البنوك الأمريكية تسحب سيولة ضخمة من المركزي الأمريكي…هل سنشهد كارثة اقتصادية ؟

قامت البنوك الأمريكية بطلب سيولة طارئة بمبالغ قياسية من المركزي الأمريكي خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب انهيار بنكي «سيليكون فالي» و«سيغنتشر»، مما أدى بدوره لتبديد جهود بذلها «البنك المركزي» على مدار أشهر لتقليص حجم ميزانيته، وفقاً لوكالة «رويترز».

وحصلت البنوك حتى يوم الأربعاء على 152.9 مليار دولار، وهو مبلغ مرتفع غير مسبوق، من نافذة الخصم لدى «البنك المركزي الأميركي»، وهي تسهيل تقليدي يعمل بوصفه ملاذاً أخيراً. كما حصلت على قروض بقيمة 11.9 مليار دولار من برنامج الإقراض البنكي الذي استحدثه «المركزي الأميركي» في الآونة الأخيرة. وتجاوز الاقتراض من نافذة الخصم الرقم القياسي السابق البالغ 112 مليار دولار في خريف عام 2008، خلال المرحلة الأسوأ من الأزمة المالية

مع استمرار الفدرالى الامريكية برفع نسب الفائدة فى 2022 للتغلب على التضخم قد خسرت البنوك الامركية فقط حوالى 650 مليار دولار فى القيمة من الاستحواذ على السندات . ولكن من تاثر بتلك الازمة سريعا هى البنوك التكنلوجيا بسبب القيم العالية جدا فى نسب توزيع الفائدة والارباح العالية على المستثمرين فى تلك البنوك ولكن الاكثر فى بنك SVB ان معظم Cash Fllow لدى البنك يتمثل فى  ودائع العملاء التى  تخطى 85 % . فى اول ازمة وعند حدوث بعض التسربيات بسبب تراجع اسهم البنك بواقع 3 % هنا لجاء جزء كبير جدا من العملاء الى الشعور ان هناك ازمة . فلجاء الجميع الى طلبات سحب الاموال وهنا انفجر مشكلة السيولة فى البنك لان جميع الاموال فى السندات التجارية والحكومية . وهذة كانت الازمة بشكال سريع .

 تخفيف الضغوط وتفادي الكارثة

 

بلغت قيمة القروض التي منحها «الاحتياطي الفيدرالي» للبنوك الأميركية بموجب برنامج جديد كُشف النقاب عنه الأحد نحو 12 مليار دولار، مع تحرك السلطات في واشنطن لتخفيف الضغوط عن النظام المالي في أعقاب انهيار بنك «سيليكون فالي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلن «الاحتياطي الفيدرالي»، في بيان، أمس (الخميس)، أن المبالغ المستحقة في إطار «برنامج التمويل المؤقت للبنوك» وصلت إلى 11.9 مليار دولار بحلول أول من أمس (الأربعاء).

وكان «الاحتياطي الفيدرالي»، بالتعاون مع وزارة الخزانة و«المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع»، قد كشف، ليل الأحد، عن برنامج القروض لتجنيب بنوك أخرى مشكلات السيولة التي دفعت «سيليكون فالي» للانهيار.

ويوفر البرنامج تمويلاً إضافياً «للمساعدة في ضمان قدرة البنوك على تلبية احتياجات جميع المودعين»، كما جاء في بيان «الفيدرالي».

ما مدى خطورة الأزمة الحالية؟

أعلن صندوق النقد الدولي يوم أمس الأحد إنه يراقب الآثار المحتملة على الاستقرار المالي بسبب انهيار بنك سيليكون فالي، وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي قوله في بيان “نراقب من كثب التطورات والآثار المحتملة على الاستقرار المالي، ولدينا ثقة كاملة بأن صناع السياسة في الولايات المتحدة يتخذون الخطوات المناسبة لمعالجة الوضع”.

ورغم ذلك، ليس ثمة دلائل، لغاية الآن، على أن الأزمة يمكن تتفاقم، ويقول الخبير المالي الألماني ومدير مركز التمويل البافاري، فولفغانغ جيركه: “إن انهيار بنك سيليكون فالي لن يعرّض سوق المال العالمي للخطر” لافتاً إلى أن القطاع المصرفي لم يسجل من قبل مخاطر من جراء تمويل بدء التشغيل للشركات الناشئة.

ويشار إلى أن مجلس الاحتياطي الفدرالي، وفي أعقاب انهيارالبنك،  كشف  عن برنامج قروض طارئ جديد لتعزيز قدرة النظام المصرفي الأمريكي وذلك لضمان قدرة المصارف على تلبية احتياجات جميع المودعين، وستقدم  وزارة الخزانة ما يصل إلى 25 مليار دولار من صندوق استقرار الصرف كدعم لأي خسائر محتملة من برنامج التمويل.

أين يضع المستثمرون أموالهم ؟

أثار انهيار بنك “سيليكون فالي” في الولايات المتحدة والانشقاقات المحتملة في شبكة البنوك الإقليمية مخاوف لدى المستثمرين الأثرياء والأسر الغنية، خاصة مع انتقال الأزمة إلى أوروبا أيضا.

ووفقا لمستشاري الثروة في تقرير نشرته “سي إن بي سي”،‏ يقوم المستثمرون الأثرياء والأسر الغنية بتحويل المزيد من أموالهم من الأرصدة ‏النقدية من البنوك إلى سندات الخزانة، كما يضخونها في أسواق المال وغيرها من ‏الأدوات قصيرة الأجل.

وتنصح ‏Zeuner‏ المستثمرين المهتمين بشأن ودائعهم النقدية بطرح سؤالين أساسيين ‏على بنوكهم أو مستشاريهم: كيف يتم توزيع أموالي، وهل هو مدرج في الميزانية ‏العمومية للبنك؟ إذا تم استثمار الأموال النقدية في ‏Treasurys‏ والأدوات المالية ‏الأخرى، فمن المحتمل ألا تكون مدرجة في الميزانية العمومية للبنك ، وبالتالي ‏فهي ليست معرضة للخطر في حالة تشغيل البنك.‏

وكان بعض كبار المستثمرين يبتعدون تماما عن البنوك، حيث قاموا بتحويل أموالهم ‏إلى حسابات وصاية في شركات الوساطة وشركات مثل ‏Fidelity‏ وPershing‏. ‏يقولون إن حسابات الحراسة توفر معظم مزايا الحساب المصرفي، السماح ‏بالتحويلات البرقية وكتابة الشيكات ودفع الفواتير، ولكن بدون نفس المخاطر ‏وبإمكانية نقل أكبر.‏

وقال دواير من ‏NewEdge Wealth‏: “كان عملاؤنا إلى حد كبير يحتفظون ‏بأصولهم في ‏Fidelity‏ ، وهو ليس بنكا، لذا كان ذلك مريحا لهم للغاية”.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *