظل وجود أحاديث كثيرة عن دعم دولة إيران للجماعة اللبنانية، وأخيرًا دعنا نتساءل: إلى أين ستصل حدود المواجهة بين الطرفين خاصة أن لبنان فقدت مقومات الصمود أمام جيش الاحتلال ولا تمتلك القدرات التي تؤهلها لذلك؟

مقالات ذات صلة